الدكتور نضال الصالح يوقّع «توت شامي»
وسط حضور لفيف من الأدباء والكتّاب، أقامت «دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع» بالتعاون مع اتحاد الكتّاب العرب، حفل توقيع كتاب «توت شامي» للدكتور نضال الصالح.
وتخلّل الحفل قراءة من نصوص الكتاب ألقاها الدكتور الصالح إضافة إلى قراءات نقدية قدّمها كتّاب ونقّاد عرضوا فيها رؤيتهم لكتاب «توت شامي» الذي يضمّ بين جنبيه نصوصاً نثرية تستحضر التاريخ السوري وتقاطعه مع الظروف الراهنة والحرب على سورية.
وقالت الإعلامية فاطمة جيرودية التي تولّت تقديم الحفل إن كتاب «توت شامي» يعتبر متمّماً لكتاب «درب حلب» الذي أصدره الصالح السنة الماضية. مشيرة إلى أن الكاتب يستقي أفكاره من وقائع سوريّة كان أبطالها شهداء دافعوا عن الوطن عبر التاريخ، وانعكست تضحياتهم على تراث شعب تربّى على الصمود والانتماء.
في حين قال الدكتور نبيل طعمة في قراءته للكتاب إن اختيار «توت شامي» عنواناً لكتاب الصالح يعكس دلالة هذه الثمرة الدمشقية والتي تتدرج في ألوانها من الأبيض إلى الأخضر إلى الوردي فالأحمر والأسود، وكأنه يقصد بها الليل والنهار ومجريات أحداثهما بمرّهما وحلوهما. معتبراً أن المؤلف غايته من وراء كتابه تتجلّى في الإفادة والخوض في ما بين سطوره وتحليل مفردات كلماته.
وجاء في دراسة نذير جعفر النقدية أن الجنس الأدبي لهذا الكتاب يصنّف في خانة النصوص المفتوحة وغير المرتهنة لتقاليد جنس محدّد سواء القصة أو الشعر، لتغوي القارئ بعد ذلك، وتوجهه في مسار يؤدي لتفاعله وتعاضده معها واستنهاض مرجعيته الثقافية والجمالية.
ورأى جعفر أن «توت شامي» يوحي للقارئ أن الكتاب يقتصر على دمشق وحدها التي كانت حاضرة في روح النصّ وتمثيلاتها الرمزية، وغائبة في تعيينها النصّي. في حين أن حلب تحضر نصّاً وروحاً وفضاءً مكانياً متعيناً وبطلاً للحكايات بوصفها منطلقاً للسرد. لافتاً إلى أن السرد ينهض في هذه النصوص أو القصص المشغولة بريشة مغمّسة بحبر القلب على دعامتين رئيسيتين هما المصائر التراجيدية للشخصيات واستخدام الموروث التاريخي والديني والحكائي.
واعتبر الروائي الدكتور حسن حميد أن الكتاب يكشف حالة تعلّق تصل إلى درجة الوله بين المؤلف وبين المكان. مبيناً أنّ المكان يجول بين تلافيف الكتاب وداخل السطور والصور مثلما تجول الطيور في رحاب الفضاء والزمان المحمول على كفّ الحرب التي تفتك بكلّ عزيز ونبيل.
وبحسب حميد فإن «توت شامي» كتاب النصوص التي تحكي سيرة الحرب التي أتت على كل سِير الحبّ واللقاءات والأمكنة والأزمنة والأحلام. مشيراً إلى أنّ العناصر التي استحوذت على بطولة مطلقة في الكتاب هي الأمكنة والأزمنة والمشاعر والتضحيات والفقد والشخوص، ولكنها تجلّت أكثر في العطش العاطفي للبلاد والناس والقيم والأحلام والبيوت والحواكير والشرفات.
وردّاً على القراءات النقدية قال الدكتور الصالح: الأدب والنقد جزءان متكاملان. وعندما يتماهى النقد مع مضمون النصّ يصبح بمثابة قراءة أخرى تزيده جمالاً. مؤكداً أن القيمة العليا للثقافة ما زالت حيّة في ضمير مجتمعنا وتدفعه ليتحدّى كل المؤامرات التي تحاك ضدّه.
وأضاف الصالح: شملت نصوص كتاب «توت شامي» قضايا إنسانية ووطنية عكستُ خلالها ارتباطي بمدينتَي حلب ودمشق في إطار فلسفيّ. وكانت خلاصة وعصارة مسيرة طويلة امتدت فيها روحي إلى كل ما يخصّ وطني وأهلي، لا سيما أنني نشرتها في مقالات صحافية على سنوات عدّة، وقسّمتها إلى كتابين الأول «درب حلب» والثاني «توت شامي».
يشار إلى أن كتاب «توت شامي» من إصدارات عام 2016 وهو من طباعة «دار الشرق» ويقع في 123 صفحة من القطع الوسط.