قاووق: صمود سورية حمى لبنان والقضية الفلسطينية

أقامت المقاومة الإسلامية، مراسم عسكرية تكريمية في «صحن مقام السيدة زينب»، في العاصمة السورية دمشق، «تخليداً لتضحيات» القيادي في حزب الله الشهيد مصطفى بدر الدين، بحضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، ممثل السيد علي الخامنئي في سورية أبو الفضل الطبطبائي، ممثل عن رئيس الحكومة السورية، رئيس الهيئة العلمائية في سورية عبد الله نظام، وفد من الضباط العسكريين والأمنيين من مختلف تشكيلات القوات المسلحة في الجيش السوري، وممثلين عن القوى الفلسطينية، وجيش التحرير الفلسطيني، ووفد من القيادة العسكرية في المقاومة الإسلامية، بالإضافة إلى عائلة الشهيد.

بداية، ألقى أسامة كلمة المجاهدين معتبراً أنّ «مرتبة الشهادة هي من أرفع وأسمى درجات الكمال الإنساني، ولا يوفاها إلا ذو حظ عظيم، ولا بد للإنسان المجاهد أن يكد ويتعب ويجد للوصول إلى هذه القمة».

ثم كانت كلمة رئيس أركان الجيش السوري ألقاها رئيس الإدارة السياسية اللواء أسامة خضور الذي قال: «إننا في سورية شعباً وجيشاً وقيادة، إذ نبارك لجميع رجال المقاومة الأبطال، ولآل الشهيد البطل، ولكلّ مقاوم شريف في هذه الأمة باستشهاد القائد الحاج مصطفى بدر الدين، نؤكد اليوم أننا باستشهاده سنزداد إصراراً وعزيمة واندفاعاً وإقداماً في مواجهة هذا المشروع الصهيوني التكفيري، الذي يستهدف كرامتنا وسيادتنا وقرارنا المستقل، وتاريخنا وحاضرنا ومستقبل أبنائنا، وسنواصل البذل والفداء على طريق شهدائنا الأبرار، وسنحقق الانتصار معا أيها الشرفاء المقاومون، بدعم أصدقائنا المخلصين، وفي مقدمتهم جمهورية إيران الإسلامية، وروسيا الاتحادية، وكلّ الشرفاء حول العالم، فتحية لروح الشهيد القائد الحاج مصطفى بدر الدين، ولأرواح رفاقه الشهداء الأبرار في المقاومة الوطنية اللبنانية، تحية لأرواح شهدائنا الأبرار في الجيش العربي السوري، ولأرواح الشهداء الأبرار من أصدقائنا في روسيا الاتحادية وإيران، تحية لأمهات الشهداء والجرحى، ولعائلاتهم الصابرة والصامدة، تحية لرجال المقاومة الوطنية اللبنانية الشرفاء، الذين ما بخلوا يوماً بالعرق والدم، ثابتين في ميادين القتال والجهاد، مقدمين أروع دروس التضحية والبطولة والفداء، والصبر والسلوان لعائلة الشهيد البطل، وإن على موعد مع النصر قريب».

ووصلت إلى المراسم برقية من اللواء قائد الحرس الجمهوري في سورية قدم فيها التهانئ والتبريكات إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باستشهاد «القائد الجهادي الكبير والمقاوم المؤمن الشجاع مصطفى بدر الدين الذي اغتالته يد الحقد والغدر والإجرام، وهو يقوم بواجبه الجهادي المقدس على أرض سورية المباركة إيماناً بالله سبحانه، وإحقاقاً للحق، وإزهاقاً للباطل، ودفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، وإعلاء لراية العروبة والإسلام، فروى بدمه الزكي الطاهر تراب الوطن المقدس، وامتزجت الدماء الطاهرة لتزهر بيارق النصر المؤزّر بإذن الله تعالى، وارتقت روحه الطاهرة إلى سماء المجد والخلود لتستقر إلى جوار باريها آمنة مطمئنة، مجسداً بذلك النموذج الأسمى في البذل والعطاء وعمق الانتماء، وقد انضم باستشهاده إلى مواكب الخالدين من الشهداء والصديقين».

وفي الختام، ألقى الشيخ قاووق كلمة المقاومة الإسلامية، فاعتبر «أنّ ذو الفقار، قائد استثنائي، نعم عبقري هو، استراتيجي هو، اسمه يؤرخ للبطولة والانتصار، هو الذي قاد أهم العلميات النوعية، هو الذي قاد حرب العقول، هو الذي قاد الانتصار في تموز 1993، وفي نيسان 1996، هو الذي عاش أربعين سنة مقاومة، تلة مسعود في بنت جبيل تشهد له في عام 1977، تلال مارون الراس تشهد له في عام 1978، وخلدة في عام 1982، وجراح خلدة وسام بقي معه طول العمر، كل الميادين تشهد له، هو السيد ذو الفقار يحمل بندقيته ويتابع ويقارع العدوان، يسقط المشاريع الكبرى، ويصنع مع إخوانه أعظم الانتصارات لخير أمة أخرجت للناس».

وشدّد قاووق على «أنّ سجل السيد ذو الفقار حافل بالانتصارات على العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري، وهذا السجل الحافل يجعلك هدفاً دائماً للتكفيريين والإسرائيليين، ومن الطبيعي جداً أن يكون قتل السيد ذو الفقار مطلباً إسرائيلياً وتكفيرياً، لا نسأل عن الأدوات، فالشهيد السيد ذو الفقار قائد جهادي كبير في المقاومة مضى شهيداً في معركة الدفاع عن سورية ولبنان والأمة، وأنّ إسرائيل والتكفيريين والنظام السعودي، فرحوا بشهادة السيد ذو الفقار وظنوا أنّ بشهادته سيتراجع حزب الله عن مشاركته العسكرية في سورية، ولكم ومن هنا من جوار ضريح مولاتنا زينب، من هنا من ساحات المواجهة نقول لإسرائيل والعصابات التكفيرية والنظام السعودي، يمكنكم أن تراهنوا على أي شيء إلا على تراجعنا في المعركة ضدّ الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري، فمشاركتنا في المعركة ضد العصابات التكفيرية واجب وطني وأخلاقي وإنساني وضرورة استراتيجية لحماية لبنان وسورية والمنطقة والأمة، ونحن كما بالأمس واليوم وغداً سنبقى إلى جانب الجيش العربي السوري نكمل المعركة ضدّ الإرهاب التكفيري والعدوان الإسرائيلي بكلّ إرادة وقوة وعزم، ولن نبدل تبديلاً، ولن نتهاون أو نتساهل في مواجهة العدوان التكفيري وسنكمل الانتصارات حتى تحقيق النصر الحاسم».

وتابع قاووق: «قبل أربع سنوات اجتمع وزير خارجية السعودية ووزير خارجية قطر ووزير خارجية تركيا وحدّدوا موعداً لسقوط دمشق، وقالوا إنّ أول شهر رمضان من سنة 2012 سيكون الموعد لسقوط دمشق، ولكننا اليوم على أعتاب شهر رمضان 2016 وها هي دمشق تتألق بصمودها وانتصارها، تتألق عاصمة وقلعة للمقاومة، وتنتصر كلّ يوم بقيادة الرئيس الشجاع الدكتور بشار الأسد، فدمشق اليوم تفضح هزيمة النظام السعودي، وهي في كل يوم تفضح هزيمة المشروع التكفيري على سورية، لأنها صمدت أمام عدوان يدعمه أكثر من مئة دولة في العالم بالسلاح والمال والتحريض»، مؤكداً «أنّ صمود سورية حمى لبنان والقضية الفلسطينية وحمى الأمة من أن تسقط بيد الأدوات التكفيرية التي تخدم المشروع الإسرائيلي».

وختم الشيخ قاووق، «معاهداً السيد ذو الفقار أنه بشهادتك تتأجج فينا روح الجهاد والمقاومة، ولن يطول الوقت حتى يشهد العالم كله أن دماء الشهيد السيد ذو الفقار قد عجلت في هزيمة المشروع التكفيري في سورية، وأنّ ميادين الجهاد والقتال كلها تشهد أننا في حزب الله أهل الحرب وصناع الانتصارات، هذا وعد المقاومة وهذا عهد صاحب العهد والوعد الصادق السيد حسن نصر الله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى