الصفاء بطلاً للبنان عن جدارة وشطارة
في حين كان العهد بحاجة إلى التعادل ليُبقي كأس بطولة لبنان في خزانته، كان الصفاء يبحث بجدّ جماعي واجتهادات فردية عن فوز يكلّله بطلاً للمرة الثالثة في تاريخه، وبما أنّ القاعدة تقول بأنّ «من جد وجد ومن زرع حصد» جاء القطاف الصفاوي عن جدارة وشطارة، ربما الركون العهداوي إلى أنّ التعادل سيكون سيد الموقف من خلال التكتّل الدفاعي الذي تمترس أمام الحارس محمد حمود بطل الشوط الأول ، إلّا أنّ علي السعدي المواكب الدائم لرفعات الكورنر قلب المشهد رأساً على عقب برأسيته التي هزّت الشباك العهداوية لتُدخل الفرح إلى قلوب العائلة الصفاوية وتشعل المدرجات هتافاً، وذلك قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، ولمّا أراد العهداويون إدراك التعادل بغية الاحتفاظ باللقب، دفع مدرّبهم بعناصر هجومية إضافية، لكن النتيجة جاءت عكسية حيث اقتحم البرازيلي رودريك لوبيز المربع الصفاوي، وعلى طريقة المحارب سجّل برأسه هدفاً قاتلاً في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة. مبروك للصفاء لكونه يستحق اللقب، وهو الذي تصدّر الترتيب لعشرين مرحلة، ولم تنفع الخدمة «الساحلية» للعهد الذي لعب شوطاً متماسكاً وشوطاً تائهاً، مبروك لإميل رستم ورجاله الأبطال، نهائي مستحق بين فريقين هما الأفضل حالياً على الساحة الكرويّة المحليّة.
شريط المباراة
استهلّ العهد المباراة مع فرصة لنجمه السوري عبد الرزاق حسين، مرّت تسديدته بجانب المرمى، بالمقابل تحرّك محمد حيدر وعلاء البابا وكونيه في العمق العهداوي وكانت لهم جملة من الفرص تكفّل المتألق محمد حمود بالتعامل معها بخبرة وشجاعة، وأخطر الفرص لكونيه د22 ، وفي الوقت عينه وظّف إميل رستم أفضل مدافعيه بمهام «انقضاضيّة» كانت كفيلة بتعطيل أغلب الهجمات العهداوية المتأتية عبر زريق وشعيتو ودرامي. سدد شعيتو بجانب القائم 37 ليردّ علاء البابا مرتين 38 و39 ، ثمّ اختتم محمد حيدر بتسديدة مباغتة كان لها «الحمود» بالمرصاد.
وفي الشوط الثاني، شوط المدرّبين، تواصلت الهجمات المتبادلة، والمجريات تزداد سرعة وخشونة، العهد يعوّل على تعادل ترائى له قريباً فيما الصفاء واصل في شنّ الهجوم من كل الاتجاهات. الكل تحرّك مواكباً إلى الأمام، حتى جاء الهدف عبر قائد الفريق ومنقذه عند انسداد الأفق أمام المهاجمين علي السعدي، تقدّم ليقابل كرة محمد حيدر الركنيّة برأسه داخل الشباك، لم يفلح هيثم فاعور في تشتيتها د81 ، وفي ضوء التقدّم ارتفعت معنويّات الصفاويين في الملعب والمدرجات ليأتي التعزيز والتأكيد على أنّ اللقب أصبح في الخزانة الصفاوية مع إنجاز البرازيلي لوبيز الذي اقتحم وحارب وتقدّم وسدّد مرتين ليهزّ الشباك ثانية د93 .
لقطات
ـ تابع المباراة أكثر من خمسة الآف مشجّع، واللافت أنّ بعض الجماهير النجماوية جلست في مدرجات الصفاء وقامت بالتشجيع نكاية بالعهد, مع الإشارة إلى أنّ يافطات «إلنا الدوري» كانت مرفوعة بقوة في الجهتين.
ـ تابع المباراة مدرّب منتخب لبنان المونتينغري رادولوفيتش مع جهازه المعاون، بالإضافة إلى غالبية أعضاء الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
ـ للمرة الأولى يلعب العهد بقمصان بيضاء، فيما ارتدى الصفاويون قمصاناً زرقاء.
ـ قاد المباراة طاقم حكّام حضر خصيصاً من قبرص وعلى رأسه أريوتوريس.
وأنذر كل من: عمر الكردي ومحمد زين طحان من الصفاء، وأحمد زريق من العهد.
ـ مع انتهاء المباراة تمّ تتويج الصفاء على أرض الملعب، مع الإشارة إلى أنّ رصيد الصفاء من النقاط بعد الفوز أصبح 52، فيما بقي رصيد العهد عند الـ51 نقطة.