«دعنا نندمج».. للاجئين في ألمانيا
رغم أن أزمة المهاجرين واللاجئين كانت في ذروتها فضلاً عن تدفق الآلاف يومياً إلى ألمانيا إلا أن الشاب الألماني لاسه لاندت لم يصادف أحداً منهم.
وقال لاندت البالغ من العمر 36 عاماً إن «البرامج الحوارية ووسائل الإعلام كانت تتحدث عن أزمة اللاجئين يومياً»، مضيفاً أنه لم يكن قد رأى لاجئاً حتى ذاك الوقت.
وما إن أدرك لاندت أنه كغيره من الألمان لا يعلم عن اللاجئين سوى تلك الأخبار والمعلومات التي تمررها وسائل الإعلام، تطوع برفقة الكثيرين للعمل مع المؤسسات الخيرية رغبة في لقاء اللاجئين الذي يسمعون عنهم كثيراً.
ومن أجل الوصول إلى هدفه أنشأ لاندت موقعا إلكترونياً يحمل اسم «Let s integrate!» دعنا نندمج بالتعاون مع خالد الأسود، السوري البالغ من العمر 25 عاماً، الذي التقاه في درس عن برمجة الكومبيوتر المخصص للاجئين في برلين.
ويهدف المشروع إلى تسهيل إقامة لقاءات بين اللاجئين والمواطنين الألمان، حيث يقدم لهم الموقع خيارات لتحديد زمان ومكان «الموعد»، محاولين تفادي العقبات أمام مثل هذه اللقاءات، دون الحاجة إلى أي تحضيرات ما عدا القدوم إلى الموعد وبدء محادثة جيدة، وفي حال كانت العقبات اللغوية كبيرة فإن التفاهم ممكن حتى عبر لغة الإشارة.
وأشار خالد إلى أن صداقته مع لاندت ساعدته على أن يقف على قدميه في ألمانيا قائلاً إنه «إذا لم يتحدث اللاجئون وجهاً لوجه مع السكان المحليين، فلن يعلموا شيئاً عن الثقافة هنا».
ومنذ انطلاق الموقع أوائل شهر أيار الحالي عقد 12 لقاء وسجل في الموقع مواطنون ألمان أكثر من اللاجئين، مما جعل المتطوعين المشاركين بالمشروع يضعون ملصقات إعلانية في مراكز إيواء اللاجئين في محاولة لرفع أعداد المشاركين في مبادرتهم ليكون متناسباً مع نظرائهم من الألمان.
ويقتصر المشروع على العاصمة الألمانية برلين حتى الآن، لكن المشرفين عليه يخططون لتوسيعه ليشمل مدناً أخرى، وعلى نحو خاص تلك التي لا يلقى فيه اللاجئون ترحيباً.
وابتدع القائمون على المشروع إشارات خاصة كي يتعرّف الطرفان على بعضهما لدى اللقاء، فيطلبون منهم رفع أصبعي السبابة والإبهام كناية عن الحرفين الأولين من «Let s integrate!» دعنا نندمج .