رحيل الرفيق ابرهيم حمود…ابرهيم بو عمو
في سنوات الحرب اللبنانية، كان له تواجده الناشط في مركز الحزب.
وكان طبيعياً ان التقي به، ان أصعد في السيارة التي يقودها في مهمات حزبية، وفي ظروف صعبة.
أصيب في قدمه في إحدى المعارك، ثم تعطلّت إحدى كليتيه.
كثيراً ما كنت ألتقيه. تشدّني إليه دماثة أخلاقه، تهذيبه، وقد كان ودوداً، محباً، صادقاً، وملبّياً لكلّ واجب.
ومضت سنوات، لم أعد أعرف عنه شيئاً، خاصة انّ انصرافي الى العمل عبر الحدود أبعدني عن الكثير من المتابعة لرفقاء في الوطن.
منذ نيّف وشهر كنت ذات يوم أنتظر سيارة الأجرة لتقلّني الى منزلي في بيروت. توقفت سيارة، وسائق يطلّ برأسه مرحباً يسألني الى أين؟
لم أعرفه في البدء، لضعف لديّ في ذاكرة الوجوه، عكس ذاكرتي القوية جداً بالأسماء. صعدتُ، تحدّث، وتحدّثتُ. أعادني الى سنوات الحرب. ذكرّني كم مرة حضر الى منزلنا ليقلّني في مهمات الى البقاع، او الى أماكن أخرى.
واستعدته الى ذاكرتي كاملاً. سألته عن والدته، كما كنت أفعل دائماً اذ التقيه،
لقد فارقت الحياة
وعنه: يخضع لمعالجة كليتيه.
رغبت إليه ان يمرّ الى مكتب اللجنة فإني أرغب ان أسأله اكثر، أن اطمئن، وأن أدوّن له معلومات أعلم انه يملكها، وكثير منها جرت في الأيام الصعبة، وعدني ان يمرّ.
سألت عنه الرفقاء الحرس في المركز، افادوني انهم يعرفونه باسمه الحقيقي ابرهيم بو عمو وانه يتردّد من حين الى آخر الى عمدة العمل.
منذ أيام قليلة علمت انه رحل. شعرت بألم عميق، فقد كنت راغباً جداً ان التقي به، ان أسأله كثيراً، ان أطمئن لوضعه، ان اُشعرهُ انه غال لديّ بفضل سنوات نضاله. اذ اني أعلم كم ناضل، كم عانى ووالدته، واستمرّ واثقاً، مؤمناً، حاملاً أخلاق النهضة .
لعلني في كلمتي هذه أكون وفياً لرفيق عرفته جيداً في السنوات الصعبة، وكان فيها حاضراً لكلّ واجب قومي اجتماعي.
بطاقة هوية
ابرهيم بو عمو , الاب: فرنان, الام: فهيمة زيد
تاريخ ومكان الولادة: بيروت 20 تموز 1963.
من مسؤولياته الحزبية: مدرّب مديرية رأس بيروت.