المخابرات الأفغانية تُؤكد مقتل زعيم طالبان و ترجيحات باستلام سراج حقاني للقيادة
أكدّت وكالة الاستخبارات الأفغانية، أمس، نبأ مقتل زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور بضربة جوية أميركية داخل الأراضي الباكستانية.
وقالت الوكالة، في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «قُتل زعيم جماعة طالبان أختر منصور، عصر أمس، بضربة جوية على منطقة «دالبندين» في ولاية بلوشستان الباكستانية».
هذا و أعلنت الحكومة الأفغانية، بأنّ غياب زعيم طالبان سيؤدي إلى تغيير كبير في توجهات الحركة وقيادتها، خاصة أنّ الملا منصور كان من أشد معارضي عملية السلام.
وأشار رئيس الوزراء الأفغاني عبد الله عبد الله، الذي كان يتحدث إلى الصحفيين قبيل انعقاد جلسة لأعضاء الحكومة في كابول «نحن على علم بالضربة الجوية التي استهدفت أختر منصور وبانتظار التقارير المفصلة، وإذا صح الخبر بنسبة 100 ، فسينتج عنه تغيير كبير في قيادة الحركة». واعتبر مقتل منصور «ضربة قوية لجماعة طالبان، ستؤثر على قدراتها لشن اعتداءات ضد المواطنين».
كما عبّر رئيس الوزراء، عن أمله بأنّ يُسهم مقتل منصور في إحراز تقدم بمفاوضات السلام، وقال «هي فرصة جيدة أمام أولئك الذين كانوا تحت الضغط من أجل محاربة الشعب الأفغاني لكي يفكروا ملياً لوقف الحرب والانضمام إلى عملية السلام».
وفي ذات السياق، توّقع الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الأفغانية رحمت الله نبيل، شخصية الخليفة القادم لزعامة الحركة، مرجحاً أنّ الزعيم القادم لطالبان سيكون سراج حقاني أو الملا عبد الغني برادر.
من جهته أعلنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يقوم بزيارة إلى ميانمار، أعلنّ أنّ الملا منصور الذي يقال إنه قُتل جراء غارة أميركية، كان يُشكل خطراً على المواطنين الأفغان والأميركيين الموجودين في أفغانستان.
وقال «وجهت الولايات المتحدة ضربة دقيقة استهدفت زعيم حركة طالبان الملا منصور، في المنطقة النائية على الحدود الأفغانية الباكستانية. لقد كان منصور يشكل خطراً دائماً على أمن العسكريين الأمريكيين ومواطني أفغانستان».
وبحسب كيري تعتبر هذه العملية رسالة إلى العالم تُشير إلى أنّ الولايات المتحدة «ستواصل دعم شركائها الأفغان في سبيل بناء أفغانستان أكثر استقراراً وأمناً وازدهاراً». وأضاف «نحن نريد السلام، ومنصور عارض مفاوضات السلام وعملية المصالحة بشكل سافر».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الباكستاني نفيس زكريا أمس، إنّ بلاده تنتظر من واشنطن إيضاحًا بشأن الغارة الأميركية على أحد قيادات حركة «طالبان» داخل الحدود الباكستانية.
وقال زكريا إنه رأى الأخبار عن هذه الغارة ويطالب الولايات المتحدة بتقديم إيضاح، مؤكداً أنّ بلاده تسعّى لإعادة الحركة لطاولة المفاوضات وأنّ العمليات العسكرية ليست حلا.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني سيد ظافر هاشمي، إنّ الهجوم كان ناجحاً ، «فلقد جرت الغارة بالاتفاق مع السلطات الأفغانية ويبدو أنها موفقة .وسنقيّم الوضع بغية التأكد».
هاشمي تابع «ما نأمله وما نراه هو أنه في أعقاب هذه التطورات الجديدة ستسفر عملية السلام الأفغانية عن إحلال السلام الدائم والاستقرار».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، قد صرّحت يوم السبت الماضي، أنّها استهدفت زعيم حركة طالبان الملا منصور بغارة نفذتها طائرة من دون طيار. وأفادت بأنّ الغارة نفذت على الحدود الأفغانية الباكستانية.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنّ القوات الأميركية نفذت غارة جوية دقيقة استهدفت فيها زعيم حركة طالبان الملا منصور، مؤكدا أن خطوة كهذه تجعل القوات الأميركية أكثر أمنا في أفغانستان، و أضاف «لا زلنا بانتظار النتائج الرسمية للغارة».
ويأتي ذلك رداً على هجوم انتحاري لطالبان بسيارة مفخخة السبت الماضي، استهدف قافلة للعسكريين الأميركيين في منطقة باغرام وسط أفغانستان، حيثُ تقع قاعدة جوية أميركية.
من جهتها، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن هذا الهجوم الانتحاري، مشيرة إلى أنّ العملية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في حين أكدّت بعثة قوات التحالف الدولي في أفغانستان وقوع الهجوم، نافية الأنباء عن سقوط ضحايا في صفوفها.