قنديل لـ«قناة سما»: «إسرائيل» خرجت من غزة وقوتها الردعية مكسورة وقبتها مثقوبة وغولاني خارج المعركة
قال النائب السابق ورئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل إن «المشاركة تتم بالطائرات الحربية النفاثة من القواعد الأميركية في تركيا المعرضة للسقوط بدفاعات جوية تؤلم إذا أسقطتها، لأنها جزء من الآلة الحربية البشرية والمادية في الوقت نفسه وبمعرفة إيران تقصف الطائرات الأميركية»، مشيراً إلى أن «»الإسرائيلي» أعطي فرصة أن يكون صاحب يد عليا بإعادة إنتاج قوة الردع، بعد أن قدّم حسابات تقول إنّ غزّة معزولة وأنّه يمكن دعشنة المقاومة واعتبار الحرب عليها جزءاً من الحرب على الإرهاب، وإنشاء نوع من تحالف مصري «إسرائيلي» لأنّ مصر تخشى ولادة مكوّن إخواني مسلّح في خاصرتها، و«إسرائيل» تريد التخلّص من غزّة بصفتها المقاومة. غير أن الأمور راحت باتجاه آخر ونجحت فصائل المقاومة بأن تفرض على القيادة السياسية في حماس عدم بيع النصر للثنائي التركي ـ القطري، والإصرار على تسييره خلافاً «لأيام عهد مرسي بفكّ الحصار حصراً» الذي هو إنجاز فلسطيني صرف وصارت الأمور بهذا الاتجاه وخرجت «إسرائيل» قوتها الردعية مكسورة، وقبتها الحديدية مثقوبة، ولواء غولاني خارج المعركة وجبهة داخلية مفككة».
وأضاف قنديل: «هذا الاختبار هو ربط نزاع للقوى وركبت عليه توازنات. سعد الحريري قال لن يعود إلا من مطار دمشق الدولي، وهذا الأمر ليس ببسيط فكلام الحريري هو علامة الرمزية السعودية في حينها على اليقين بأنّ نظام الرئيس بشار الأسد راحل وأنّ ربط العودة بمطار دمشق هو ثقة بالنصر». مؤكداً «أن الحريري الآن يعود، ويطوي السعودي زمناً عمره ثلاث سنوات عنوانه الرهان على سقوط سورية وسقوط العنوان والرمزية الذي يمثلها الرئيس الأسد».
وأشار رئيس تحرير صحيفة «البناء»: «هناك مجموعة من المؤشرات لا يمكن تجاهلها، وهذه المؤشرات تقول إنها ليست صدفاً. فليس صدفة اجتماع البرلمان العراقي وانتخابه رئيساً، وليس صدفة طي الحديث عن انفصال كردستان على رغم أنّه هو صاحب النظرية الثلاث تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات في العراق، لكن الواضح أن الكلام عن الانفصال لا ينسجم مع تسمية رئيس جمهورية في العراق الموحّد وبالتالي كان هناك قرار اللامشاركة وأصبح مشاركة».
وتابع قنديل: «ليست صدفة عودة الحريري ولا التفاوض حول غزة تحت عنوان لن نفاوض تحت النيران كما أصبح يقول «الإسرائيلي»، نحن أمام معادلة واضحة هي بداية انخراط وليست نهايته».
وفي الشأن السوري قال قنديل: «حتى سورية لا يجوز في المعنى السياسي للدولة السورية أن تقول الحلّ في سورية بمفاوضات المنطقة، الدولة السورية منطقها ورؤيتها واستراتيجياتها مبنية على معادلات السياسة الوطنية، الجيش هو صاحب المعادلة في الأراضي السورية هنا نتكلم عن فلسفة الدولة». مشيراً إلى أن «فريق حزب الله لا يربط بين قتاله في سورية ومستقبل ترشيح العماد عون للرئاسة، لأنه يعتبر هذا من منطلق وطني وذاك من منطلق وطني ولا رابط بينهما بمعنى التوازن أي الحساب العملاني. أنا كمحلل لا يمكن أن أتقبل هذا الشيء وإلا أكون ساذجاً».
وأوضح قنديل: «أنا أعتبر أن حزب الله عندما ينجح في معادلة الصمود السوري بمشاركته إلى جانب الجيش السوري، يحسن بذلك من حظوظ العماد عون بالرئاسة وبالتالي عندما تكون إيران ذاهبة باتجاه تفاهم هي والولايات المتحدة الأميركية لا يمكن لأميركا أن تتحوّل إلى شريك لإيران في تفاهمات تطبّق بالمنطقة وهي رأس حربي بمشاركة مفتوحة مع سورية، وهي الحليف الحقيقي الاستراتيجي لإيران في المنطقة، هذا الترابط لسنا نحن مخترعيه. هذا الترابط في المنطقة لا يأتي إلا بوحدة متكاملة وسماها سابقاً الشرق الأوسط الكبير».