جون ماكين لـ«سي أن أن»: غادرنا العراق وتركنا فراغ القوة الذي ندفع ثمنه الآن وهناك خطر يهدد أميركا بسبب داعش
قال السيناتور الأميركي جون ماكين، من فاعلية الغارات الأميركية التي استهدفت مقار تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً بـ«داعش»، ودعا في المقابل القوات الأميركية إلى «ضرب معاقل التنظيم في سورية والعراق وتسليح الأكراد والجيش الحر»، وندد بسياسة البيت الأبيض قائلاً: «إنها تركت حالة من فراغ القوة تسببت بكل ما يجري».
وقال ماكين ردّاً على سؤال حول رضاه عن سير العمليات العسكرية الأميركية في العراق: «سمعنا عن ثلاث غارات، واحدة دمرت مدفع هاون، ولم نعرف نتائج الغارتين الباقيتين، بينما يواصل التنظيم الهجوم وتشريد الناس والسيطرة على أراض في سورية ويهدد عاصمة كردستان أربيل». وتابع: «هذا كله حدث خلال الأسابيع الماضية التي كان خلالها الرئيس أوباما يقول إن ما يجري مسألة عراقية، ولكن الحقيقة أنها مسألة تهم الأمن الأميركي بتوافق المسؤولين الأميركيين كافة، الأمر يتحول إلى صراع إقليمي يهدد أمن أميركا، وتنفيذ ثلاث غارات في منطقة وقعت فيها جرائم فظيعة بينما يواصل التنظيم تحقيق انتصاراته هو أمر غير فعال ولا كاف».
ولدى سؤاله عن رضاه حيال رفض أوباما تحديد سقف زمني للعمليات أجاب ماكين: «إن المشكلة لا تكمن في الوقت المخصص للعملية بل في فقدان الاستراتيجية لدى الجانب الأميركي. الرئيس أوضح أن الأمر مأساة إنسانية، وهو يتصرف على هذا الأساس، وكذلك لرغبته بحماية الأميركيين في أربيل وبغداد، وهذه ليست استراتيجية بل مقاربة سطحية لأزمة تتسع باضطراد، لدينا اليوم مئة أميركي يقاتلون مع داعش ونحن نحاول تتبع تحركاتهم، ولدينا أميركي انخرط في صفوف التنظيم ونفذ عملية انتحارية في سورية».
وحول الاقتراحات التي يمكنه تقديمها للإدارة الأميركية قال السيناتور البارز في الحزب الجمهوري: «أريد إرسال معدات عسكرية على وجه السرعة إلى أربيل، واقترح تنفيذ ضربات على داعش في العراق وسورية، خصوصاً أن التنظيم أزال الحدود الفاصلة بين البلدين، كما أنني لن أنتظر رحيل المالكي وسأعزز قوة الجيش الحر الذي يضعف بسبب تأخرنا عن دعمه».
ورداً على اتهامه بالرغبة في إعادة توريط أميركا بحروب الشرق الأوسط رد ماكين بالقول: «عندما أعلن الرئيس أوباما بفخر رحيل آخر جندي من العراق وأن الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل وأنها مسألة وقت، كان يطلق وعوداً فارغة تعكس فراغ القيادة في أميركا وفشلها في البقاء بالعراق، فنحن غادرنا العراق وقررنا عدم التدخل بالمنطقة وبالتالي تركنا فراغ القوة الذي ندفع ثمنه الآن».
وأضاف السيناتور الأميركي: «بينما نحن ننتظر رحيل المالكي كان تنظيم داعش يسيطر على أكبر سدين في العراق ما يمنحه القدرة على تعطيل الكهرباء أو إغراق مناطق بالمياه، أما أوباما فيقول إنه يتدخل لأنه يريد حماية الأميركيين في أربيل وبغداد، ما يعني أن ليست هناك استراتيجية أو مقاربة أميركية تجاه العراق».
وشدد ماكين على وجود خطر يهدد أميركا بسبب داعش قائلاً: «لدينا مئة أميركي نتابعهم، وهم على صلة بداعش، وهناك المئات من الأوروبيين، كما أن أبوبكر البغدادي قال عند مغادرته السجن لنا أراكم في نيويورك! هؤلاء يريدون مهاجمتنا وهدفهم تدمير أميركا ولست بمفردي من أقول ذلك بل العديد من المسؤولين الأميركيين».