مهنا: متمسكون بالمقاومة لأنها ثقافة ونهج حياة وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة نحذّر من اعتماد قوانين انتخاب تُمعِن في التشليع والتشظي وتصفية مقوّمات المواطنة الواحدة
أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً خطابياً حاشداً في مسرح المدينة ـ بيروت بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، بحضور رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب رئيس مجلس العمد توفيق مهنا، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، وعدد من المسؤولين.
وحضر الاحتفال أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان ووفد من قيادة المرابطون، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود القماطي، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة، نائب رئيس حزب الاتحاد أحمد مرعي، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة رامز مصطفى، عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى والفصائل.
استُهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم ألقى عضو المكتب السياسي في «القومي» وهيب وهبي كلمة تحدّث فيها عن التحرير ومعناه الوطني وتأثيره في الصراع في مواجهة العدو الصهيوني، لافتاً إلى أنّ التحرير حصل بفعل المقاومة منذ زمن الشهيد الأول حسين البنا وشهداء الحزب والمقاومة استمرار حتى تحرير فلسطين.
كلمة الأحزاب والقوى الوطنية
وألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان، وجاء فيها:
من أين نبدأ في يوم التحرير المجيد
من أين نبدأ في حضرة النار والنور
في حضرة حقد الأمة وثأرها من اليهود في صراع الوجود
من أين نبدأ في حضرة الإبداع في حب الأرض والوطن والأمة
نبدأ معكم يا روّاد النهضة بأنكم رسمتم هلالكم الخصيب في عمق التاريخ ليثبت الحاضر أن سوريةنا وهلالكم أصبح قلب الأمة النابض لا بل أصبح قلب العالم الخافق
نبدأ معكم من إدراككم العميق لهويتكم القومية فكنتم خير الحافظين لهذه الهوية وتاريخكم يشهد وحاضركم شهداء كرام.
من هنا من بيروت المرابطة وأنتم أيها القوميون قلبها ووجدانها نؤكد وإياكم في يوم التحرير على المفاهيم التالية:
أولاً: قيل الكثير من الشعر والتوصيف والواقع عن التحرير، ولكننا نؤكد في هذا اليوم على أمرين:
الأمر الأول: ان المقاومين لم يحرروا جنوب لبنان لأنهم يريدون استعادة أرضنا المحتلة بل ليسير رجال الحاج مصطفى بدر الدين ورجال السيد حسن نصرالله ورفاق سناء وخالد وأبناء عبد الناصر نبيل وإبراهيم ومحمد شاكر باتجاه تحرير فلسطين كل فلسطين وقدسها الشريف.
ان تحرير الجنوب لم يقتصر على تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة انما هو بوابة العبور من الجليل الى القدس الشريف.
الأمر الثاني: ان التحرير تحقّق نتيجة الجهاد والكفاح وشلال الدم المقدّس على أرض لبنان لرجال الله الذين راكموا كل نضالاتنا سواء بالمقاومة الفلسطينية او بالحركة الوطنية وأسسوا مقاومة جديّة حررت أرضنا، وعندما اكتملت منظومة الدفاع جيشاً ومقاومة واحتضان أهلنا اللبنانيين لهما في عهد فخامة الرئيس المقاوم العماد اميل لحود، اكتمل عقد التحرير في الخامس والعشرين من أيار عام 2000.
ثانياً: اسمحوا لي أن أعبّر بإسمي وبإسم المرابطون عن تقديرنا لتلبيتكم نداء الواجب أيها القوميّون التزاماً بثوابت العقيدة القومية دفاعاً عن سوريةنا فكان دمكم المقدّس على أرضها هو الشاهد والشهيد والحسيب.
وفي ما يتعلّق بالأعمال الإرهابية في طرطوس، إنهم منافقون، ذلك أنّ وكالات الأنباء الأجنبية تتحدث عن مجازر طرطوس بوصفها انفجارات في «معاقل النظام» ولا تهتمّ بالضحايا المدنيين، لأنّ المدني السوري عندها هو الذي يشتم النظام ويحاربه وما تعداه فهو جدير بالقتل… منافقون بل شركاء اشتراكاً كاملاً في «ربيع» الدم السوري.
إننا كناصريين وكقوميين عرب نؤكد أنّ ساحة المعركة القومية الأساسية هي على أرض سورية العربية، وأنّ الانتصار المؤزّر للفريق بشار الأسد وللجيش العربي السوري هو ليس انتصارا فقط لأهلنا السوريين إنما هو انتصار لكلّ الأمة وبداية نهضة الإصلاح والتقدّم في كلّ أقطارنا، وجسر العبور المؤكد إلى تحرير فلسطين كل فلسطين وقدسها الشريف.
ثالثاً: يجب علينا جميعاً العمل الدائم لتوحيد جهودنا كي ننتج إدارة فاعلة وسليمة للعمل الوطني وفق برنامج عمل محدد الأطر وواضح الأهداف ومنظم الأداء كي نستطيع أن نخرج من الشرذمة والتصرفات السياسية العشوائية.
رابعاً: اليوم في لبنان، نحن في خضم معركة مكافحة الإرهاب بكل ما تحمل هذه المعركة من مضامين سياسية وأمنية وأعباء على أهلنا وعلينا كقوى سياسية. لذا يجب أن نكون متيقظين وأن نكون خير سند ومدافعين عن الجيش اللبناني رأس الحربة في مواجهة هؤلاء المخربين المجرمين.
ومن هنا من منبركم أيها القوميون نتوجه نحن وإياكم بالتحية والتقدير إلى إخواننا ورفاقنا وأهلنا في الجيش اللبناني مثمنين الدور الوطني للعماد جان قهوجي بتحمل هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة في خوض هذا الصراع حفاظا على وجودية الكيان اللبناني.
خامساً: علينا نحن وإياكم أيها القوميون مع كل القوى الوطنية أن نواجه دائما توافق المذاهب ونظام الفاسدين والمفسدين الطائفي المتهالك والذي يحاول دائما أن يلغي قيمة العمل الوطني لنا ولكم.
ولقد أثبتت نتائج الانتخابات البلدية حتى الآن، وستثبت غداً في طرابلس بأن انتصار القوى الناصرية والقومية والشيوعية وشباب الحراك الشعبي والقوى التقدمية في مواجهة تحالف المتأسلمين والفاسدين والمفسدين، سيؤسس لأعظم انتصار على الصعيد اللبناني خلال الأشهر القادمة وأؤكد لكم خلال الأشهر القادمة.
ومن يحاول إثارة الشكوك بأنهم سيستطيعون عبر الوقائع الإقليمية والدولية ومن خلال استخدام كل الوسائل لإحباط عزيمتنا بأنهم سينتصرون نحن نقول لهم وبالفم الملآن ستهزمون، ستهزمون بعد أشهر، والهزيمة بدأت عبر رسائل أهلنا اللبنانيين خلال الانتخابات البلدية في كل المناطق والتي تُعدّ قيمتها الوحيدة في أنها أرسلت رسائل إلى هؤلاء الطائفيين والمذهبيين المنهزمين «إنكم ستهزمون «، وإن غداً لناظره قريب.
هناك تصاعد في ديناميكية النضال الشعبي للقوى القومية والوطنية، واستنهاض للشباب المناضل في مواجهة قوى الطوائف والمذاهب الذين هيمنوا على الحالة السياسية في لبنان منذ سنوات وسنوات، وأدت إلى هذه المآسي التي يعيشها الوطن، نتيجة هذا الفراغ في المؤسسات الرسمية من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء والنواب، وصولاً إلى كافة مفاصل الدولة.
فيما يتعلق بالقوانين الانتخابية فإننا نعرب عن رفضنا لقانون الستين الذي يعلم الجميع أنه سيؤسس لحراك شعبي أقوى من الحراك الشعبي الذي ثار إثر أزمة النفايات، وسيفجر مشكلة وأزمة على الصعيد الوطني، أما القانون المختلط فهو أسوأ من قانون الستين لأنهم سيحاولون من خلاله الغش والزعبرة في الدوائر.
من هنا فإننا ندعو إلى سنّ قانون انتخابي قائم على أساس النسبية وفق دائرة وطنية واحدة، لأنه الركن الأساسي لنكسب معركتنا ضد الطائفية والتمذهب، ولننتج نظاماً لبنانياً جديداً يعبر عن حقيقة الشعب اللبناني.
أخيراً، كبر الدول وصغرها لا يُقاس بالمدى الجغرافي والمساحة الجغرافية، وإنما بالقدرة الإستراتيجية لها على ردع أعدائها وحفظ سيادتها الوطنية، ولبنان بجيشه ومقاومته وشعبه استطاع أن يمتلك قدرة الردع للعقل الإجرامي اليهودي بامتلاك القدرة الصاروخية، التي حدد مداها سيّد المقاومة السيد حسن نصرالله من كريات إلى إيلات بحراً وبراً وجواً وبالتالي أصبح لبنان بفضل هذه المعادلة ركناً أساسياً في محور المواجهة والتصدي وقيمة استراتيجية وسياسية فاعلة في نطاق الشرق الأوسط.
اليوم نجدد فرحنا يوم تناثرت سناء محيدلي نارا ونورا وارتقت إلى ربها شهيدة، وتقدمت أفواج الشهداء حتى تحقق التحرير عام 2000.
كلمة حزب الله
وألقى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي كلمة حزب الله فقال: في هذا العيد الذي تحقق فيه إنجاز تاريخي بتحرير الأرض من العدو «الإسرائيلي»، رسمت مفاعيل كثيرة لا تزال قائمة حتى اليوم، وستستمر إلى أمد في تاريخ هذه الأمة، فهذا الانتصار الكبير الذي تحقق نتيجة تراكم المقاومة على أنواعها من المقاومة الفلسطينية إلى المقاومة الوطنية اللبنانية، إلى أفواج المقاومة اللبنانية أمل، إلى قوات الفجر، إلى المقاومة الإسلامية، هذا التراكم أنجز هذا الانتصار، بضخ الدم المناضل والمجاهد، حتى لا يستطيع أحد أن يفرق بين المناضل والمجاهد، إن هذه الوحدة النضالية والجهادية في مسار المقاومة هي قوة لنا، لن يستطيع أحد من الأعداء دولي كان أم إقليمي أم محلي أن يفرق بين أفرقاء المقاوم ، بين القومي والعروبي، أو بين الإسلامي واليساري، وبين الوطني والعلماني، ما دمنا كلنا مقاومة ونخط نهج المقاومة ونؤمن بالمقاومة ونعمل لها.
أضاف: لقد ولَّى الفكر الرجعي الذي كان يهيمن على أبنائنا، والذي يقسم بين أبناء المشروع السياسي الواحد، بحجة الاختلاف في العقيدة أو المنطلق، فما يوحدنا هو المشروع السياسي، والعدو الواحد، لذا فإن التحرير هو نتاج التراكم في المقاومة، ولا نقول ذلك لكي نرضي طرفا من الأطراف، بل نقول ذلك لأنها الحقيقة، فدماء المقاومة الفلسطينية والوطنية والإسلامية امتزجت وتراكمت وأعطت قوة، لكي تحقق هذا الانتصار، وعندما تحققت أعلن الأمين العام السيد حسن نصر الله أن هذا الانتصار هو للبنانيين بكل شرائحهم وهو لكل الوطن والأمة، ونريد أن نؤكد أن هذا الانتصار بمفاعيله القومية والعربية والناصرية، والإسلامية والعلمانية، والوطنية ينتج في الأمة، ويواجه المؤامرات.
وقال قماطي: إنّ المقاومة اليت انتصرت على العدو «الإسرائيلي» في العام 2000 و2006 و2008 و2012، تؤكد بأن عهد النكبة ولىّ، ولا نريد أن نذكره بل علينا التحدث عن استمرار الانتصار وعن حتمية الانتصار، وفلسطين هي الشعار والهدف والقضية فكل الانتصارات السابقة والانتصار اليوم في سورية هو لأجل فلسطين، وفي مواجهة عدو واحد هو العدو الصهيوني، لن ننسى فلسطين ولن نتوانى عن تحريرها، وسيستمر النضال من أجلها، وسيبقى شعارنا أن صراعنا مع هذا العدو ليس صراع حدود بل هو صراع وجود.
وقال: ما زال الانتصار يشع في هذه المنطقة، بالرغم من المحاولات الكأداء التي حصلت خلال السنوات الخمس الماضية، من القوى التكفيرية الظلامية التي تحمل الإسلام أو الدين شعارا بينما هي تخالف من خلال ممارستها كل مفاهيم الدين والإسلام والإيمان والإنسان، إن هذه المعركة مستمرة واستطعنا بعد خمس سنوات، أن نواجه هذه المؤامرة، وان نمنع تحقيق الأهداف الأميركية والغربية في سورية، والرجعية العربية سواء كانت مملكة أو إمارة أو جمهورية، هذه الرجعية التي ساهمت في دعم التكفيريين الظلاميين، والتي هدفت ومن ورائها أميركا القضاء على محور المقاومة دولا وحركات، فقاتلنا وامتزجت الدماء العربية والإسلامية الواعية والقومية لتواجه هذه المؤامرة، فكان أن ارتقى شهداء من الحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية، وشهداء من حزب الله والمقاومة والوطنية، وامتزجت دماء الشهيد محمد عواد من الحزب القومي بدماء الشهيد القائد مصطفى بدر الدين لكي يقولوا للعالم أننا معا أبناء أمة واحدة نقاتل ونواجه وننتصر معا، وها هي المؤامرة تتراجع وتنكفئ وتعترف بالفشل ويعترف رؤساؤها وعرابوها بعدم تحقيق الأهداف المتوخاة، ويحاولون البحث عن حل لهذه الأزمة التي أوقعوا أنفسهم بها، وإذا بالوحش الذي صنعوه ومولوه، وأمنوا له كل التسهيلات والإمكانات يتحول وحشا عليهم، ويحاولون الآن القضاء عليه لأنه وصل إليهم، وإلى بيوتهم وأنظمتهم.
أضاف: أما نحن فنفتخر لأننا تمسكنا بمفاهيمنا المضيئة، وقلنا من أول الطريق أن هذه مؤامرة، وليس ثورة ولا حراكا شعبيا، تآمروا على الأمة في سورية وفي العراق، وفي اليمن والبحرين، ولن تستطيع هذه الأنظمة العربية الرجعية أن تصمد أمام محور المقاومة، وصمود الشعوب وروح التغيير التي أطلقها الانتصار عام 2000 ليشرق على الأمة وليؤكد أن الخير باق في هذه الأمة، وأن في هذه الأمة قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ.
وتطرق إلى المستوى المحلي فقال: لن تنفع عشاوات ولا غداوات ولا سفراء، ولا إشارات ولا إغراءات، كل ذلك لا ينفع مع محور المقاومة ونصرها، ظنوا أنهم يستطيعون عزل المقاومة، عندما اتخذوا قرارات واهية في جامعة الدول العربية لعزل المقاومة وعزل حزب الله، وظنوا أنهم يستطيعون عزل حزب الله في العالم الإسلامي عندما اتخذوا في منظمة العمل الإسلامي قرار تصنيف حزب الله بالحزب الإرهابي، والآن يريدون في عشاء سطحي أن يقولوا أن هذه الأطراف اللبنانية أتت إلينا وهي عندنا وأن حزب الله هو الوحيد المعزول عن هذا اللبنان، لكن القوى القومية والعروبية المناضلة المقاومة التي وقفت موقفا شريفا ولم تلب الدعوة، أو لم توجه لها الدعوة.
وأردف قائلا: ان هذا المسار في لبنان مسار مقاوم مقاتل، وأن المقاومة هي نهج، وأن المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة في خط واحد، ولولا هذه المعادلة وهذه المقاومة ما كنا لنعيش هذا الأمان في لبنان، فحفظ الأمن ومواجهة التكفيريين ومعادلة الردع في مواجهة العدو «الإسرائيلي» فلا يرتكب حماقات ضد لبنان، كل ذلك بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، فهذا لا يلغيه عشاء ولا يغير في خط المقاومة ولا يعزلها، فالمقاومة مستمرة ونهجها ثابت، نعم هي تواضعت ولامنا حلفاؤنا وانتقدونا عندما قلنا أننا لا نربط الانتصار بالسلطة، وقالوا أن المقاومة إذا انتصرت في أي مكان تستلم الحكم وتسيطر على الدولة فلماذا لم تفعلوا ذلك، ونؤكد اليوم أن لا سلطة تغرينا، لأن لنا استرتيجية واضحة هي مواجهة العدو الذي زرع في قلب أمتنا، وما زال هذا العدو يعتدي ويخرب وهو مدعوم من كل أنحاء العالم، وهذا هو العدو الذي نواجهه ولن نغير البوصلة، وسنمضي في طريق الإصلاحات السياسية في لبنان، وكما في المقاومة، نحن معا في الإصلاح السياسي، وفي الوصول إلى قانون انتخابات عصري على أساس النسبية، ونحن معا في مواجهة الفساد، ونحن يجب أن نكون معا في كل استحقاق سياسي لأن خطنا السياسي هو الذي يرسم مواقفنا، وقد استطعنا خلال الفترة الأخيرة بفضل هذا الأمن والأمان، وبفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، استطعنا أن نجري انتخابات بلدية مشرفة، وكانت نتائجها حرة لكل اللبنانيين، وهذا يؤكد أننا نستطيع أن نجري انتخابات نيابية، ولا ضرورة لتمديد ولا لأي حجة أن تؤجل هذا الاستحقاق.
معا نسير، ومعا نواجه، وخط المقاومة يستمر، وعداؤه واضح تجاه العدو «الإسرائيلي» ومع الإصلاحات السياسية عيننا على العدو الصهيوني، معا بدم الشهيد علوان والشهيدة سناء محيدلي ودم الشهيد أحمد قصير سنتصر ونكمل المسيرة.
كلمة الفصائل الفلسطينية
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة رامز مصطفى كلمة المقاومة الفلسطينية فقال: في عيد المقاومة لا بد أن نتوجه بالتحية لباعث الحياة والمقاومة في هذه الأمة الزعيم الخالد أنطون سعاده، والتحية إلى روح الشهيد خالد علوان وسناء محيدلي وعلي غازي طالب، والشهيد الذي ارتقى فوق الأرض السورية لأنه كان يدرك بتوجيهات الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن صمود هذه الأمة ونجاحها يكمن بانتصار سورية، لقد حمل شهر أيار الكثير من المآسي، والتي حاولت أت تعيد الأمة بشكل كامل إلى المربع الصهيو ــ أميركي، ولكن الانتصار الذي أنجز في 25 أيار عام 2000 جاء لينسف كل هذه العناوين المذلة، والذي أريد منها إخضاع هذه الأمة، هذا اليوم الذي تحرر فيه الجنوب تمهيدا لتحرير جنوب الجنوب فلسطين.
أضاف: إن قرار التقسيم التي اتخذته الدوائر الاستعمارية قبل مئة عام أريد منه زرع الكيان الصهيوني في قلب هذه الأمة إلى يوم الدين، وبعد مرور 68 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني، وبعد مئة عام على هذا الاتفاق، نقول للدوائر الاستعمارية الامبريالية، ولهذا المشروع الصهيو ــ أميركي لا أمل لك في هذه المنطقة، ما دام في هذه الأمة مقاومة حاضرة لتذود عن تاريخها وحاضرها ومستقبلها، واليوم ومع الحروب المفتعلة من سورية إلى العراق إلى ليبيا وإلى اليمن، إلى مصر يريدون أن يكرسوا اتفاقا جديدا، ولكن على نمط آخر، وفي حربهم على هذه المنطقة، وتحديدا على الأرض السورية لم يتمكنوا من كسر هذه الدولة المقاومة، بفضل صمود شعبها وجيشها وقيادتها، وحلفائها في حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجبهة الشعبية القيادة العامة وإخوتنا الإيرانيين…. والحلف الروسي الذي جاء ليس ليغير في المشهد كما يحاول البعض تصوير الأمر لأنه ليس جزءا من المقاومة، هو يحاول أن يحسن المشهد في التسوية السياسية إذا وجدت.
وأكد إن الصمود الذي أبدته سورية وحلفاؤها يجعلني لا أعتقد هناك من هو قادر على أن يفرض مشيئته على مشيئة الشعب السوري، وعلى مشيئة محور المقاومة، ما يريدونه من الاتفاق الجديد هو أن يصبح الكيان الصهيوني عضوا طبيعيا في الواقع الإقليمي، من خلال دفع المبالغ للانفتاح على العدو الصهيوني ليقفوا ويقولوا بكل وقاحة من جانبنا الأموال ومن جانبكم العقول، باستبدال واضح للعدو الصهيوني العدو الاستراتيجي لهذه الأمة، لتصبح الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي العدو، يريدون انفتاحا كاملا على هذا الكيان، وعلى وقع ما يجري تصفى القضية الفلسطينية، وتحال على محاكم التفتيش الفرنسية عبر المبادرة الفرنسية، وعبر مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتساق السلطة الفلسطينية خلف هذه المبادرات العبثية وهي تعمل وللأسف على تقويض الانتفاضة حتى لا تأخذ مسارها الطبيعي بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بدحر الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
من هنا من على هذا المنبر نؤكد لكم أن أخطر ما يواجهنا اليوم هو الانقسام الفلسطيني، الذي يتيح للعدو الصهيوني تثبيت رؤاه ووقائعه الميدانية، في تهويد القدس والاستيطان والاعتقال ومصادرة الأراضي والاستمرار في حصار قطاع غزة، وهذه الإعدامات والمحارق اليومية لأبناء شعبنا في الضفة الغربية وغزة وأراضي 1948.
السائد في المنطقة ونحن نؤكد بالرغم من كل هذا المشهد، فأن انتصار 25 أيار كان له الوقع المؤثر باستنهاض همم أبناء الشعب الفلسطيني بانتفاضة ثانية سميت بانتفاضة الأقصى، واليوم وعلى وقع الصمود السوري، شد الشعب الفلسطيني في الداخل همته وانتفض، وأيقن أن هذه الأمة لن تسقط والانتفاضة لا زالت مستمرة بالرغم من محاولات السلطة البائسة عبر أجهزتها الأمنية في كبح جماح هذه الانتفاضة والتنسيق الأمني البغيض الذي ندفع بسببه الويلات الكثيرة، بما يصيب أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالرغم من هذا كله نحن في قوى المقاومة الفلسطينية سنبقى على خياراتنا لأننا ندرك جيدا أن المقاومة وفلسطين لن تكون بخير ما دامت هذه ليست بخير، لذلك عندما قلنا في الجبهة الشعبية القيادة العامة نقف مع سورية لأننا كنا ندرك جيدا أنه بسقوط سورية سقوط للقضية الفلسطينية بشكل كامل، واليوم ومع هذا الصمود الأسطوري نؤكد أن القضية الفلسطينية ذاهبة باتجاه تحقيق تطلعات شعبها وآمال شعبها على كامل التراب الفلسطيني، من نهرها إلى بحرها.
وختم كلمته بتوجيه التحية إلى رجالات المقاومة وشهدائها، ولقائد المقاومة السيد حسن نصرالله.
كلمة حركة أمل
ثم القى عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة كلمة الحركة فقال: يشرّفني التحدث عن منبر الحزب السوري القومي الاجتماعي لنحيي معاً الذكرى 16 لعيد المقاومة والتحرير، سأعود إلى التاريخ عله يعطينا أفضل التفسيرات، في مقابلة لرئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق ليفي أشكول مع صحيفة ألمانية، سئل عن لبنان، قال متباهياً، لو أردنا الدخول إلى هذا البلد لاكتفينا بإرسال كتيبة مجندات من الجيش «الإسرائيلي»، هذا الكلام جاء غداة حرب 1967، وكان جيش العدو قد احتلّ خلال بضعة أيام مساحات تساوي ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين التاريخية، وهذه النظرة إلى لبنان لم تقتصر على «الإسرائيلي» بل حتى العرب كانوا يعتقدون أن لبنان هو الخاصرة الرخوة أو النقطة الضعيفة في منظومة ما سمي بدول الطوق، من هنا أتت فلسفة بعض اللبنانيين القائمة على «قوة لبنان في ضعفه».
أضاف: شاءت الأقدار، وطبعاً بفضل المقاومة، أن يقدّم هذا البلد الصغير، المنقسم على ذاته، تجربة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي «الإسرائيلي» فقد نجحت المقاومة في تحقيق إنجازين غير مسبوقين في تاريخ هذا الصراع، الأول تحرير الأرض بفعل الجهاد والنضال المسلح، والفرض على العدو أن يخرج من أرضنا المحتلة، من دون قيد أو شرط أو اتفاقية ذلّ تحت مسمّيات السلام، أما الإنجاز الثاني فهو انتصار تموز 2006، ونحن على مقربة من ذكراه، حين حاول الجيش «الإسرائيلي» أن يثأر لهزيمة 25 أيار، ومرة جديدة أثبتت المقاومة فعاليتها، وقدرتها الفائقة فألحقت بالعدو هزيمة لن ينساها أبداً، ومنذ ذاك الحين رسمت معادلات الردع، وبات «الإسرائيلي» يفكر ألف مرة ومرة، قبل أن يحاول الدخول ولو متر إلى الأرض اللبنانية، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق إلا بفضل المقاومة.
وقال: حين أتحدث عن المقاومة لا أقصد فصيلاً بعينه، هي مقاومة كلّ اللبنانيين، وعندما أتحدث عن المقاومة يحضرني الحزب السوري القومي الاجتماعي، بقياداته وشهدائه وجرحاه ومعتقليه، تحضرني أفواج المقاومة اللبنانية أمل، ورجال حزب الله، والمقاومون الناصريون، كلّ هذه رسمت المشهدية الجميلة وإن كانت المقاومة الإسلامية كان لها الفضل الكبير في الانتصار الأكبر.
وتابع قائلاً: حين نتحدث عن المقاومة نقصد المقاومة بكل أشكالها وآلياتها، المقاومة المسلحة والسياسية والاقتصادية، ونحن اليوم نتعرض لحرب اقتصادية مالية، وقد تكون هذه أشد وأبشع وأكثر خطورة من الحرب العسكرية، والأهم المقاومة الثقافية، ما دامت الكلمة والموقف والثقافة تصنف العدو عدوا والصديق صديقا، لا خوف على هذه الأمة، فاليوم العمل جار بأساليب غير عسكرية لأخذنا إلى مكان آخر، ليصبح الصديق عدوا، والعدو صديقا وحليفا.
وعندما نتحدث عن انتصارات المقاومة في لبنان، لا يمكننا إلا أن نتذكر الدعم الكبير الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يمكننا إلا أن تكون سورية حاضرة في أذهاننا، كونها كانت ولا تزال الظهير الاستراتيجي للمقاومة، وهذا ما قد يفسر لنا بعض أهداف الحرب على سورية، لأن سورية كانت شريان الحياة والسلاح والحماية والحاضنة للمقاومة، من هنا تغيرت أساليب العدو وحلفاء العدو، إن كانوا هؤلاء الحلفاء إقليميين أو دوليين، فبدل الهجوم المباشر، يحاولون إسقاط الذراع التي استندت إليها المقاومة، ظنا منهم أنهم إذا أسقطوا سورية سوف تسقط المقاومة تلقائيا، ونحن على ثقة كاملة أن سورية سوف تنتصر، وأن الجماعات الإرهابية من داعش إلى النصرة وأحرار الشام والزنكي وجيش الإسلام…. هذه كلها مسميات مختلفة ولكنها من مربط واحد، هذه الجماعات سوف تهزم كما هزم العدو «الإسرائيلي».
نحن في لبنان نقدر الجهد الكبير الذي بذلته المقاومة والجيش اللبناني والقوى الوطنية وشعبنا وتحصين حدودنا لمنع النيران السورية من الامتداد إلى الداخل اللبناني، ونحن على يقين أن الشعب الذي هزم العدو الصهيوني بكل جبروته، حتما سوف يهزم كل قوى التكفير وكل قوى الظلام بكل أشكالها وأنواعها على الأرض السورية، وفي لبنان و في فلسطين وفي كل أرض عربية.
ختاماً: تحية خاصة باسم الرئيس نبيه بري و قيادة حركة أمل إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذا الفصيل الرائد في حركة المقاومة، ليس منذ اجتياح 1982 فقط، فالحزب السوري القومي الاجتماعي بدأ عمليات المقاومة في الجليل الأعلى ويافا والرملة وحيفا، حين واجه عصابات شترن والأرغون حين كانت «نسور الزوبعة» تحارب في فلسطين، فلا عجب من قاتل في 1947 و1948 في فلسطين أن يكون في طليعة حركة المقاومة اللبنانية والعربية.
كلمة «القومي»
وألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا كلمة قال فيها: لغيرنا كانت مقاومة الاحتلال مغامرة وعملاً عبثياً لا جدوى منه، أما لنا فإنّ مقاومة الاحتلال قدر وخيار والسبيل الوحيد لتحرير ارضنا من رجس الاحتلال.
لغيرنا كانت مقاومة الاحتلال خياراً ميؤوساً منه، ومعادلة لا تتناسب مع طبيعة القدرات والامكانات، لأنّ ميزان القوى يميل لمصلحة العدو الصهيوني من كل النواحي، سلاحاً وعتاداً وآلة حربية، وتكنولوجيا متقدمة وشبكة امان دولية استعمارية، وواقع انهيار في المنظومة العربية المستسلمة.
أما لنا فإنّ مقاومة الاحتلال هي نهج يراهن على مخزون الأمة وطاقاتها الإبداعية في ابتكار أرقى وأروع أساليب المواجهة النابعة من أصالة شعبنا وقوته، قوة تفعل وتغيّر وجه التاريخ. ولعلّ أرقى النماذج التي سطرها أبطال المقاومة ابتكار نهج الأجساد المتفجرة التي انفجرت في وجه العدو من حيث لا يحتسب، وحوّلت دباباته الى خردة، وزرعت الرعب في قلوب ضباطه وجنوده، وتحوّلت «نزهة» العدو إلى العاصمة بيروت واحتساء جنوده البيرة في مقاهيها والزهو في شوارعها، تحوّلت صراخاً «لا تطلقوا النار اننا راحلون». وابتدأت مسيرة المقاومة الظافرة، لتصنع عيداً للمقاومة والتحرير.
وقال مهنا: إنّ عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار 2000 ليس انتصاراً ماضوياً بل هو عيد مستمرّ في حاضرنا، يحمل الكثير من المعاني والأبعاد.
نحيي عيد المقاومة والتحرير، لأننا انتصرنا في حرب تموز 2006، تلك الحرب التي استهدفت تصفية المقاومة ونزع سلاحها ووقف مسيرة انتصاراتها.
نحييه لأننا انتصرنا على الحرب ـ الفتنة التي توسّلها العدو وحلفاؤه لإغراق المقاومة في مستنقع الفتن واستنزاف قواها خارج خطوط المواجهة الأمامية معه.
نحييه في الانتصار على مخطط القوى الإرهابية التي تخترق حدود الأمة بهدف واحد وهو إسقاط خط المقاومة والممانعة وتفخيخ مجتمعنا بالفتاوى الفتنوية، لنغرق في حرب داخلية وجد فيها العدو ضالته التي تجنّبه المواجهة والقتال والهزيمة.
نحييه لأننا ننتصر على الحصار والتضييق المالي والنقدي الهادف الى تجفيف مصادر تمويل المقاومة ومؤسساتها، وهو حصار يشكل استهدافاً لاستقرار لبنان الاقتصادي والنقدي واعتداءً على سيادة الدولة اللبنانية وقوانينها ونظمها الاقتصادية.
نحييه بخيار الديمقراطية الذي لم تحد عنه بيئة المقاومة، فالذين يستهدفون المقاومة ووحدة لبنان كانوا يسعون عبر صناديق الاقتراع، إلى اسقاط صناديق الذخيرة التي تمتلكها المقاومة.
وأكد مهنا أنّ مقاومتنا ضدّ الإرهاب وقواه ومشاريعه ومجموعاته هي مقاومة بوجه العدو الحقيقي ومخططاته. فنحن نقاوم الإرهاب انتصاراً لوحدة الدولة والمجتمع، ونقاوم الإرهاب لإسقاط مشاريع التقسيم والفيدرالية، ونقاوم الإرهاب لنحمي خيار الدولة المدنية والهوية الحضارية، ونقاوم الإرهاب لنصون حق الأمة ونحفظ ثوابتها ونحصّن صمود قواها وحتى تبقى البوصلة فلسطين.
وتابع مهنا: نقاوم الإرهاب لنقوّض مخططات الحكومة التركية الأردوغانية الرامية إلى انتزاع أراض جديدة من سوريانا، ولنحول دون نجاح العدو اليهودي الصهيوني في تكريس ضمّ الجولان، مثلما نفذ في مراحل مخطط تكريس اغتصاب فلسطين.
يقول زعيمنا وباعث نهضتنا أنطون سعاده، «إنّ بلاءنا بيهود الداخل أشدّ بلاء من يهود الخارج.» وهذا القول مصداق على واقع الانبطاح والاستسلام الذي يلفّ معظم دول النظام العربي وممالكه وإماراته وكياناته.
إنّ الزحفطونيين من قادة الأنظمة العربية لا يتمتعون بذرة كرامة أو مسؤولية أو صحوة، فهم راهنوا ويراهنون على التسوية، ولم يحققوا من هذه الرهانات سوى المزيد من الاستسلام.
وأننا نسأل، ماذا جنى اصحاب أوهام التسوية؟ هل استعادوا أرضاً؟ هل أوقفوا استيطاناً؟ هل منعوا تهجير وتشريد وقتل المزيد من ابناء شعبنا في فلسطين؟ هل حالوا دون أن يمارس العدو ارهابه وعدوانه؟
ألا ترون أنه بذريعة الرهان على التسوية صارت هناك شراكة أمنية وحربية واستراتيجية بين اصحاب مشاريع التسوية وبين العدو الصهيوني ضد الامة ومصالحها، وضد المقاومة ونهجها وضد خط الممانعة وقلاعه وبخاصة القلعة التي تمثلها دمشق حجر الزاوية في الصمود والمقاومة؟
وأردف مهنا: إنّ الحكام الذين يخدعون شعوبهم بمبادراتهم باسم السلام الدافئ أو الحارّ أو البارد، لن يستجيب العدو لمبادراتهم، فهم تحوّلوا الى اطراف تستنجد بالعدو ضدّ شعوبهم وضدّ المقاومة وضدّ كل من يحمل راية فلسطين.
في هذا اليوم، نستعيد قول سعاده: إنّ لنا في الحرب سياسة واحدة هي سياسة القتال ولنا في السلم سياسة واحدة هي ان يسلم أعداء الأمة بحق الأمة وسيادتها. وفي الحالتين، لا سبيل لتأمين حقوقنا إلا بالقوة التي هي وحدها القول الفصل في اثبات الحق القومي أو انكاره، ونحن نعتبر أنّ المقاومة هي وجه من وجوه القوة التي تؤكد إثباتنا لحقنا ولو كره الكارهون ومهما تزحفط المتزحفطون.
وقال: المقاومة ثقافة ونهج حياة ولذلك نؤكد التزامنا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لأنّ لبنان قوة ودوراً وموقعاً نهض على هذه الركيزة الثلاثية.
كما نؤكد على مبادئنا الإصلاحية لقيام دولة مدنية حديثة متحررة من مخلفات القيود الطائفية والمذهبية في كلّ مستويات الدولة ومؤسساتها وتشريعاتها وإداراتها ومواقعها.
ونؤكد على الإصلاح السياسي ومدخله قانون انتخاب عصري يقوم على النسبية وخارج القيد الطائفي نحذر من اعتماد قوانين انتخاب تمعن في التشليع والتشظي وتصفية مقوّمات المواطنة الواحدة التي تبقى هي أساس كلّ وحدة مجتمعية وأساس المساواة وكلّ عمليه ديموقراطية تحصّن المجتمع في مواجهة الأخطار.
وختم مهنا قائلاً: سوف نبقى في خندق أمامي طليعي، ندافع عن الأمة حيث تقتضي المصلحة القومية ذلك، وجدنا المصلحة في قتال العدو على أرض فلسطين فقاتلناه، وعلى أرض لبنان قاتلناه، واليوم نقاتله بكلّ عزّ وكبر على أرض الشام، لتبقى سورية الأمة، وسورية الوطن، وسورية القضية، واحدة موحدة كما أراد باعث النهضة أنطون سعاده.
بهذا الإيمان نحن ما نحن، ونحن ما سنكون.