الصحة العالمية تقر استخدام عقاقير تجريبية لعلاج إيبولا
أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام عقاقير تجريبية لم تختبر من قبل لعلاج المرضى المصابين بفيروس إيبولا، مشيرة أن هذا يعد شيئاً أخلاقياً في ضوء تفشي المرض وارتفاع عدد الوفيات، الذي تجاوز 1000 شخص في غرب أفريقيا.
جاء هذا في بيان أصدرته المنظمة بعد اجتماع خبرائها في سويسرا الاثنين الماضي لمناقشة هذه القضية.
وقال البيان: «في ضوء الظروف الخاصة بهذا المرض المتفشي، وبشرط استيفاء شروط معينة، توصل الفريق بالإجماع إلى أنه من الأخلاقي تقديم علاجات ذات فعالية غير معروفة أو آثار سلبية، كعلاج محتمل أو للوقاية من المرض».
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أعلنت الحكومة الليبيرية أنها ستحصل على عقار «زماب» التجريبي لعلاج الأشخاص المصابين بالفيروس، وأشارت الى أن رئيسة البلاد إلين جونسون سيرليف أرسلت طلباً للولايات المتحدة في هذا الشأن.
وقال مسؤولون في الحكومة الأميركية إن دورهم كان يتمثل في ترتيب اتصال بين المسؤولين الليبيريين وشركة «ماب بايوفارماسيوتيكال» الأميركية التي تصنع العقار.
بدورها أشارت شركة «ماب» إنها استنفدت مخزونها من العقار بعدما أرسلت كمية كبيرة إلى غرب أفريقيا، وأضافت أن العقار «يقدم من دون أي تكلفة في جميع الحالات».
من ناحيته، قال وزير الإعلام الليبيري لويس براون، إن الحكومة تعلم تماماً المخاطر المرتبطة بتناول عقار «زماب»، بيد أن البديل هو وقوع عدد أكبر من الضحايا، مشيراً أن البديل لعدم اختبار هذا العقار هو الموت المحقق.
وقال الوزير الليبيري: «لا نملك حتى مطرقة ولا سنداناً»، في إشارة إلى الخدمات الصحية في البلاد، والتي يقول إنها مثقلة بالمرضى المصابين بالفيروس، ما دفع العاملين في مجال الصحة وغير المجهزين جيداً للتوقف عن العمل، كما دفع المؤسسات لإغلاق أبوابها أمام الجمهور.
وقال براون: «نعتقد أن الذين أصيبوا بالعدوى ينبغي أن يحصلوا على فرصة الخضوع لاختبار العقار إذا وافقوا على القيام بذلك»، وأضاف: «ندرك احتمال وجود مخاطر مرتبطة بذلك، لكن الاختيار بين المخاطر والموت يجعلني متأكداً من أن كثيرين يفضلون المخاطر».
ويمكن أن تؤدي أعراض فيروس إيبولا، والتي تشبه الأعراض الأولية للإنفلونزا، إلى نزيف خارجي من أجزاء مثل العينين واللثة، ونزيف داخلي قد يؤدي إلى توقف أجهزة الجسم. وتكون فرصة المرضى في التحسن أفضل في حال تناول العقار في وقت مبكر.
وتعد نيجيريا مثالاً حياً على حالة الجدل التي تتسبب فيها التجربة السريرية. ففي عام 1996 أجرت شركة «فايزر» للأدوية ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، تجربة خلال تفشي مرض التهاب السحايا الذي أدى لمصرع نحو 12 ألف شخص في ولاية كانو الشمالية على مدى ستة أشهر.
وأعطت «فايزر» 100 طفل مضاداً حيوياً تجريبياً يتم تناوله من طريق الفم ويطلق عليه اسم «تروفان». وقالت الشركة إنها اختبرت العقار على أكثر من 5000 شخص. ورفعت الحكومة النيجيرية، فضلاً عن الأسر المتضررة، دعوى قضائية ضد الشركة بعد وفاة 11 طفلاً وإصابة عشرات، بعضهم بتلف في المخ.
وقالت الشركة إن التهاب السحايا هو الذي أدى لوفاة الأطفال، وليس العقار. ولكن بعد معارك قانونية طويلة، دفعت الشركة ملايين الدولارات لولاية كانو، كما حصلت أربع عائلات على تعويضات عام 2011.