التضامن مع الجيش في مواجهة الإرهاب مستمرّ… وقهوجي يستقبل عائلات العسكريين المخطوفين
استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، وفداً من أفراد عائلات العسكريين المخطوفي والمفقودين خلال الاشتباكات التي جرت بين الجيش والجماعات الإرهابية في منطقة عرسال، وبحث معهم في المعلومات والمعطيات الأخيرة المتعلقة بهؤلاء العسكريين، والمعالجات الجارية للإفراج عنهم.
وأكّد قهوجي أنّ قضية هؤلاء العسكريين تشكل قضية الجيش الأولى في هذه المرحلة، والقيادة عملت وستعمل بكلّ الوسائل المتاحة لإطلاق سراحهم من دون أيّ تأخير. لافتاً إلى أنّ الجيش لن يساوم إطلاقاً على دماء شهدائه وجرحاه وحرية عسكرييه المفقودين، وهو مستعد لكافة الاحتمالات بغية الحفاظ على سلامة العسكريين المفقودين وتحريرهم وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم، كما أن قيادة الجيش تعتبر أفراد عائلات هؤلاء العسكريين جزءاً لا يتجزأ من عائلة الجيش الكبرى.
لقاء تضامني في بعلبك
أقيم أمس لقاء تضامني مع الجيش اللبناني، في «قاعة يقظان اليحفوفي» في بعلبك تحت شعار: «كل الدعم لجيشنا الوطني الشجاع في مواجهة الخطر الارهابي التكفيري»، حضره النائبان كامل الرفاعي والوليد سكرية، الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي المارونية المطران سمعان عطا الله، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل الشيخ حسن المصري، مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق محمد ياغي، الوزير السابق فايز شكر، وشخصيات.
ورأى الشيخ يزبك أنّ المؤسسة العسكرية فوق كل اعتبار طائفي أو مذهبي أو حزبي، لأنها المجمع والدرع الحامي عن الوطن داخلياً وخارجياً. فجيشنا أخذ على عاتقه مواجهة الإرهاب في الداخل والنظر إلى الحدود لمواجهة تهديدات العدو الصهيوني.
وأضاف: «لبنان في قلب العاصفة لا على أطرافها أو بعيداً عنها، ولا حضن لنا إلا الدولة والجيش والوطن، ولذلك سنبقى ندافع عن هذا الوطن».
وتوجه يزبك إلى أهالي عرسال قائلاً: «أهل عرسال هم أهلنا الذين قاتلوا العدو الصهيوني، هم القوميون والإسلاميون والوطنيون الذين دافعوا عن الوطن ودافعوا عن فلسطين، ولا يرضى أهل عرسال بأن تخطف بلدتهم لأجل أغراض رخيصة أو لأجل إقامة دولة الخلافة الداعشية التكفيرية والأفكار التضليلية التي تشوه سمعة الدين وسمعة الإسلام».
ثم تحدث المطران عطا الله الذي شدد على ضرورة عدم تسييس الجيش ليتفرغ للدفاع عن الوطن والمواطنين، ولا يقع في فِخاخ السياسيين الفاسدين.
وأضاف: «أقول ذلك لأننا رأينا كيف أن السياسيين الفاسدين باعوا استقلال لبنان في نهر البارد في الشمال، ثم في عبرا في الجنوب، واعتقد أنهم باعوه ثالثاً في عرسال، كما بدأ يظهر ذلك من خلال بعض المعطيات والمعلومات».
وتابع: «الخطر الذي يتهددنا في لبنان، كما أجرم في العراق وفي سورية وفي غير مكان، علينا مواجهته برصّ الصفوف، وإنجاح صيغة العيش الواحد، وبدعم الجيش في كل المجالات، خصوصاً أنه في تكوينه وهيكليته وبنيته يمثل خير تمثيل الخبرة اللبنانية وصيغتها ورسالتها ويدافع عنها».
وأردف: «الغريب أن بعض السياسيين يشكون من بعض الفئات التي تمتلك السلاح للمقاومة الشريفة، دفاعاً عن النفس وعن البلاد، ولا يسلحون القوى العسكرية حامية المواطن وتراب الوطن، هؤلاء لا يذكرون كيف سقطت فلسطين وكيف خسرها الفلسطينيون».
وأكد الشيخ أسامة السيد أنه من الطبيعي أن نكون اليوم وراء جيشنا، وأن هذا الجيش لجميع اللبنانيين. وقال: «عرسال وطرابلس وعكار وشبعا وقرى كثيرة التي ترمى بالإرهاب، هي مناطق مقاومة، وإن اختطف بعضها، الكثير من أبنائها ما زالوا على عهدهم وإسلامهم وعروبتهم ووطنيتهم».
ورأى الشيخ حسن المصري بِاسم حركة أمل أنّ من يراهن على شرذمة هذا الوطن مقدّمة لإنهائه واهم، ومن يراهن على سرقة الوطنية من جيشنا الوطني واهم، ومن يحاول جاهداً أن ينفذ مشاريعه المشبوهة على أرض لبنان فهذه المشاريع لن يكتب لها النجاح.
وشدّد المصري على الوحدة الوطنية الجامعة، لافتاً إلى أنّ هذا الجيش محفوظ في عقيدتنا وقدسيتنا، وهو غير قابل للمساومة وللبيع والشراء، ومن يحاول شراء هذا الجيش بماله، فليحتفظ بماله في خزانته أو في جيبه، هذا الجيش لن ينطلق إلا من مصلحة ما يصب في مصلحة لبنان.
وأضاف: «عندما نقف مع الجيش اللبناني فنحن نقف مع أنفسنا، ونقول للخارج، أيها الداعشيون ويا منشئي داعش، نحن نعلم مخططاتكم وما ترمون إليه حتى في تمثيليتكم بقصفكم مواقع داعش في العراق، فعندما هددت داعش دولة الأكراد أردتم ترسموا لها حدود تحركها، وكما فشلتم في صنع شرق أوسط جديد عام 2006 وفي غزة عام 2008 وقبل أيام في غزة العزة، سنبقى صامدين في محور المقاومة المحق لإفشال كل مشاريعكم الفاسدة وكل مخططاتكم ومؤامراتكم التي تحيكونها على العالم العربي وعلى هذه المنطقة».
وألقى شكر كلمة الأحزاب داعياً إلى الوقوف خلف جيشنا الوطني قولاً وفعلاً، لا التلطي خلف شعارات أصبحت ممجوجة ومستهلكة، وأن نضع الإصبع على الجرح، وتسمية الأمور بأسمائها بعيداً عن المجاملات والمزايدات السياسية التي تؤدي إلى ضياع البلد.
ورأى أنّ ما جرى في عرسال لم يكن حادثاً عابراً أو ردّ فعل على اعتقال إرهابي مطلوب، إنما هو عمل مدبر ومخطط له. مشيراً إلى أنّ هذا المخطط يستهدف الجيش اللبناني وعقيدته القتالية، باعتباره حلقة أساسية من حلقات الثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة.
ورأى سكرية بِاسم تكتل نواب بعلبك الهرمل أنّ داعش هي الوجه الآخر للعملة الصهيونية، وهي الأداة التي استغلتها أميركا في سورية والعراق لضمان أمن صهيون بضرب القوى المعادية لها.
وانتقد من وصف الذين قاتلوا الجيش اللبناني وخطفوا العسكريين «بالثوار»، مشيراً إلى أنّه إذا كان البعض يعتبرهم ثواراً في سورية، فهل هم ثوار في لبنان بعدوانهم على الجيش اللبناني؟ هل هم ثوار ضد الدولة اللبنانية التي يريدون إسقاطها لمصلحة الدولة الداعشية التي ينوون تمديدها إلى لبنان؟».
البقاع الشمالي
نظّم أهالي البقاع الشمالي على الطريق الدولية تجمعات مؤيدة للجيش في اللبوة، العين ورأس بعلبك، ورفعت الاعلام ولافتات التأييد، ونثرت الورود على الآليات العسكرية والعناصر في ساحات البلدات.
تجمّع العلماء المسلمين
عقد تجمّع العلماء المسلمين اجتماعاً لمجلسه المركزي، تداول فيه أهم التطورات اللبنانية والإقليمية وصدر عنه بيان ومما جاء فيه: «مرّ لبنان والمنطقة خلال الشهر الماضي بمحطات تاريخية مهمة ومصيرية تستدعي اتخاذ مواقف تحدد الإطار الشرعي لكل ما يحدث، وقد حدد تجمع العلماء المسلمين بما هو تجمع يضم علماء من السنة والشيعة الموقف الشرعي من هذه التطورات كالآتي:
أولاً: إن سيطرة داعش على الموصل والرقة ومحاولة بناء دولتها المسماة زوراً وبهتاناً دولة الخلافة مؤامرة صهيونية حيكت في أقبية استخباراتية هدفها تشويه صورة الإسلام على أساس أنه دين قتل وإرهاب من خلال المجازر التي ترتكب بحق شعوب الدول التي يسيطر عليها هؤلاء، خصوصاً من أتباع الديانات الأخرى كالمسيحية وغيرها، الذين عاشوا معنا بأمان منذ زمن…
ثانياً: إن ما حدث في عرسال كان سيؤدي، في ما لو استمر، إلى حرب مذهبية خطّط لها هؤلاء الداعشيون، لكن التحام الجيش والمقاومة والشعب أدّى إلى تفويت الفرصة عليهم، ولذلك فإننا ندعو أهل عرسال وعلماءها إلى عدم السماح لهم بالعودة إلى بلدتهم والإمساك على يد من التحق بهم من أهل عرسال وإعادتهم إلى جادة الصواب. ونطمئن أهلنا في المنطقة من أتباع الديانات الأخرى ألا خوف عليهم وسنحميهم بدمائنا ونذود عنهم بأرواحنا ولن نسمح لأحد بالمسّ بهم…».
لجنة الأسير سكاف
أحيت لجنة عائلة الأسير يحيى سكاف وأصدقائه، الذكرى السنوية الثامنة لانتصار المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني بلقاء رمزيّ أقيم في منزل الأسير سكاف في المنية، حيّت خلاله المقاومين الأبطال في لبنان وفلسطين الذين سطّروا في تموز 2006 وتموز 2014 أروع ملاحم البطولة والفداء.
وأكدت اللجنة أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة، داعيةً إلى أوسع حملة تضامن مع أبناء غزّة الصامدين الصابرين الذين يواجهون العدوان بالإرادة والعزيمة والصبر. وحيّت الجيش اللبناني وقيادته وضباطه وجنوده، معلنةً التضامن مع عائلات العسكريين المخطوفين.
معن الاسعد
رأى أمين عام التيار الأسعدي المحامي معن الأسعد، في تصريح له أمس، أنّ أسباب عودة الرئيس سعد الحريري تتمثل في معالجة أوضاع قاعدته وجمهوره، وأنه لا يحمل أيّ مشروع توافقي اقليمي ودولي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المدى المنظور.
واستنكر الأسعد محاولة التعتيم السياسي والاعلامي المقصود على استمرار خطف العسكريين، مؤكداً أنّ كرامة لبنان بأسره مرتبطة بقضية العسكريين المخطوفين وأنه لا بديل عن تحريرهم من دون التنازل أو المساومة.
صور
نظّم المكتب الإعلامي في حركة أمل ـ إقليم جبل عامل، وبلدية برج الشمالي والإعلاميون في منطقة صور والجنوب، وقفة تضامنية مع الجيش، وذلك قرب النصب التذكاري للجيش في ثكنة بنوا بركات في صور، بحضور رئيس فرع مخابرات الجيش في صور العميد الركن مدحت حميد وممثلين عن القوى اللبنانية والفلسطينية والإعلاميين في صور ومنطقتها.
قدّم للوقفة التضامنية الزميل ناظم قشاقش. وتحدث بِاسم الإعلاميين مدير مكتب الوكالة الوطنية للاعلام في صور الزميل قاسم صفا، مشيراً إلى أهمية هذه الوقفة التي تعبر عن توجهات الحضور تجاه الجيش والوطن، لأن الجيش اللبناني رسم في لبنان والعالم العربي صورة الجيش الذي يقاتل من أجل الوطن، لا من أجل الطائفية والمذهبية والعصبية. وثمّن دور الإعلام اللبناني الذي وقف إلى جانب الجيش خلال معركة عرسال.
ثم ألقى رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب كلمة اعتبر فيها أن الجميع اليوم يحتاج لكي يعبّر عن روح التضامن مع المؤسسة العسكرية التي طالما وقفت إلى جانب الشعب والمقاومة. وقال: «نقف الآن إلى جانب النصب التذكاري الذي أقامته بلدية برج الشمالي عربون وفاء وتقدير لمؤسسة الجيش اللبناني، ونقف مع السلطة الرابعة، وبدعوة من الإخوة في حركة أمل لنؤكد أننا كشعب ومؤسسات أهلية إلى جانب الجيش في معركته من أجل سيادة لبنان وحريته وكرامته».
وشدّد ديب على ضرورة أن تحلّ المشكلات الحاصلة وأن يكتب للأسرى اللبنانيين من القوى العسكرية اللبنانية التحرير وعودتهم إلى ذويهم سالمين.
وختم المسؤول الاعلامي في حركة أمل ـ جبل عامل صدر داود بكلمة توجّه فيها بالتحية إلى الحضور من قوى سياسية لبنانية وفلسطينية وإعلاميين على هذه الوقفة التضامنية مع الجيش اللبناني، التي تعبر عن توجهات أبناء صور والجنوب وقيادة حركة أمل.
وأضاف: «نقف اليوم ونتضامن مع الجيش من مدينة صور قاهرة الاسكندر، ومدينة الشهداء الأبطال حيث لا جديد، علينا أن نقف إلى جانب الجيش فقد وقفنا معهم في كل المحطات الوطنية لأن هذه المؤسسة ستبقى التعبير الحقيقي عن الوطن ككيان حر ومقاوم وسيد ومستقل لا طائفية ولا مذهبية ولا عصبية».
اعتصام في شحيم
أقام أصدقاء المجند وائل سعيد درويش، الذي خطف في معركة عرسال الاخيرة على أيدي المسلحين التكفيريين، وقفة تضامنية واعتصاماً رمزياً معه، على الطريق أمام المحكمة الشرعية، رافعين الاعلام اللبنانية .
وتحدث في الاعتصام، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور، فوجّه التحية إلى الجيش والقوى الامنية، مؤكداً أنّ هذه الوقفة ليست سوى وقفة تضامنية مع الجيش، ومن أجل اطلاق سراح جميع المخطوفين الاسرى الموجودين لدى المنظمات الارهابية، وعلى رأسهم ابن بلدتنا البار المجند وائل سعيد درويش. آملاً من كل القوى المدنية والسياسية والعسكرية العمل الدؤوب من أجل اطلاق جميع المخطوفين الاسرى من الجيش اللبناني.
ثم ألقى رئيس بلدية شحيم خالد البابا كلمة حيّا فيها الجيش والقوى الامنية، مشيراً إلى أنها تقطع يد الارهاب التي تمتد إلى هذه القوى الشرعية. مؤكداً تواصله مع أصحاب الشأن لحل مشكلة المجند درويش وفكّ أسره.
ورفعت خلال الاعتصام صور للمجند درويش ولافتات بعض ما جاء فيها «لبس الزيتي وترك الدار ليحمي بلدو من أيدي الاشرار، وأم ناطرة ليل نهار تيرجع ابنا البطل المغوار».
… وفي عكار
نفّذ أهالي عكار اعتصاماً رمزياً في ساحة حلبا الرئيسية تأييداً للجيش وتضامناً مع أهالي العسكريين المخطوفين على يد المجموعات المسلحة الارهابية والتكفيرية في جرود عرسال. شارك فيه ناصر بيطار ممثلاً نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس، ورجال دين ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومختارون وممثلون عن الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني.
ورفع المشاركون العلم اللبناني وعلم الجيش وصوراً للعسكريين الاسرى وبينهم ثلاثة من أبناء منطقة عكار.
بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الجيش، وكلمة للزميل زياد منصور معرفاً، فكلمة لرئيس بلدية مشحة المهندس زكريا الزعبي الذي شكر كل الذين وقفوا متضامنين مع الجيش هذه المؤسسة الضامنة لأمن لبنان واستقراره.
ثم ألقى وليد غية كلمة بِاسم أهالي تكريت قال فيها: «قدرنا في عكار أن نكون السباقين دائماً وأبداً في ميدان الشهادة والعطاء». مؤكداً على أهمية الاسراع في إطلاق سراح العسكريين المخطوفين، لأنها قضية وطنية لا يجوز فيها التسويف أو التسييس.
وشهد الاعتصام كلمات أخرى شدّدت كلّها على ضرورة الإسراع في حلّ هذه القضية، وعلى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية ودعمها.
ثم كانت كلمات لعائلات العسكريين الأسرى أكدوا فيها متابعة هذه القضية، متمنين على قيادة الجيش وهيئة العلماء المسلمين وجميع الذين بإمكانهم التدخل لتسريع إطلاق سراح أبنائهم جميعاً.