المجمع الأنطاكي يختتم أعماله بالمطالبة بإحلال السلام في الشرق وتحصين لبنان ورفض التوطين
اختتم المجمع الأنطاكي، برئاسة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي دورته الاستثنائية السابعة، التي بدأت الأربعاء في 23 الحالي.
ورفع الآباء، بحسب بيان صدر بعد الاجتماع، «الصوت عالياً، من أجل العمل الجاد لإحلال السلام في سورية، وحلّ الأزمة الإنسانية الهائلة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة الإرهاب والتفجيرات الآثمة التي تستهدف كل مكوناته. ويطالبون المجتمع الدولي بأن يكثف جهوده ويتعاون ليساهم في إيجاد مبادرات مشتركة ومنسقة تقود إلى وقف الحرب ووضع حد للعنف والإرهاب الذي يدمر الحجر ويقتل البشر ويشرد الملايين ويترك عدداً لا يحصى من الضحايا، ثم الانتقال إلى المرحلة السياسية السلمية وإعادة الإعمار».
وتوقفوا «بألم أمام الأزمة الإنسانية الجسيمة الناتجة من النزوح والتهجير من دول ومجتمعات الشرق الأوسط. واستعرضوا الجهود التي تبذلها أبرشيات الانتشار مشكورة من أجل إحصاء ورعاية الذين اضطرتهم الظروف القاسية إلى مغادرة بيوتهم وعائلاتهم وتكبد مشقات الغربة ومعاناتها. وثمنوا المبادرات التي تقوم بها الأبرشيات والرعايا للتخفيف من معاناة المهاجرين وطالبي اللجوء، وناشدوا المؤمنين التضامن وبذل ما في وسعهم لتلبية حاجات هؤلاء الإخوة واحتضانهم في محنتهم».
وكرّر الآباء تأكيدهم «أنّ حل هذه الأزمة الإنسانية، إنما يكون بالعمل الجدي من أجل وقف الحروب في الشرق الأوسط وفي سورية بالتحديد، وإحلال العدل والسلام والنمو الاقتصادي في ربوع هذا البلد»، لافتين «الرأي العام الدولي إلى قضية المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، اللذين قد مضى على اختطافهما ما يزيد عن الثلاث سنوات في ظل صمت دولي وإقليمي مطبق، صار وقعه أقسى من جريمة الخاطفين وأشد إيلاماً على كنائسهم ومحبيهم».
وناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية «أن تبذل أقصى الجهود من أجل كشف مصيرهما والعمل على تحريرهما وتحرير جميع المخطوفين».
ورحب الآباء «بالعملية الديمقراطية التي رافقت الانتخابات البلدية والاختيارية التي يعيشها لبنان وتقود إلى تجديد المجالس الاختيارية والبلدية»، ودعوا «من انتخبوا إلى إتمام خدمتهم بمسؤولية وتجرد لخدمة جميع المواطنين والعمل بكل جدية من أجل إنماء المناطق والمحافظة على البيئة والاهتمام بمشاكل الناس، خاصة الفقراء منهم»، مثمنين «الجهود التي بذلتها الأجهزة الرسمية في إدارة العملية الانتخابية ويدعونها إلى أن تكثف جهودها من أجل تأمين سلامة المواطنين ومكافحة الفساد، لا سيما جرائم السرقة والمخدرات وتلك التي تتعلق بالاتجار بالبشر».
وكرّر المجتمعون دعوتهم المسؤولين اللبنانيين إلى «تحصين لبنان في وجه الأزمات التي تعصف به وتجنيبه تداعيات الاستمرار في الفراغ المؤسسي»، ودعوهم إلى «تحمل مسؤولياتهم والاحتكام إلى موجبات الدستور والتوافق، اليوم قبل الغد، على انتخاب رئيس للجمهورية يكون على مستوى آمال اللبنانيين في صون الدولة، دولة المواطنة، وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه والتنبه، خصوصاً إلى مخاطر التوطين».
ورفع الآباء صلواتهم من أجل السلام في العراق، كما اطلعوا على أحوال بلاد الانتشار، وبشكل خاص الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في فنزويلا والبرازيل والأرجنتين، راجين «لحكوماتها وشعبها الانتقال إلى الاستقرار المنشود بما يخفف من الصعوبات الحياتية ويفتح المجال لاستعادة الدور الريادي لهذه الدول عبر مساهمة أبنائنا في كل ذلك».
وينوّه آباء المجمع «بالجهود التي يبذلها شعب اليونان وكنيسة اليونان في رعاية القادمين إليه هرباً من ويلات الحروب، وذلك رغم الأزمة والصعوبات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها الشعب اليوناني».
كما رحّبوا «بالإعلان المشترك للبابا فرنسيس والبطريرك المسكوني برثلماوس ورئيس أساقفة اليونان إيرونيموس بشأن اللاجئين والمهاجرين وطالبي حق اللجوء، ويدعون معهم المجتمع الدولي وقادة العالم إلى استعمال جميع الوسائل لضمان بقاء الأفراد والجماعات، بما فيهم المسيحيون، في أوطانهم والتمتع بالحق الأساسي بالعيش بسلام وأمان».
كما ثمّنوا، في السياق نفسه، «المواقف التي تضمنها إعلان هافانا المشترك بين البابا فرنسيس والبطريرك كيريل بطريرك موسكو وكل روسيا، لا سيما في ما يخصّ السلام في الشرق الأوسط والوجود المسيحي الشاهد فيه».