تظاهرة في بريطانيا: اللاجئون غير مرحَّب بهم
أحرق نحو ثلاثين متظاهراً من اليمين المتطرف البريطاني، علم الاتحاد الأوروبي خلال تجمّع في مدينة دوفر البريطانية.
وأقدم المتظاهرون على إحراق العلم خلال تظاهرة نظموها في المدينة الواقعة قبالة مدينة كاليه الفرنسية، حيثُ يقيم آلاف المهاجرين الذين يأملون في دخول الأراضي البريطانية.
هذا وانتشر عناصر من الشرطة حول المتظاهرين الذين ساروا على شاطئ ميناء دوفر، فيما حمل أحدهم علم بريطانيا، وقد كتب عليه «اللاجئون غير مرحب بهم»، في حين جرّت تظاهرة مضادة حملت خلالها امرأة لافتة كتب عليها «العنصرية تضرّ الجميع».
وقال النائب عن المدينة تشارلي ايلفيك «المتظاهرون من اليمين المتطرف لم ينجحوا في محاولتهم إغلاق ميناء دوفر»… «اضطرابات كثيرة بسبب عدد ضئيل جداً من الأنانيين».
يُذكر أنّ الهجرة أحد العناوين الرئيسة للجدل الذي تشهده بريطانيا، قبل أقل من 4 أسابيع من الاستفتاء المقرّر يوم الـ 23 من حزيران حول بقاء لندن في الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك في وقت، تشهد فيه ألمانيا المزيد من الاعتداءات التي تستهدف الأجانب الذين أتوا إليها طالبين الملجأ.
وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أنّ المهاجرين تعرضوا إلى 1031 اعتداء في نهاية عام 2015.
ومنذ بداية العام الجاري 2016 تعرضت مراكز استقبال اللاجئين إلى 448 اعتداء. وخارج الملاجئ تعرض المهاجرون إلى 107 اعتداءات باستخدام العنف.
وبالإجمال بلغ عدد حوادث الاعتداء على المهاجرين في ألمانيا، بالفترة الواقعة ما بين كانون الثاني و أيار من العام الجاري 645 حادثاً.
وفي السياق، التقى البابا فرنسيس، بمئات الأطفال وأبلغهم بأن المهاجرين «لا يشكلون خطراً لكنهم في خطر».
واستقل الأطفال ومعظمهم إيطاليون، وبينهم صبي نيجري غرق والده، قطاراً خاصاً من جنوب إيطاليا إلى محطة القطارات الخاصة بالفاتيكان وخلال اللقاء احتضن البابا الطفل النيجيري أوساياندي الذي كفلته أسرة إيطالية.
ويأتي اللقاء وسط تزايد عدد المهاجرين الوافدين من ليبيا إلى إيطاليا الأسبوع الماضي، حيث تم إنقاذ أكثر من 14 ألف مهاجر من قوارب مكتظة منذ يوم الاثنين، وغرق عدة قوارب على مدى ثلاثة أيام متوالية مما أودى بحياة المئات.
وأثار تدفق المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا في السنوات القليلة الماضية، مخاوف الأوروبيين من الأجانب ودفع بعض الساسة لتشديد القيود على الحدود، والحد من عدد الوافدين الجدد الذين يسمح لهم بالإقامة.
وسعى البابا مراراً لإلقاء الضوء على محنة المهاجرين خاصة مئات الآلاف الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا على متن قوارب متهالكة.
في غضون ذلك، قالت هيئة إنقاذ الطفولة، إنّ مهاجرين تمّ إنقاذهم من مركبين في البحر المتوسط الأسبوع الماضي، أبلغوا موظفي الإغاثة أنهم رأوا مركباً آخر يغرق يحمل نحو 400 مهاجر.
وتأكد بالفعل غرق أو انقلاب 3 سفن تحمل مهاجرين الأسبوع الماضي. ويُقال إنه تم انتشال أكثر من 60 جثة من بينهم ثلاثة أطفال، ويعتقد أن المئات مفقودون.
ولكن جيوفانا دي بينيديتدو المتحدثة باسم هيئة إنقاذ الطفولة في إيطاليا، قالت إنه لم ترد أنباء عن احتمال غرق سفينة رابعة يوم الخميس الماضي.
ونقلت دي بينيديتدو عن الناجين قولهم «كان هناك نساء وأطفال كثيرون على متنه». «جمعنا شهادات من العديد ممن تم إنقاذهم من القاربين المطاطي وقارب الصيد . وكلهم شاهدوا نفس الشيء».
وكانت هذه السفينة بالإضافة إلى قارب صيد وقارب مطاطي قد غادرت صبراتة بليبيا في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، وذلك حسب مقابلات جرت يوم السبت مع أكثر من 600 ناج من السفينتين الأخريين في ميناء بوزالو في سيشل.
وقالوا إنّ القارب المطاطي كان فيه محرك خاص به، ولكن قارب الصيد الأصغر والذي كان يحمل نحو 400 مهاجر لم يكن به محرك، وكانت سفينة الصيد الأكبر التي تحمل 500 مهاجر تجر هذا القارب.
وقال الناجون لهيئة إنقاذ الطفولة إنّه في نهاية الأمر بدأ الماء يدخل إلى القارب الأصغر، وعندما أمر قبطان القارب الأكبر بقطع الحبل الذي يسحب القارب الأصغر، غرق مع معظم ركابه. ولم يتم إنقاذ من كانوا على ظهر المركبين الآخرين إلا بعد مرور وقت طويل.
وذكرت وكالة أنسا الايطالية للأنباء أنّه بناء على أوامر قضائية اعتقلت الشرطة رجلاً تشتبه بأنه قبطان القارب الأكبر. وقال موقع صحيفة لا ريبوبليكا على الانترنت إنّ الشرطة تجري مقابلات مع شهود هذه المأساة المحتملة.
من جهتها أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، أنّ هناك مخاوف من وفاة نحو 700 مهاجر غير شرعي كانوا على متن 3 قوارب وجد حطامها جنوبي إيطاليا خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضحت كارلوتا سامي الناطقة باسم المفوضية، بأن هناك نحو 100 مفقود من السفينة التي انقلبت الأربعاء الماضي، و أنقذت البحرية الإيطالية عدداً كبيراً من ركابها، وأضافت أنّ هناك 550 آخرين في عداد المفقودين، كانوا على متن قارب آخر انقلب صباح يوم الخميس.
وأضافت أنّ ركاب السفينة الثانية التي لم تكن مجهزة بمحرك ويجّرها قارب آخر، بلغ عددهم 670 شخصاً، استطاع 25 منهم النجاة عندما سبحوا باتجاه القارب الأول عند انقلاب السفينة، فيما تم إنقاذ 79 وعُثر فقط على 15 جثة، ومازال الباقون في عداد المفقودين.