حزب الله: «المستقبل» لا يريد النسبية بل الاستئثار بالسلطة
اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب للشهيد حسين عبد الكريم حمدان في حسينية ميس الجبل، أنّ «ذكرى التحرير هي انتصار عظيم لم يمر مثله في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وهذا الانتصار أدى إلى أن يتسابق المتنافسون على رئاسة الوزراء حول النقطة الآتية: أيهما ينسحب أسرع من لبنان، وأيهما يهرب من دون خسائر من لبنان».
ولفت قاسم إلى «أنّ التكفيريين في هذا الزمان هم رأس حربة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي لضرب محور المقاومة، وليس هناك من مهمة للتكفيريين إلا ضرب محور المقاومة»، لافتاً إلى أنّ هؤلاء «يستهدفون محور المقاومة، وهم لا يقاتلون ضد إسرائيل، بل العكس، فإنّ وظيفتهم أن يخدموها».
وقال: «هؤلاء لا يرون إسرائيل خطراً، بل ما هو أكثر من ذلك أنّ إسرائيل تقول إنه إذا كانت داعش تشكل خطراً علينا، فخطرها يأتي في نهاية المطاف، أي أنّ الخطر الأول هو حزب الله وإيران والمقاومة ووجود النظام السوري، الذين يشكلون الخطر بالنسبة لإسرائيل، أما داعش فهي في الأسفل، لأنها في خدمة هذا الكيان».
وأضاف: «لولا مشاركتنا في سورية لما توقفت المفخخات التي أتت من منطقة القلمون إلى الضاحية والبقاع وبعض المناطق اللبنانية، ولولا مشاركتنا في سورية لأعلنت إمارات إسلامية داعشية في مناطق مختلفة من لبنان، وبدأ سرطانها يتوسع بالإرهاب والقتل والإجرام، فلبنان لا يتحمل مثل هذه الأعمال، ولا يمكن لأي فريق فيه أن يتباهى ببطولاته في أنه يستطيع مواجهتهم».
وتابع: «إن الصيف ساخن بسبب التطورات الموجودة في المنطقة وانشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات، حتى ببعض الاتصالات التي جرت من أجل الحلّ في سورية، كانوا يقولون ساعدونا بحلّ على قياسهم، أي على قياس أميركا من أجل أن ننجح في الانتخابات الأميركية، يعني حتى ينجح الحزب الديمقراطي في مقابل الحزب الجمهوري، وما الحركة الموجودة اليوم في محاولة دعم من يقاتل داعش في العراق أو في سورية، إلا حركة جزئية تستهدف أن يسجل الأميركيون أنهم استطاعوا تحقيق شيء ما، ليوظفوا هذا الأمر في الانتخابات عندهم، وانطلاقاً من ذلك وبما أن الانتخابات الأميركية ستكون في آخر السنة، فمن المؤكد أنّ الصيف لن يكون فيه حلول، والمقصود بالصيف الحار في منطقتنا، يعني في سورية والعراق واليمن، أما في لبنان فيبدو أنه سيكون هناك كلاماً حاراً وليس صيفاً حاراً، يعني هناك كثرة بالكلام، وهناك طلعات كثيرة على المنابر، وهناك شتائم على قدر ما تعد في القاموس ومن خارجه أيضاً، وسيصعد عناتر على المنابر ويتكلمون عن الحلول في لبنان، وهم يعلمون مسبقاً أن ما يتكلمون به ليس حلاً، فإذا سيكون لدينا في لبنان صيفاً حاراً كلامياً، لأنّ الاحتمال أن يكون حاراً عملياً هو أن تهجم إسرائيل، ولا يوجد ما يبين أنّ إسرائيل مستعدة للعدوان على لبنان، وإذا اختارت ذلك فإنها ستجد أن المقاومة في أعلى جهوزية لها عدداً وعدة وتصميماً وإرادة، وهذا هو الأهم».
وختم قاسم: «إننا مع إجراء الانتخابات النيابية سواء في موعدها أي في أيار 2017، أو في موعد لاحق، إذا تبين أن قانون الانتخابات قد عدل وتغير، وليس لدينا مشكلة في هذه المرحلة من إجراء الانتخابات، ولكن السؤال في أنها ستجري وفق أي قانون، ونحن لطالما دعونا لقانون النسبية لأنه الأعدل والأمثل، ولكن هل تعلمون لماذا يرفض المستقبل وغيره قانون النسبية؟ لأن قانون النسبية بكلّ صراحة يخسرهم عدداً من المقاعد السنية والمسيحية، فهم يريدون الاستئثار من خلال قانون الستين لتبقى الأعداد لديهم أكبر، وليكون التمثيل غير واقعي، بينما بالنسبية يكون التمثيل واقعياً، لأنّ كلّ مجموعة بحسب عددها تأخذ ممثلاً لها، وبالتالي يكون كلّ الشعب اللبناني ممثلاً، أما بغير النسبية فلا إمكانية ليأخذ الناس حقوقهم، أما ما يدعونه بأنهم لا يريدون النسبية في ظلّ وجود سلاح، فكل العالم يعلم أن هذه الحجة واهية وباطلة، بدليل أنه كيف جرت الانتخابات البلدية والمقاومة موجودة، وكيف جرت الانتخابات النيابية السابقة والمقاومة كانت موجودة، فهذا يعني بأنكم لا تريدون انتخابات نيابية عادلة، لأنكم لا تريدون إنتاج السلطة بشكل يمثل حقيقة الناس، لذلك فإننا ندعو إلى أن تكونوا جريئين في مخاطبة جمهوركم بشكل صحيح، فتتركوا حسن التمثيل للناس، وإلا فإنّ البلد سيبقى في هذه الدوامة التي لم نخرج منها منذ فترة، ولن يكون هناك نتائج إيجابية، كما أنه وفي حال جرت الانتخابات لا سمح الله على قانون الستين بسبب عدم إنتاج قانون جديد ملائم ومناسب، فهذا يعني أنّ من هم الآن في السلطة سيبقون كما هم، ولن نغير شيئاً في الواقع، وبالتالي فإنّ هذا هو مصيبة لبنان ومشكلته».
من جهة أخرى، قال قاسم خلال احتفال تكليف لجمعية النور: «نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، ونحن واضحون وقد حددنا خيارنا، وسأقول لكم أين هي العقدة: العقدة هي أنّ حزب المستقبل لا يخطو خطوة باتجاه التفاوض المباشر مع الجنرال عون، وعندما تفاوض معه سابقاً التفّ على الاتفاق وخرج منه بناء على أمر من السعودية، والحلّ أن يعالج حزب المستقبل هذه الخطيئة وأن يعود للحوار مع الجنرال عون ويتفقان مع بعضهما، عندها نرى أنّ الرئيس في لبنان أصبح موجوداً في بعبدا، عندما يكون هناك صدق في الحوار والتزام بمن يمثل الناس حقيقة ومن تريده هذه الجماهير المختلفة».
وردّ الرئيس سعد الحريري، على دعوة نائب الأمين العام لحزب الله تيار المستقبل إلى الحوار مع النائب ميشال عون لانتخاب رئيس للجمهورية، بالقول في سلسلة تغريدات عبر تويتر قائلاً: «فليعلن حزب الله ما هي الخطوات الذي اتخذها لانتخاب حليفه ومرشحه العماد ميشال عون رئيساً، أو فليصارح اللبنانيين بأنّ من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية اليوم هي إيران، بعدم إصدارها التكليف لحزب الله بانتخاب أحد المرشحين في 8 آذار».
أضاف: «بانتظار التكليف، ونزولاً عند رغبة الشيخ قاسم، يقترح تيار المستقبل على السيد نصر الله جمع حليفيه ميشال عون وسليمان فرنجية إلى طاولة حوار معه، على أن تنتهي طاولة الحوار بين نصرالله وحليفيه المرشحين بإعلان انسحاب أحدهما لمصلحة الآخر، برعاية صاحب الخطوات والمبادرات حزب الله».