قتال حزب الله في سورية ليس هو من جلب المجموعات الإرهابية إلى لبنان وعودة الحريري لتكريس منطق الاعتدال تركيا تسير نحو التوتر والانقسام بعد فوز أردوغان الساعي إلى جمع الصلاحيات بين يديه

يبدو من الواضح أن هناك ترابطاً في ساحات المواجهة والملفات المفتوحة بالمنطقة، وفي نهاية العام الجاري يتوقع أن نشهد حدثين كبيرين، الأول هو إعلان التفاهم الإيراني ـ الغربي على الملف النووي، والثاني بدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان، ويتزامن ذلك مع فشل «إسرائيل» في استعادة قوتها الردعية في غزة. قبيل توضح الخريطة الإقليمية الجديدة بناء على موازين القوى في المنطقة، وهذا يعني أن «إسرائيل» لم تعد بالنسبة إلى أميركا اللاعب الأساسي والفاعل في المعادلات الإقليمية، على رغم استمرارها في حمايتها وتمويلها.

وفي هذا السياق فإن تنظيم «داعش» يُستخدم من قبل واشنطن بشكل مزدوج فمن ناحية تريده نقطة تقاطع مصالح بين القوى المتخاصمة بالمنطقة لكي لا تخرج بمعادلة منتصر ومهزوم، فالمنطقة لا تحتمل أن تخرج إيران منتصرة والسعودية مهزومة، وبوجود «داعش» الكل رابح، ومن ناحية ثانية فإن إقدام أميركا على المشاركة في ضرب «داعش» هدفها حجز مقعد على مائدة الشرق الأوسط ما بعد «داعش» وليست إسهاماً بإنهاء «داعش»، ولهذا فإن الضربات الأميركية لـ»داعش» هي خطوة استعراضية، والأكراد في كردستان ارتكبوا خطأ عندما تصوروا أنه يمكنهم التعاون مع جماعة «داعش» في وقت لا يمكن الوثوق بهذه الجماعة التي لا ترحم أحداً وما حدث في الموصل أكبر كارثة، وحرب إبادة في سنجار، فـ»داعش» يحاول تحويل منطقتنا إلى «إسرائيل» جديدة ولهذا يجب أن تكون هناك استفاقة لأن ما يجري في المنطقة إرهاب موصوف تجب مواجهته بالتعاون.

في حين أن ما تعرض له الجيش في عرسال على أيدي «داعش» كان مؤامرة على الجيش، المطلوب دعمه وتقويته، لكن ما يقويه فعلاً هو وحدة اللبنانيين وموقفهم إلى جانبه بحزم. ولهذا فإن معادلة الجيش والشعب والمقاومة والسياسيين تفرض نفسها اليوم لمواجهة هذا المسلسل الإرهابي المستمر.

ولذلك فإن تدخل حزب الله وقتاله في سورية ليس هو من جلب المجموعات الإرهابية إلى لبنان. فهناك خطر مقبل على جميع اللبنانيين ويجب على الجميع مواجهته.

أما عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان فهي لتكريس منطق الاعتدال في مواجهة الفتنة في المنطقة. وأن الحريري والنائب وليد جنبلاط متفقان على ضرورة انتخاب رئيس جديد وبذل الجهد لحماية الاستقرار الوطني والسلم الأهلي وتفعيل عمل المؤسسات.

إلى ذلك، فإن تركيا تسير نحو التوتر والانقسام السياسيين بعد فوز رجب أردوغان برئاسة الجمهورية بنسبة 52 في المئة لأنه يميل إلى جمع الصلاحيات بين يديه والسيطرة على مقاليد الحكم بتغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي تنفيذي.

من ناحية ثانية فإن المقاومة والشعب الفلسطيني انتصرا على العدوان الأخير على غزة ما أدى إلى اضطراب الأوضاع في الأراضي المحتلة عام 1948 وموجة من الهجرة المعاكسة من فلسطين المحتلة إلى الخارج. ما يؤشر إلى انتصار المقاومة وهزيمة المحتلين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى