بري: لم أتبلّغ عودة «المستقبل» إلى المجلس وحلحلة الأمور العالقة

هتاف دهام

أثارت عودة الرئيس سعد الدين الحريري مناخات انفراجية تعود إلى تجنّبه الحديث عن حزب الله، وتأكيده والمملكة العربية السعودية على مكافحة الإرهاب. فثمّن رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي تركيز الحريري على مكافحة الإرهاب واستعادة شارعه من التيارات المتطرفة، إلا أنّ أحد النواب استغرب كلام الرئيس بري فسأله: كيف للحريري مثلاً أن يستقبل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري على رأس وفد، فيما هو مطلوب للقضاء ومتهم بالتآمر على الجيش اللبناني. إلا أنّ بري اعتبر أنّ ما جرى في عرسال أدى الى استردادها كبلدة لبنانية، مشدّداً على أنّ المدخل إلى مواجهة الإرهابيين هو وحدة اللبنانيين، معلناً رفضه مهما اشتدّت الظروف التفاوض مع المسلّحين، الأمر الذي يؤدي لو حصل إلى سقوط للجيش، الذي يجب دعمه وتسليحه، إلا أنه أعاد التذكير بشكوكه في أن تكون هناك ضغوط «إسرائيلية» تمارس على الفرنسيين وتضع فيتوات على تسليح الجيش.

هذه المناخات الإيجابية لا تنعكس على عمل المؤسسات وتفعيل العمل التشريعي وانتخاب الرئيس. فلا تبدّل ملموساً عند تيار المستقبل، على رغم ما تنقله أوساطه النيابية عن إمكانية العودة الى المجلس النيابي وحلحلة الأمور العالقة.

هذه الأجواء التي سمعها النائب ياسين جابر في دردشة مع نواب المستقبل أول من أمس، في ساحة النجمة، لم تصل بعد الى عين التينة ولم يتبلّغها رئيس المجلس الذي أكد أمام النواب أن لا جديد في ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، رغم اتفاقه مع الرئيس الحريري على ان الاستحقاق الرئاسي أولوية. وأكد أنه لا يناور في موضوع التمديد للمجلس النيابي، سائلاً: لماذا التمديد اذا كانت المقاطعة للمجلس وللتمديد مستمرة. وردّ على الرئيس فؤاد السنيورة من دون أن يسمّيه قائلاً: «موقفي من التمديد لا يندرج في إطار المناورة السياسية كما يتراءى للبعض».

وتحدث بري الى النواب عن لقائه الرئيس سعد الحريري، وأنه شرح له الموقف من سلسلة الرتب والرواتب، وأوضح له الخيارات التي تقدم بها من تخفيض السلسلة الى تقسيطها، وأنه وزع خياراته على سُلّميْ تسهيلات، وأنه على استعداد لمعالجة بعض القضايا العالقة في موازنة 2014، وأنّ الحريري في اللقاء كان مستمعاً جيداً ومستوضحاً.

ينظر رئيس المجلس الى التحركات المطلبية التي تنفذ على مقربة من عين التينة أمام وزارة التربية في الاونيسكو، ويشدّد على ان الحلّ الوحيد للسلسلة لا يكون من طريق إعطاء الإفادات، ولا من طريق دعوة هيئة التنسيق الى التصحيح، إنما من طريق دعوة الهيئة العامة الى جلسة لإقرار السلسلة. في مقابل ذلك يبدي رئيس المجلس انزعاجه من المسار الذي سلكه ملف المياومين.

لم يغب العراق عن دردشه الرئيس بري الأسبوعية مع نواب الوفاء للمقاومة، التحرير والتنمية، التغيير والإصلاح والكتلة القومية الاجتماعية، فهو يقول إنّ ما يجري في العراق يساعد على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة توحيد الجيش وإشراك المعنيين جميعاً في القرار السياسي الأمر الذي سيساعد على مواجهة «داعش»، لا سيما أنّ تغييراً حصل في شخصية رئيس الحكومة وهذا يلبّي مطلب السعودية، ويشكل نقطة تقاطع بين الإيرانيين والسعوديين.

ويأمل بري بأن ينعكس ذلك انفراجات على مجمل الأوضاع في المنطقة ومنها لبنان. ويرى انّ الصعود السريع لـ«داعش» يمكن أن يتحوّل إلى سقوط سريع إذا أحسن العراقيون توحيد الجهود وتجاوز الخلافات السنّية – الشيعية.

ومن عين التينة، أكد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أنّ الأفق لا يزال مسدوداً في ما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن استمرار اللقاءات والحوار يمكن ان يؤدي الى شيء ما قريباً، لافتاً إلى أن الاتصالات التي قام بها النائب وليد جنبلاط، والحضور السياسي الفاعل للرئيس سعد الحريري وزيارته الرئيس بري، تصبّ كلها في حوار من دون طاولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى