فلسطين لم تكلِّف أحداً بالتفريط فيها..
في سياق الرد على محاولات تصفية المسألة الفلسطينية، وآخرها المبادرة الفرنسية، ومحاولة إعادة الروح لما سمي بوقتها بالمبادرة العربية. في سياق ذلك، أصدّرت الجبهة العربية المشاركة للمقاومة الفلسطينية من العاصمة المصرية القاهرة بياناً أكدّت فيه أنّ فلسطين لا تزال تنتظر من يحرّرها، وهي لم تكلِّف أحداً بالتفريط فيها.
وجاء في البيان، بينما يُنفِّذ البعض خطط «مؤتمر هرتسليا» الصهيوني، بافتعال اقتتالات عربية هنا وهناك، على أُسس مذهبية. واللافت أنّ ما بين النيل والفرات هي ميدان هذه الاقتتالات، بهدف إفراغ ما يُسمّى «إسرائيل الكبرى» من غالبية أهلها، وتمزيق دولها، خدمة لذاك المشروع الصهيوني.
وتابع البيان قائلاً، صحيح أننا لسنا في عصر تحقيق الانتصارات، على أنّ في الإمكان وقف التدهور في قضايا العرب، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، تمهيدًا لصعود جديد في الخط.
في هذا الصدد، لا تصلح المفاوضات مع العدو الصهيوني إلا في إلحاق مزيد من الأذى بالقضية الفلسطينية ذلك أنّها تجري مع عدو يتمترس وراء معادلة صفرية إما هو وإما نحن، وقد أسقط صيغة التسوية من حسابه، تماماً. الأمر الذي عززه اختلال ميزان القوى لصالح ذاك العدو، وقبول أنظمة عربية للتحالف معه، بينما مثل تلك المفاوضات من شأنها تقديم خدمات جليلة لعدونا الصهيوني في مقدّمتها إظهاره أمام الرأي العام العالمي في صورة الراغب في تسوية سلمية! وأنّ عجلة «السلام» قد دارت، ولا يعيقها إلا الوطنيون، الذين تُظهرهم مثل تلك المفاوضات في صورة المتزمتين والإرهابيين.. عدّا ما توفره تلك المفاوضات من ستارة سميكة، تستر التهام العدو الصهيوني مزيد من الأراضي، وبنائه ما شاء من المستوطنات، والطرق الالتفافية، واعتقال وقتل الفلسطينيين بالجملة، ونسف منازلهم بلا حساب أو عقاب. ناهيك عن تخدير تلك المفاوضات الأمة، وإيهامها بقرب تحقيق السلام المستحيل!
إنّ في تلبية مطالب الشعب، في الخبز، والحرية، والعدل الاجتماعي، من شأنه أنّ ينزع من عدونا الأميركي ذريعة التدخل في شؤون أقطارنا العربية، بينما تتمثل الأهمية الآن في التدخل السريع باتجاه مصالحة شعبية عربية في كلّ قُطر على حدة، وقطع الطريق على عدونا الأميركي- الصهيوني، مرورًا بتصليب جبهة كلّ قطر عربي، وصولاً إلى موقف عربي قوي وموحَّد، وسينعكس هذا كله، إيجاباً، على فلسطين وقضيتها الوطنية.
ومن هنا نبدأ.