سلوان: 25 أيار يوم الحصاد لزرع ارتوى من دماء شهداء ارتقوا سلّم المجد لينتصر الوطن
أقامت مديرية مشغرة التابعة لمنفذيه البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي أمسية شعرية وموسيقية، احتفالاً بعيد المقاومة والتحرير، في مكتب المديرية قاعة الأمين عبد الله محسن، شارك فيها الشاعر الدكتور مهدي منصور، الشاعر والممثل سليم علاء الدين، والفنان مرسيل نصر.
حضر الأمسية منفذ عام البقاع الغربي الدكتور نضال منعم وهيئة المنفذية، عضو المجلس القومي جرجي الغريب، مدير مديرية مشغرة وسام غزالي وأعضاء هيئة المديرية، فاعليات حزبية وبلدية واختيارية. وحشد من القوميين الاجتماعيين والمهتمين.
بعد النشيد اللبناني ونشيد الحزب، ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية البقاع الغربي أنطون سلوان كلمة قال فيها: في بدايات القرن العشرين، تُوجّت المؤامرات على أمتنا بحدثين اثنين الأول اتفاقية «سايكس ـ بيكو» التي قسّمت أمتنا إلى كيانات، والثاني «وعد بلفور» الذي قدّم لليهود المنتشرين في أصقاع العالم، بأن تكون فلسطين مركز «دولتهم اليهودية» المزعومة. «دولتهم» التي أنشئت واعترفت فيها الأمم المتحدة ودول كثيرة قبل أن تعلن دستورها، ومن دون أن تعيّن حدودها كباقي دول العالم.
وأضاف سلوان: بعد ذلك بدأت بمحاولة تحقيق أحلامها التوسعية فخاضت حروباً واحتلت أراضٍ تابعة لدول مجاورة، مطمئنة بأن كلّ أرض تطأها أقدام جنودها تصبح ملكاً لهم. فاحتلّ جنودها الجنوب اللبناني وتوسّعوا شمالاً حتى وصلوا إلى العاصمة بيروت، وفرحوا ظنّاً منهم أنهم تمكّنوا من توسيع حدود دولتهم.
ولكنهم لم يدركوا ولم يتوقّعوا أن يكون في أمّتنا أبطال لا تعرف قلوبهم معنى الخوف، ولا تعرف إرادتهم الانكسار ولا سواعدهم الهزيمة. أبطال ثاروا وجاهدوا، قاوموا وانتفضوا على مدى أكثر من عشرين سنة إلى أن كان الخامس والعشرين من أيار، وكان التحرير وكان الانتصار الذي نحتفل بعيده السادس عشر اليوم. هذا الانتصار كان يبدو للبعض مستحيلاً، ولكنه بدا لنا حتمياً. لأنّك «إذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة. وإذا رأيت المظلوم مستمرّاً في مقاومته فاعرف أن انتصاره محتوم».
الخامس والعشرين من أيار كان يوم الحصاد لزرع ارتوى من دماء الشهداء الطاهرة وتشذب بأياديهم المباركة، ونهل من إرادتهم الصلبة وصبرهم الذي لا ينضب، شهداء ارتقوا سلّم المجد لينتصر الوطن. واليوم نحتفل بعيد المقاومة، عيد التحرير وعيد النصر بالشعر والقصائد والموسيقى والألحان. مع شعراء وفنانين امتشقوا الكلمة سيفاً والألحان مشاعل وخاضوا بها معارك من أجل قضية وجود وعزّة وكرامة.
وأكد سلوان على نظرة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى الأدب، الذي يشكل جزءاً من نظرته الفلسفية إلى الحياة والكون والفن. فالأدب والفنّ لا يمكن أن يتغيّرا أو يتجدّدا إلا بنشوء نظرة فلسفية جديدة تتناول قضايا الأمّة الكبرى، أي قضايا الحياة والكون والفن التي تشتمل عليها هذه النظرة.
والموسيقى ليست لغة العواطف فحسب، بل هي لغة الفكر والفهم أيضا. إنها لغة النفس الإنسانية بكل ظواهرها وبواطنها، لقد قال أنطون سعاده: «لو لم أكن نفسي، لاشتهيت أن أكون ألحاناً تمتدّ مع أمواج الكون الخفية، وتلامس القلوب النابضة فتحوّل نبضاتها حبّاً وقوّة، وتلامس القلوب المتحجرة فتعيد إليها نبضات الحياة المنسية».
وختم سلوان كلمته بتلاوة أبيات شعرية. ثم ألقى الشاعران مهدي منصور وسليم علاء الدين عدداً من قصائدهما من وحي الخامس والعشرين من أيار، ومن الظروف التي تمرّ بها الأمّة والمؤامرات التي تحاك ضدّها، خصوصاً من قبل أطراف عربية شذّت عن القاعدة، وكان من المفترض أن يكون موقفها إلى جانب المقاومة. ثم أنشد الفنان مرسيل نصر عدداً من الأغاني والأناشيد الوطنية والقومية.