الجيش السوري يتقدَّم باتجاه الطبقة ويصدُّ هجوماً في ريف حلب الجنوبي

واصلت وحدات الجيش السوري مدعومة بمجموعات من نسور الزوبعة و صقور الصحراء و فوج مغاوير البحر أمس، واصلت تقدمها باتجاه منطقة الطبقة في ريف الرقة الشمالي الغربي.

و تمكنت القوات خلال يومين من اطلاق العمليات انطلاقاً من محور اثريا في ريف حماه الشرقي، من التقدم مسافة 35 كم في عمق دفاعات تنظيم «داعش» الارهابي، و تمكنت أمس من السيطرة على مفرق زكية الاستراتيجي، حيث باتت تبعد عن مدخل مدينة الطبقة حوالي 50 كم.

وفي السياق، تمكنت وحدات أخرى من الجيش السوري من توسيع طوق الأمان في محيط مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي، و استطاعت السيطرة على منطقة الصوامع و التلال المحيطة بها في الريف الشمالي الشرقي للمدينة.

وبالتزامن مع تقدم الجيش السوري باتجاه الطبقة، شن تنظيم «جيش الفتح» الإرهابي الذي يضم «جبهة النصرة أحرار الشام الحزب الاسلامي التركستاني» هجوماً عنيفاً على نقاط الجيش في ريف حلب الجنوبي، على محور جبهة خان طومان ـ معراته – مستودعات الوقود الدفاع الجوي، و هجوماً أخر على محور الحميرة.

و دارت اشتباكات عنيفة في المنطقة، في حين تضاربت الأنباء حول تمكن المسلحين من السيطرة على معراتة و معراتة الشمالية و مستودعات الوقوع و الحميرة، في حين نفى الاعلام الحربي في حزب الله الأخبار المتداولة، مؤكداً تمكن الجيش من صد الهجوم فيما شن سلاح الجو السوري غارات مستهدفاً تجمعات المسلحين و مراكزهم و أوقع في صفوفهم قتلى وجرحى.

هذا و كان مركز المصالحة الروسي في حميميم أفاد بورود معلومات من سكان محليين حول وصول وحدات مسلحة جديدة إلى منطقتي دارة عزة، وأعزاز شمالي حلب.

وأشارت التقارير إلى أنّ طائرات من دون طيار رصدت زيادة ملحوظة في دخول شاحنات كبيرة من الحدود السورية التركية إلى هاتين المنطقتين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

كما أعلن المركز عن ورود أنباء حول نقل وحدات مسلحة وسيارات مزودة بالسلاح ومخصصة للطرق الوعرة وكذلك دبابات ومصفحات إلى عدد من المناطق الواقعة شمال حلب، وهي حريتان وكفر حمرا ومخيم حندرات، وكذلك جنوب غرب حلب، إلى خان طومان وخان العسل.

سياسياً، بحث وزيرا الخارجية، الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، خلال مكالمة هاتفية سبل تسوية النزاع المسلح في سوريا، بما في ذلك ضرورة تنصل المعارضة المعتدلة فوراً من تنظيم «جبهة النصرة».

وأوضحت الخارجية الروسية أنّ المكالمة جرت أمس، وأضافت أنّ الوزيرين تناولا أيضاً مسائل محاربة تنظيم «داعش» وسبل قطع التغذية عن الإرهابيين والمتمثلة في استمرار تدفق الإرهابيين من الخارج وتوريدات الأسلحة لهم.

وأضافت الوزارة أنّ الطرفين بحثا أيضا المسائل العملية المتعلقة بالتعاون بين روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الرئيسين المتناوبين لمجموعة دعم سورية.

هذا و كان الوزير لافروف قد أكد في وقت سابق أن حوار روسيا والولايات المتحدة حول التسوية في سورية يتطور بشكل مكثف. وقال « الحوار يتطور بشكل مكثف بما فيه الكفاية، لا أستطيع أن أقول أن كثافة الاجتماعات تنعكس على عدد الاتفاقات المحددة، لأن الوضع ليس سهلا».

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنّ موسكو ترحب دائما بفكرة تشكيل وفد موحد وشامل للمعارضة السورية يضم ممثلي كافة الفصائل، بما في ذلك الأكراد، وتحديداً زعيم حزب «الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم.

وأشار المسؤول الروسي أنّ السلطات الروسية تُرحب بمثل هذا التوحيد لقوى المعارضة في حال إبعاد العناصر المتطرفة التي تتخذ مواقف غير بناءة، من عملية التفاوض في جنيف، و أكّد على ضرورة أن يضم وفد المعارضة السورية أشخاصاً يدركون أنه لا وجود للحل العسكري في سورية، بل هناك الحل السياسي فقط.

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في وقت متأخر من يوم أمس بشأن سورية للبحث في مسألة إلقاء مساعدات إنسانية من الجو إلى المناطق المحاصرة.

وعشية الجلسة وجهت البعثة السورية في الأمم المتحدة خطاباً إلى الوكالات الأممية المعنية تسمح فيه دمشق بإدخال المعونات الإنسانية إلى عدد من المناطق بينها مناطق في ريف دمشق مثل مضايا والمعضمية ودوما، إضافة إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة. وفي محافظة حمص شملت المناطق الرستن.

و قالت البعثة السورية أنّ مناطق كفر بطنا وسقبا وحمورية وجسرين والزبداني وحرستا الشرقية وزملكا ومضايا والفوعة وكفرايا واليرموك أصبحت على قائمة المناطق التي وافقت على إرسال مساعدات إليها إلى جانب نحو 25 منطقة أخرى.

وأضافت أنّ داريا ودوما وهما منطقتان محاصرتان أيضاً أصبحتا على قائمة تضم ثمانية أماكن تمت الموافقة على إرسال مساعدات طبية لها وإمدادات دراسية وحليب للأطفال.

وأكّدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية، أن مسألة إسقاط المساعدات الإنسانية في سورية يجب أن تقررها الحكومة السورية والأمم المتحدة.

ونقل عن شعبان قولها أنّ الحكومة السورية تعمل مع الأمم المتحدة لإيجاد أفضل السبل لإيصال المساعدات الغذائية والطبية لكل السوريين.

و كان مساعد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية رمزي رمزي قد أعلن أنّه يضع اللمسات الأخيرة، على خطة لإيصال المساعدات جواً إلى القرى المحاصرة في سوريا، مشيراً أنّ موافقة الحكومة السورية ضرورية لتنفيذ هذه العملية، إضافة إلى قوى أخرى تسيطر على الأرض.

وتساءل رمزي إن كان ممكناً إيصال المساعدات براً، فلماذا نستخدم الجو، مشيراً إلى أنّ هذا الخيار مازال مطروحاً على الطاولة، وأنه سيتم تفعيل إسقاط المساعدات جواً، إن لم ينجح إيصالها براً. لكنه في المقابل قال إن الأمور ليست وشيكة، لافتاً إلى أنّ العملية التي ستقود إلى إسقاط المساعدات جواً قد انطلقت.

وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية بأنّ الأمم المتحدة ستطلب من الحكومة السورية الموافقة على إنزال المساعدات الإنسانية جواً إلى المناطق السورية المحاصرة.

وأوضحت أنّ ستيفن أوبراين، منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة، أبلغ مجلس الأمن الدولي أمس بأن الأمم المتحدة ستتوجه إلى دمشق بالطلب المناسب يوم الأحد المقبل.

من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان أمس، أنّه أعد خطة لإسقاط المساعدات جواً على 19 منطقة محاصرة داخل سورية لكن هناك حاجة للتمويل ولموافقة الحكومة السورية قبل التنفيذ.

وقال البرنامج في البيان إنّه سيتسنى إنزال المساعدات من ارتفاعات كبيرة في أربع مناطق بينها الفوعة وكفريا، حيث يعيش نحو 20 ألف شخص تحت الحصار لكن المناطق المتبقية وعددها 15 تقع في مناطق حضرية أو شبه حضرية، حيث ستكون الطائرات الهليكوبتر هي الخيار الوحيد لنقل المساعدات.

وأضاف البيان «الإسقاط من على ارتفاعات كبيرة في تلك المواقع غير ممكن بسبب احتمال إيذاء الناس على الأرض، على طول الطريق بين إسقاط الشحنة من الطائرة ومنطقة هبوطها الفعلي على الأرض».

وقال برنامج الأغذية العالمي «بناء على تقييم مجموعة الدعم الدولية لسورية للوضع حتى الأول من حزيران يعكف البرنامج الآن على تفعيل الخطة. ويشمل هذا إعداد طلب تصريح يقدمه منسق الشؤون الإنسانية إلى السلطات السورية»، وأضاف «يستلزم تطبيق الخطة توفير التمويل وكافة التصاريح اللازمة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى