«المنار»
سبعة وعشرون عاماً وإيران الجمهورية الإسلامية شعلة وقّادة تسير على نهج مفجّر ثورتها روح الله الموسوي الخميني، إمام وضعَ الوصيّة وحطّ النهج محدّداً دروب الانتصار بوجه جبروت الاستكبار.
إيران اليوم تحيي ذكرى رحيل إمامها وهي تحصد ثمار ما تمّ زرعه في النفوس قبل النصوص، فاليقين بالنصر أهم مقوّمات الصمود بوجه المكر الأميركي والإجرام الصهيوني ومن تبعهما.
إيران اليوم تتمسّك بالإسلام المحمدي الأصيل مقابل الإسلام الأميركي بشقّيه العلماني والمتطرّف، أكّد الإمام الخامنئي. فالعدو خبيث رغم ابتساماته، والحيطة دائماً لإفشال مخطّطاته ومن يثق بالإدارة الأميركية سيُضرب، فيما النصر سيكون حليف المقاومين.
نصر بدأت تباشيره مع فضّ الحروب العبثيّة في ثمانينات القرن الماضي، والنجاح في معارك الحصار الاقتصادي ودحر الإرهاب التكفيري وداعميه ممّن يسمّون أنفسهم عرباً، الذين يسعرون الخراب بعد تمهيدهم لنكبة شعب فلسطين.
نكبة مستمرة بأشكال متعدّدة، وآخرها مؤتمرات تسوية مزعومة لا تُثمن ولا تغني من جوع سوى تكريس الاحتلال وتهويد المقدسات.
لبنانياً، بعد الانتكاسات الانتخابية لحزب المستقبل، اعتراف للوزير نهاد المشنوق يؤكّد على المؤكّد. السعودية تتدخّل في خياراتنا السياسية وتفرض رؤيتها، وأنّ ما قيل عن خطوات انفتاحية للتيار الأزرق في الملف الرئاسي ما هو إلّا ذرّ للرماد في العيون، وترجمة لأجندة غربية أُلحقت بها السعودية.
كلام المشنوق اليسير يكشف الكثير، طارحاً سلسلة من التساؤلات. فهل هو ترجمة لتسويات الحسابات وصراع الأجنحة سعودياً ولبنانياً؟ وماذا عن المستقبل وحزبه ورعاته في الرياض، وأي مسار ستسلكه الأمور بينهما في المقبل من الأيام؟
«أن بي أن»
هل بدات نهاية تنظيم داعش«؟ في لبنان تتساقط خلاياه، وتتكامل جهود المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في القبض على شبكات إرهابيّة كانت تتحضّر إلى ساعة الصفر، لكن الاستنفار الأمني من بيروت إلى عواصم عربية وغربية أوقع مجموعات داعشية« في القبضة اللبنانية.
تلك المجموعات تأتمر بأوامر قيادات متواجدة في الرقة، تلك المنطقة التي تقدَّم إليها الجيش السوري في الساعات الماضية مدعوماً بضربات جوية روسية، وبات الآن في ريفها الغربي.
التوجّه العسكري السوري شرقاً شكّل مفاجأة دولية، وترجم وعد دمشق بإعادة الرقة إلى حضن الدولة، ما يعني ضرباً للتقسيم وإجهاضاً لمشروع الفدرلة بعد توجّه الكرد المدعومين أميركياً نحو تلك المحافظة بهدف ضمّها إلى الإقليم الكردي.
هو سباق لا تقتصر مؤشّراته على الداخل السوري، بل تتعدّاه إلى حسابات الروس والأميركيين في عزّ تقدّم الجيش العراقي في الفلوجة والتخطيط للوصول إلى الحدود السورية العراقية المشتركة، فكيف سيكون المسار ومن يرث داعش« التي أصبح عناصرها بين فكّي الجيش السوري والكرد وخلفهما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي؟
«او تي في»
ثمّة مثل عالمي يقول إنّ للنصر دوماً ألفَ أب، فيما الفشل يتيم، أمّا في لغتنا اللبنانية فيقابله مثل أجمل يقول: القلّة بتولد النقار. هذا هو التفسير العلمي الوحيد لما يجري عندنا منذ نهاية الانتخابات البلدية: انتصارات ضيعوية صغيرة يتناتشها ألفُ والد غير شرعي، وفشل كبير يتنصّل منه كل السياسيّين اللاشرعيين، حتى أنّ القلّة بدأت تولد النقار داخل كل فريق، لا بل بدأت تتوالد قلّة أكبر ونقاراً أخطر داخل كل جناح من كل معسكر. الجميع مشغول برفع مسؤولية الفشل والخسارة عنه، ومحاولة رميها على الآخر، أيّ آخر كان: أشرف ريفي يرمي مسؤولية أسلمة بلدية إمارته على خصومه رغم أنّ أسقف المدينة كذّبه علناً. خصومه يرمون المسؤولية على مجهول حتى الاستقالة. الأحزاب ترمي الفشل على الإقطاع. العلائلات تتّهم الأحزاب بالإقطاع المقنّع. الحريري يتّهم حلفاءه بالخيانة، حلفاؤه يتّهمون حاشيته وجيش المبخّرين له بالانفصام عن الواقع. الشيعة يتهمون الشيوعيّين … اليسار يتهم الشموليين … الكل يتهم الكل، وصولاً أمس حتى اتّهام ملك راحل وعاصمة بعيدة بالمسؤولية عن كل ما اقترفه بلديّون محليّون باتوا يخشون أن لا محل لهم ولا بلد. ما العمل؟ سنة 2005، بعد زوال نظام الوصاية كان الخلاص ممكناً بكلمتين: كلّنا أخطأنا، فتعالوا جميعاً نغفر ونستغفر، لكن البعض فضّل المكابرة حتى الانتحار. اليوم، ثمّة فرصة ثانية للخلاص عنوانها: كلّنا فشلنا، فتعالوا ننتصر على فشلنا جميعاً بإعادة كل حق إلى صاحبه، وكل الحقوق إلى أصحابها، هل هذا كثير؟ البديل عن هذا الحل هو بقاء البلد على كف عفريت وفي حالة استنفار دائمة، خوفاً من موت مجهول مفاجئ، تماماً كما قيل إنّه وضع اليونيفيل هذه الأيام. فمن يهدّد قوات الأمم المتحدة في لبنان؟
«ال بي سي»
أراد إصابة زميله في الوزارة وفي التيار فجاءت الإصابة في المملكتين، المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. وزير الداخلية نهاد المشنوق ومن دون سابق إنذار، استهلّ كلامه في كلام الناس« أمس بقصف على الوزير أشرف ريفي من باب اتّهامه مداورة بأنّه وضع الشهداء على الطاولة لكسب معركة طرابلس.
لم يكتفِ بذلك، بل أفاض في شرح أنّ ما قام به الرئيس الحريري من زيارة لسورية كان بطلب من السعودية، وبأنّ ترشيحه للنائب سليمان فرنجيه جاء بإيعاز من بريطانيا وافقت عليه واشنطن وسارت به السعودية.
كلام المشنوق أراد من خلاله ضرب عصفورين بحجر واحد العصفور الأول الدفاع عن الحريري، والعصفور الثاني تفريغ انتصار اللواء ريفي في طرابلس.
لكن الحجر ضلّ طريقه، ما استدعى ردّاً من السفارة البريطانية في بيروت وردّاً من السفير السعودي علي عواض العسيري، أمّا الردّ الأكبر فجاء من اللواء ريفي نفسه الذي فنّد كلام الوزير المشنوق، وبعد الكلام الخاص لـ«أل بي سي« فإنّ القطيعة قد وقعت بين وزيري المستقبل في الحكومة، فكيف سيتصرّف الرئيس سعد الحريري حيال هذا الوضع غير المسبوق بالنسبة إليه؟
صحيح أنّ العلاقة بين المشنوق وريفي لم تكن يوماً سمناً وعسلاً، خصوصاً بعد انفجار قضية الوزير ميشال سماحة. فكيف ستُعالج هذه الإشكالية، ولا سيّما أنّ الوزير ريفي باتَ يشكّل حيثية في طرابلس توازي حيثيّة نوّاب المستقبل مجتمعين في المدينة حتى مع حلفائهم الجدد؟
«ام تي في»
لا حركة سياسية واضحة وهادفة، وفي الوقت الضائع سجلّات تتمحور على مقابلتي الدكتور سمير جعجع والوزير نهاد المشنوق. فبعد تصاعد حدّة التوتر بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل على خلفيّة السجال الذي بدا بين جعجع والحريري، أصدر الدكتور جعجع اليوم مذكّرة حزبية داخلية أوعز فيها إلى جميع النوّاب ومسؤولي القوات، إضافةً إلى وسائل الإعلام التابعة لها، عدم التعرّض لتيار المستقبل، ما يؤشّر إلى حرص على منع تدهور العلاقة كمقدّمة ربما لمحاولة معالجة المشاكل التي اعترضتها.
سِجال ثاني برز، يتعلّق في ما قاله الوزير المشنوق عن رأي بريطاني في ترشيح سليمان فرنجيه للرئاسة، وعن ضغط سعودي على تيار المستقبل في مواقف معيّنة، فالمكتب الإعلامي في السفارة البريطانية ردّ على المشنوق معلناً أنّ بريطانيا لا تدعم أو تعارض أي مرشّح للرئاسة، فيما أكّد السفير السعودي أنّ بلاده لا ولن تتدخّل في الشؤون اللبنانية.
كل هذا يجري فيما الخلاف الحكومي مستمر حول سدّ جنّة بشكل يثبت مرة أخرى أنّ الحكومة الحالية ليست حكومة واحدة، بل حكومات .
«الجديد»
صواريخ نهاد المشنوق العابرة للقارات استقرّت في لندن والرياض، واستدعت بياناتٍ مضادة تنأى بالنفس وتتنفض كمن لم يتدخّل مرةً في الشؤون اللبنانية. لكن الصواريخ التي استهدفت عمقَ العواصم اللاعبة على المسرح اللبناني كانت لها مِنصاتُها وأُسُسُها غيرِالمعلنة، والتي كشفت عنها الجديد سابقاً عندما وضعت ترشيحَ الزعيم سليمان فرنجية للرئاسة في إطار الخطة المرسومة بحيث لم تكن من بناتِ أفكارِ الفذ« سعد الحريري، لأنّه ليس على هذا القدر من المواهب السياسية وتقديم الهدايا بالمجان. هي كانت خطةٌ تحمِلُ الأناملَ السعودية والبعُدَ الإسرائيلي«، ولها هدفٌ يُصيبُ الهدفَ مباشرةً وهو عزلُ حزبِ الله، غير أنّ كلّاً من الحريري وفرنجية تلقّفا الخطة من دون أبْعَادِها، وسارا بها على أنّها عمليةُ إنقاذ ولن يشكّ أحد ٌ في نوايا وخلفياتِ سليمان فرنجية ومسارهِ الوطني، لكن حلُمَ الرئاسة لا يدع مارونياً في حاله، وأمام هذه النتائج يصبح سعد الحريري أداةً تنفيذية، لكنه اليوم لم يعد يمون حتى على هذه الصفة وحالته السياسية أصبحت أكثر فَقراً من حالته المادية حيث الانهيار في الميدانين معاً، والحلفاء يسقطون من صغارهم إلى كبارهم وغير المعلنين منهم أشدّ وقعاً، ويتقدّمهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي لِعب من بيروت إلى صيدا فطرابلس، فهو أوعز إلى نجله وائل بتأييدِ بيروت مدينتي ثم انتقل ليرشّح صوريّاً محمد زيدان في صيدا قبل أن يسحب ترشيحه، ومؤخّراً فتح باب الغزل مع أشرف ريفي المنتصر على الحريري في الشمال. ومن الاحتيال السياسي إلى احتيال مالي غير موصوف، سيّدة أعمال موقّرة تنجح في سرقة مليارين ونصف المليار دولار في عملية ٍوقع ضحيتها نوّاب ووزراء وقضاة.
«المستقبل»
الكلام الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق الليلة الماضية أول من أمس ، ظلّ مدار نقاش في الأوساط السياسية بالتزامن مع ردود فعل في ما يتصّل بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، الأمر الذي ردّ عليه السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، والسفارة البريطانية في بيروت التي أكّدت أنّ بريطانيا لا تدعم أو تعارض أي مرشّح محدّد لرئاسة الجمهورية، وأنّ انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار ومسؤولية اللبنانيين، فيما لفت السفير عسيري أيضاً إلى أنّ بلاده لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية، وأنّ انتخاب الرئيس مسؤولية اللبنانيين.
وإذا كانت الملفات السياسية الداخلية تتعدّد على خلفية الانتخابات البلدية والشغور الرئاسي وقانون الانتخاب المرتقب، فإنّ الهاجس الأمني يلاحق اللبنانيين انطلاقاً من الإجراءات الوقائية التي تنفّذها الأجهزة الأمنية، وتعقّب الإرهابيين في أكثر من منطقة.
وفي هذا السياق، أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي، أنّ المواجهة مع الإرهاب أولوية لا هوادة فيها ولن تتوقف إلّا بالقضاء عليه.