العبادي لإيقاف المتهمين بـ«التجاوز» بحق المواطنين
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنّه أصدر أمراً بإيقاف متهمين بـ«التجاوز» على مواطنين خلال العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة «داعش».
وأشار العبادي في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي إلى أنّ تلك التجاوزات «ليست منهجية»، مشدداً على ضرورة احترام حقوق الإنسان وعدم الاعتداء على المواطنين خلال المعارك.
وقال العبادي: «هناك أخطاء، وأنا اعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا بمعارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد… لا نقبل بأيّ تجاوز، وأكّدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان وتحترم كرامتهم».
وأضاف العبادي إنّ التجاوزات ليست منهجية، لكن الحكومة العراقية لن تسكت عنها ولن تتستر على أحد، مشيراً إلى أنّها أصدرت «أمراً بإيقاف بعض المتهمين بتهم قتل وتجاوز على المواطنين، وسيقدمون للعدالة».
وكان تحالف القوى العراقية حذّر السبت من استمرار ما سماها «الانتهاكات» ضد أبناء الفلوجة، مشيراً إلى أنّ ما يجري في المدينة يمثل اختباراً وطنياً حقيقياً يحدد مصير المعارك المقبلة لا سيما معركة الموصل.
من جهته، أكّد أبو مهدي المهندس، القيادي في الحشد الشعبي العراقي، نائب رئيس هيئته، انتهاء المرحلة الثانية من معركة تحرير مدينة الفلوجة العراقية، التي تقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال المهندس في مؤتمر صحفي عقده أمس: «إنّ الحشد الشعبي أنهى المهمة التي أوكلت له، وهي تحرير الكرمة والصقلاوية والبو شجل».
وأضاف المهندس أنّ هذه العملية جرّت بالتعاون مع قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية وطيران الجيش العراقي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ عمليات تحرير مركز الفلوجة أوكلت للقوات الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب.
وأكّد القيادي في الحشد الشعبي أنّه تم تحرير 47 قرية ضمن عمليات الفلوجة، لافتاً إلى أنّ المدينة أصبحت محاصرة وانتهى ترابطها مع المحافظات، باستثناء الجهة المحاذية لنهر الفرات.
وأوضح نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي: «كنا نمسك بخط دفاعي يصل إلى حدود 90 كم، اليوم تقلص وأصبحنا نحيط بمدينة الفلوجة من كل الجهات، وانتهى ترابطها بكل المحافظات، وأصبحت محاصرة، عدا جهتها المحاذية لنهر الفرات التي من المحتمل أن يتسللوا منها سباحة. وسيتم تحرير ضفة الفرات خلال الأيام المقبلة».
وفي السياق، نفّى قائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن يكون التنوع الطائفي والعرقي بين أبناء الأجهزة الأمنية المشاركة بعملية الفلوجة قد أدى لعرقلة أيّ جزء من خطط تحرير المدينة.
كما نفّى أيضاً ما يتردد عن وجود خلافات بين القيادات العسكرية التي تقود العملية، وتحديداً بين الجيش والحشد الشعبي.
وأكّد عبد الوهاب الساعدي أنّ معركة الفلوجة هي أول معركة يشارك بها جميع العراقيين من الشمال إلى الجنوب سنة وشيعة وأكراد ، مضيفاً أنّ أكثر من 10 آلاف سني يقاتلون تحت إمرة الحشد الشعبي.
وبشأن التجاوزات التي طفت على السطح مؤخراً من قبل عناصر الحشد الشعبي خلال مرحلة تحرير المناطق المحيطة بالفلوجة وتطويقها، اعتبر الساعدي أنً معركة الفلوجة تعد معركة نظيفة مقارنة بالعمليات العسكرية الأخرى، ذاكراً أنّه في كل معركة قد تحدث أخطاء.
وأردف قائلاً «في معركتنا ليس بالضرورة أن يتم تحميل الأخطاء للحشد الشعبي، قد تحدث أخطاء من الجيش أو من الأجهزة الأمنية».
هذا واستبعد الساعدي حدوث قصف عشوائي على مدينة الفلوجة، مستنكراً اتهام فصائل وعناصر الحشد بالمسؤولية عن ذلك وأيضاً بالمسؤولية عن تدمير مساجد سنية بالمناطق المحيطة بالمدينة، ملمحاً إلى قيام تنظيم «داعش» بذلك لإثارة الفتنة الطائفية .
إلى ذلك، قال أحد قادة الحشد الشعبي إنّ مقاتليه يخططون لاقتحام الفلوجة بمجرد خروج المدنيين منها، في تراجع عن تصريحات سابقة قال ممثلو الحشد فيها إنّهم لن يقتحموا الفلوجة وسيتركون تلك المهمة للجيش العراقي.
وقال هادي العامري قائد منظمة بدر، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي «نحن الحشد سوف لن ندخل الفلوجة ما دام فيها عوائل».
وعند سؤاله عما سيحدث إذا تمكن المدنيون من الفرار من المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً، إلى الغرب من بغداد قال العامري «بالتأكيد سندخل ونطهر المدينة من شر هذه الغدة السرطانية ولا يمنعنا أحد».
وتحدث العامري للصحفيين أثناء تجوله في أحد جبهات القتال قرب الفلوجة. وقال الأسبوع الماضي إنّ مسلحي الحشد الشعبي سيشاركون في عمليات التطويق ويتركون اقتحام المدينة للجيش.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الأول من الشهر الجاري، إنّ الهجوم الذي يهدف إلى تطهير الفلوجة من «داعش» تباطأ من أجل حماية المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إنّ نحو 50 ألفاً محاصرون في المدينة دون ما يكفي من المياه أو الأغذية أو الرعاية الطبية.