مخيّلة الأمس حاضرة… والحكايات محفورة في بؤرة الذاكرة وثنايا القلب
برعاية وزير الثقافة السوري عصام خليل، أطلقت المؤسسة العامة السورية للسينما مساء السبت، فيلم المخرج الشاب جود سعيد «مطر حمص»، في صالة «سينما سيتي» في دمشق. وحضر حفل إطلاق الفيلم عدد من الوزراء والمدراء العامّون ولفيف من الإعلاميين والفنانين والمهتمين بالشأن السينمائي.
وألقى المدير العام للمؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد كلمة جاء فيها: السينما فنّ يضمّ الفنون كلّها. كذلك السينما فنّ سرمديّ يحفظ ذاكرة الشعوب، كما يحفظ خيالاتنا وأحلامنا وقصص عشقنا. وبالتالي، فإنّ السينما كونٌ لا حدود لأمدائه. السينما تمدّ الواحد منّا ببهجة نادرة، ننجح بالإحساس بها ونخفق حين نودّ التعبير عنها، فجمال الإحساس مكبَّل على الدوام بعقلانية التعبير، وإذا سألنا مجموعة من الحاضرين لماذا تمكّنت أفلام كـ«العرّاب» و«كازابلانكا»، و«سينما باراديسو» و«غناء تحت المطر» و«ذهب مع الريح» و«قصّة الحيّ الغربي» و«الأزمنة الحديثة» و«طيران فوق عشّ الوقواق»، والكثير الكثير سواها، لماذا نجحت في تغيير حياتهم ومدّهم بسعادة ما، فمن الحتميّ أنّ جواب كلّ واحد منهم سيختلف عن الآخر، بما يؤكّد مدى اتّساع هذا الفنّ وبلاغة تأثيره.
«مطر حمص»، العمل الروائي الطويل الرابع في مسيرة جود سعيد السينمائية، فيلم جديد تقدّمه المؤسسة العامة للسينما بدعم من وزارة الثقافة ضمن أنشطتها الكثيرة المتنوّعة في سنوات الحرب الكونية الظالمة على سورية، التي تردّ على الإرهاب والقتل والإجرام وقطع الرؤوس وأكل الأكباد بالحبّ والثقافة والفنّ والخير والجمال. في سنوات الحرب هذه، أنتجت وزارة الثقافة أجمل الأفلام والمسرحيات. قدّمت أرقى العروض الموسيقية والحفلات الغنائية. نظّمت أهمّ معارض الرسم والنحت. حمت الآثار العظيمة من الجبناء الذين استهدفوها، وطبعت أرقى الكتب والدوريات إيماناً منها بأن الأمم العريقة تزداد عطاءً في أزمان الشدّة، وأنّ الثقافة هي ما يبقى بعدما يذهب كلّ شيء.
نفتتح «مطر حمص» لجود سعيد اليوم السبت ، وسنفتتح سويّاً خلال الأشهر المقبلة، «ليليت السورية» لغسان شميط، و«حرائق» لمحمد عبد العزيز، و«الأب» لباسل الخطيب، و«رجل وتابوت وثلاثة أيام» لجود سعيد، وستلحق بها الأفلام الأربعة التي تعمل المؤسسة العامة للسينما على إنجازها قبل مضيّ السنة الحالية 2016 وهي: «ما ورد» لأحمد ابراهيم أحمد، و«سجن حلب: ردّ القضاء» لنجدة أنزور، و«طريق النحل» لعبد اللطيف عبد الحميد، و«درب السما» لجود سعيد في خضمّ هذه الانطلاقة الإنتاجية اللافتة للمؤسسة والأفلام الجميلة المتمخّضة عنها.
«مطر حمص»، فيلم عن تداعيات تلك المشاعر المتراكمة المتسرّبة من ألبوم ذكريات موجعة ألمّت بنا وعصفت بوطننا الحبيب. مخيّلة الأمس حاضرة، والحكايات محفورة في بؤرة الذاكرة وثنايا القلب، وجود سعيد يطلّ من سينما الروح، من سينما شغاف القلب وأطلاله المنسيّة وشرايينه الملوّنة بخواطر واشتياقات وموسيقى، بقصائد وأحاسيس غامرة، وبأحلام ناعمة ما عادت بمتناول اليد. جود سعيد يحكي عن وطنه الموجوع، لكنّنا نلمح من شريطه النازف تلك النافذة الواسعة المشرّعة على دروب الحنين بغدٍ جميل مأمول.
بعد ذلك، قدّم المخرج جود سعيد فريق العمل الذي ضمّ كل من: «علي وجيه وجود سعيد سيناريو، بمشاركة سهى مصطفى وسماح فتّال ، خالد فرنجية مدير الإنتاج ، فايز سيد أحمد مشرف الإنتاج ، وائل عزّ الدين مدير الإضاءة وتصوير ، رشا نجّار هندسة الديكور ، أمير بارتي زاده هندسة صوت ، جمال كريمي ماكياج ، باسمة حسن تصميم أزياء .
و«مطر حمص» من بطولة: محمد الأحمد، لمى الحكيم، حسين عبّاس، محسن عبّاس، كرم الشعراني، مصطفى المصطفى، نسرين فندي، يامن سليمان، هلا بدير، روجينا رحمون، علي سكّر، وسيم قزق، مغيث صقر، وضيف الشرف الفنان بشار إسماعيل.