النجمة بطلاً لكأس لبنان بضربات الترجيح
… وأخيراً عوّض النجمة ما فقده من طموحات وما سعى إليه من إنجازات في بطولة الدوري، حيث نجح في اختتام موسمه بإحراز بطولة كأس لبنان، وبذلك استعاد فريق النجمة بريقه بأبهى صورة وأجمل مشهد، فعاد أبناء المنارة إلى سيرتهم الأولى، عادت الألقاب والبطولات إلى خزائن «النبيذي»، وهو المشهود له بحصد الألقاب في الأوقات الصعبة. لم يخرجوا من الموسم بخفّي حنين، بل ثابروا وعضّوا على الجراح ليحملوا كأس لبنان عالياً وللمرة السادسة في تاريخهم، وبالمقابل جاهد العهداويون حتى الرّمق الأخير وقدّموا أجمل مواسمهم بالرغم من خسارتهم المزدوجة البطولة والكأس على أمل ان يواصلوا تألّقهم في ميدان المسابقة الآسيوية، وجاء فوز النجمة بعد مباراة ماراتونية امتدّت لأكثر من 130 دقيقة قبل أن تُحسم بضربات الجزاء. مسك ختام الموسم الكروي جاء مسكاً على النجمة … مبروك للنجمة، الذي استأهل الفوز ليهديه إلى جمهوره الكبير الذي واكبه بفعالية وغطّى المدرجات المخصصة له بألوان الفرح والتشجيع، مع تسجيل بعض الملاحظات على سيمفونية رمي القناني باتجاه الملعب، مباراة مشهودة في عزّ الحر، جاءت حافلة بالضغط من كل الاتجاهات، لكن النجماويّين عرفوا كيف يستفيدون من الظروف، وحقّقوا الفوز. مبروك لأبناء المنارة ومبروك للكرة اللبنانية نهاية موسمها على خير.
شريط اللقاء
في ظلّ حرص زائد، وتحت ضغط كبير مصدره حرارة الطقس وهدير الجماهير في المدرجات، بالإضافة إلى تمترس دفاعي مكثّف من قِبل النجمة ومدروس من قِبل العهد، سارت الدقائق الأولى من المباراة بإيعاز مشترك من المدرّبين «ممنوع الخطأ»، ولذلك لجأ اللاعبون إلى الإمعان في التمرير عرضاً وطولاً ووسطاً مع أرجحيّة عهداوية لناحية تشكيل الخطورة عبر الدينامو عبد الرزاق حسين ومحمدو درامي وخلفهما المايسترو عباس عطوي وحسن شعيتو، فيما شنّ النجماويّون هجماتهم عبر الأطراف، وتحديداً مع بشار المقداد وقاسم الزين مع تحرّك لافت للقائد عباس عطوي في الوسط والمحنّك خالد تكجي في الهجوم مع غياب أكرم مغربي عن المشهد مقابل تغريد حسن المحمد وحيداً في معظم الهجمات المرتدّة، مع الإشارة إلى أنّ خطّي الدفاع عند الفريقين كانا في أحلى حالاتهما.
أولى شبه الفرص للنجمة كانت لحسن محمد د11 ، سدّد عالياً ليردّ درامي سريعاً بفرصة حقيقية مضيّعاً انفرادية وصلته من عبد الرزاق حسين، وكرّر درامي حظّه في التسديد وهو في مواجهة «التكتوك» لكن كرته لم تُدرك المرمى، وتسجَّل لأحمد زريق اندفاعاته الهجومية على الرغم من مشاركته في مركز الغائب بداعي الإيقاف حسين دقيق، وفي الدقيقة 30 أضاع عبد الرزاق حسين فرصة التقدّم عندما أهداه مهدي فحص كرة «مقشّرة» ليجد نفسه منفرداً ومسدّداً بجانب القائم، ثم سدّد درامي برأسه بين يدي الحارس، والحق يُقال بأنّ العهد كان الطرف الأفضل في هذا الشوط انتشاراً وتسديداً، مع نجاح وسط النجمة في أداء دوره على صعيد قطع الكرات ووقف الخطورة.
وفي الشوط الثاني، واصل العهد اندفاعته من دون فاعليّة في مواجهة المرمى المحروس من كتيبة «مستبسلة» بقيادة الفالحي، وفي الدقيقة 53 سدّد «أونيكا» وكادت كرته تخدع الحارس لكنّها مرّت بجانب القائم، ليردّ حسن محمد سريعاً بتسديدة د60 صدّها الحارس فارتدّت إلى المتابع خالد تكجي فسدّدها لتعلو العارضة بسنتيمترات، ثم سدّد عبد الرزاق 63 باتجاه المرمى، وكرّر المحاولة ثانية 64 ، لكن المتيقّظ محمد قاسم أنقذ الموقف، بعد ذلك سدّد التكجي 75 فعلت الصيحات في المدرجات لتلامس كرته العارضة، وفي آخر 10 دقائق أجرى المدرّبان التغييرات التي تُساهم في إكمال الوقت الإضافي العناصر الشابة ، وبالفعل أطلق الحكم القبرصي صافرة النهاية على التعادل السلبي.
وفي الشوط الإضافي، واصل المدرّبان في إجراء التبديلات الهادفة إلى تنشيط الصفوف بعدما فعلت الأجواء فعلها، الحر والضغط والإرهاق والشد العضلي . لينتهي الوقت الإضافي الأول سريعاً بلا أيّة فرصة حقيقية، ثمّ سارت الأمور وفق قناعة راسخة عند لاعبي الفريقين بأنّ معركة ضربات الجزاء ستكون الحكم بينهم. لكن المفاجأة تمثّلت بخسارة العهد لجهود لاعبه محمد درامي الذي اعتدى على قلب دفاع النجمة رضوان الفالحي. وهنا حاول النجماويون استغلال النقص العددي في آخر 6 دقائق، فيما سعى العهد للاستفادة من المرتدّات، لتنتهي المباراة 120 دقيقة بالتعادل السلبي والاحتكام إلى «البنالتيات».
لقطات
ـ إجراءات أمنيّة صارمة نفذّتها القوى الأمنية منذ الصباح الباكر في سياق الاستعداد لاحتضان ملعب برج حمود اللقاء المسمار.
ـ قاد المباراة طاقم حكّام قبرصي بقيادة كريستوس، وهو نفسه الذي قاد لقاء العهد والصفاء في ختام البطولة.
ـ سبق للنجمة أن أحرز كأس لبنان 5 مرات والعهد 4 مرات، وكان الفريقان قد التقيا في نفس المشهد في العام 2004 في طرابلس، ويومها فاز العهد محقّقاً أولى كؤوسه.
ـ في بادرة طيّبة قبل المباراة، دخل الفريقان خلف المدرّبان الروماني تيتا فاليريو والألماني روبرت جاسبرت، اللذان كانا يحملان العلم اللبناني معاً.
ـ في ضوء نتيجة المباراة، تأهّل النجمة للمشاركة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
ـ سجّل ضربات الترجيح للنجمة: عباس عطوي، رضوان الفالحي، قاسم الزين، يوسف الحاج وخالد تكجي. فيما سجّل للعهد أحمد زريق، حسين الزين، عباس كنعان، عبد الرزاق حسين وأضاع حسين حيدر.