توافق على إطلاق سراح الأسرى القُصّر ووفد هادي يعود إلى عدن بطلب من الرياض

تزايدت الخلافات بين السعودية والرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي بعد اقتناع الأخير بأنه بات خارج حسابات الرياض، وأن مفاوضات الكويت ستضعه بعيداً عن المرحلة المقبلة في اليمن. وذكرت تقارير أن الرياض طلبت من هادي مغادرة المملكة والإقامة مع حكومته في مدينة عدن المضطربة جنوبي اليمن.

مع تغير المسارات والمعطيات المتعلقة باليمن وفي إطار المفاوضات التي تستضيفها الكويت، يبدو أن التوصل إلى اتفاق سيكون له ضحايا تدفع ثمن أكثر من عام من العدوان وتدمير البلاد.

والخلافات بين الطرفين تأخذ أكثر من وجه، ربما أهمها المتمثل بقلق هادي من مصيره في حال التوصل إلى اتفاق. حيث تقول التقارير إنه بات مقتنعاً بخروجه من المشهد اليمني المقبل، ما دفعه لاجراء محاولات الوقت الضائع. ومنها سحب وفده المشارك في المفاوضات. محاولة باءت بالفشل بعد إصرار سعودي على بقاء الوفد رغم انسحاب أحد اعضائه وهو عز الدين الأصبحي.

تطور آخر زاد من مخاوف هادي تمثل بزيارة المتحدث باسم حركة انصار الله محمد عبد السلام إلى السعودية. زيارة فجرت غضبه من الرياض حيثُ اجتمع بمستشاريه ليعلن احتجاجه على استقبال عبد السلام. خاصة وإن الزيارة أتت بعد يوم من لقاء عضو الوفد الوطني ناصر باقزقوز الرئيس اليمني الاسبق علي ناصر محمد في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك تزامناً بحث المفاوضات اختيار شخصية توافقية للرئاسة.

وكانت الحكومة اليمنية عادت ، أمس، إلى مدينة عدن جنوبي اليمن، لممارسة مهامها من داخل البلاد، بعد عدة أشهر من الإقامة المؤقتة في العاصمة السعودية الرياض.

وهذه هي العودة الأولى لحكومة أحمد عبيد بن دغر، إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد تعيينه رئيساً لها مطلع نيسان 2016، رغم الزيارة التي أداها لمدينة المكلا شرق اليمن، عقب تحريرها من مقاتلي تنظيم القاعدة.

وقال مصدر حكومي إنّ جميع وزراء حكومة بن دغر، عادوا للعمل من عدن، باستثناء المشاركين في مفاوضات السلام المقامة في دولة الكويت منذ 21 نيسان الماضي.

وأضاف المصدر أنّ الحكومة ستمارس مهامها من عدن وأنّه قد تمّ تجهيز قصر معاشيق الرئاسي في مدينة» كريت» كمقر للحكومة.

جدير بالذكر أنّ الحكومة السابقة التي كان يرأسها خالد بحاح فشلت في البقاء داخل أرض الوطن، بسبب الاضطرابات الأمنية، وتعرض مقر الحكومة المؤقت في عدن مطلع تشرين أول 2015 لهجوم انتحاري، أجبرها على المغادرة.

ومنذ استعادة عدن من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في تموز 2015، بدأت الحكومة اليمنية في تجهيز المدينة كعاصمة مؤقتة للبلاد، واستئناف العمل في مطارها ومينائها الدوليين.

هذا وتشرف قوات حكومية مسنودة بقوات التحالف السعودي على تأمين مدينة عدن ومقر الحكومة.

إلى ذلك، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام بالكويت وافقت على الإفراج عن جميع الأسرى القصّر.

وقال ولد الشيخ أحمد في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر» اليوم: «بالنسبة للأسرى والمعتقلين تم الاتفاق على الإفراج غير المشروط عن الأطفال وتم التطرق إلى آليات إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الأيام المقبلة».

ولم يصدر أيّ تعليق فوري من أيّ طرف في المفاوضات على إعلان المبعوث الدولي.

ولم يتضح عدد الأسرى والمعتقلين القصّر المحتجزين لدى كل من الطرفين لكن مصادر سياسية يمنية قالت إنّ «كلا من الحوثيين والحكومة اليمنية تقدموا في أواخر أيار بلائحة تضم نحو سبعة آلاف اسم لأسرى قالوا إن الطرف المقابل يعتقلهم».

ميدانياً، مقتل وجرح أكثر من 30 شخصاً إثر مواجهات هي الأعنف منذ إعلان وقف إطلاق النار في 10 نيسان الماضي بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف السعودي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى في منطقتي الجحملية وثعبات شرقي مدينة تعز، في حين اندلعت مواجهات مواجهات عنيفة الطرفين في حي الصفا ومنطقة كَلاَبة امتداداً إلى شارع الأربعين شمال المدينة.

وكان مصدر أكّد تجدد القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين في مديرية الوازعية جنوبي غرب محافظة تعز جنوب اليمن.

وفي محافظة لحج المجاورة تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على جبلي جالس والمشْقر ومنطقة البير في مديرية القبيْطة شمالي المحافظة الممتدة إلى العاصمة عدن والتي شهدت اشتباكات عنيفة في محيط مطار عدن الدولي بين قوات الرئيس هادي المسنودة بطائرات الأباتشي للتحالف السعودي ومسلحين مجهولين حاولوا اقتحام المطار ذاته في مديرية خور مكسر شرقي مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن.

وشنّت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية على وادي حريب في مديرية نِهْم بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي لقوات الرئيس هادي على منطقة مِلح في ذات المديرية عند الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة. طائرات التحالف السعودي شنّت أيضاً فجر أمس غارة جوية على منطقة الصُبَاحة في مديرية بني مطر غربي العاصمة اليمنية صنعاء.

وإلى مأرب حيث شنّت مقاتلات التحالف السعودي غارة جوية على الوادي الرابط بين جبلي الأشقري وهيلان في مديرية صِرواح غربي مدينة مأرب شمال شرق اليمن.

إلى ذلك أفاد مصدر عسكري عن تدمير الجيش واللجان آلية عسكرية لقوات هادي خلال محاولة تقدمهما باتجاه مديرية الغَيْل شمالي محافظة الجوف الصحراوية شرقي البلاد.

وفي محافظة الضالع تدور مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين قوات الرئيس هادي المدعومة بالتحالف السعودي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى في منطقة مُريْس شمالي محافظة الضالع جنوب اليمن.

من جهته، قال رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي إن القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية استطاعوا مواجهة وصدّ العدوان رغم وحشيته وما يمتلكه من آليات البطش القتل والتدمير وما يتلقاه من إسناد ودعم لوجستي من قوى كبرى»، على حد تعبيره.

وأكّد الحوثي في خطاب وجهه للشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أن الشعب اليمني وعى خطورة الإرهاب والدور الذي يقوم به من خلال الجماعات الإرهابية المتسترة بالدين الإسلامي والأغراض التي كان يراد لها أن تنفذها في اليمن للنيل من إسلام المجتمع اليمني المتسامح وسلمه واستقراره، والتف الجميع حول الجيش واللجان الشعبية في تلاحم اسطوري لدحر الإرهاب من أعتى متارسه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى