خبراء يناقشون الرؤية المستقبلية لاقتصاد لبنان

شكل المؤتمر الاقتصادي ذو الرؤية المستقبلية 2025، والذي عقد في الثالث من حزيران في فندق «هيلتون ميتروبوليتان» ـ سن الفيل، تظاهرة اقتصادية مالية لمناقشة السياسات المالية والعامة وإعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية، اضافة الى إقتصاد المعرفة والإبتكار، والأسواق المالية.

رعى الحفل وزير الاتصالات بطرس حرب وشارك فيه نخبة من خبراء الاقتصاد والأعمال تقدمهم مؤسس Future Agenda تيم جونز الذي يساهم في ابحاث وتطوير الشركات المتعددة الجنسيات لناحية خدماتها وسلعها، لتتماشى مع المتطلبات المستقبلية للأسواق العالمية، وتحدث عن الرؤية المستقبلية لمدينة بيروت، مشدّداً على «وجوب أن يتمتع لبنان بدور أكبر للخدمات المالية، وأن يكون مركزاً إقليمياً رائداً في التعليم»، ومشيراً إلى إعطاء الانتشار اللبناني دوراً في اقتصاد المعرفة.

نظم الحفل مركز التطوير الإعلامي Media Evolution Group MEG وموقع أخبار الاقتصاد والتكنولوجيا Business Echoes، بالتعاون مع JHC للاستشارات. وحضره وزراء ونواب حاليون وسابقون وسفراء وهيئات ديبلوماسية وشخصيات اقتصادية ورجال اعمال وسياسيون واكاديميون، وتميز الملتقى بمشاركة لافتة من العنصر الشبابي والمجتمع المدني.

وحاضر الاستراتيجي في أسواق البورصة العالمية جهاد الحكيم، داعياً إلى إعادة هيكلة البرامج التربوية لاحتضان اقتصاد المعرفة، وإقرار الكوتا الشبابية بنسبة 25 في المئة من المقاعد في المجلس النيابي.

وعرض العميد الركن الطيار طاني شهوان لتصور الجيش اللبناني للبيئة الأمنية في حدود العام 2025، وخلص إلى أنّ «الأمن والاستقرار في لبنان يستلزمان منظومة أمنية شاملة ومتكاملة، يشكل الأمن الاقتصادي والاجتماعي جزءاً من ركائزها».

وشدّد وزير السياحة السابق فادي عبود على أهمية التكنولوجيا وتأثيرها في المستقبل الاقتصادي لأي بلد، داعياً ع إلى مكافحة الاحتكار الذي وصفه بأنه «شر مطلق».

وتناول الوزير السابق شربل نحاس أثر السياسات العامة على الاقتصاد اللبناني، والفساد المستشري في البلاد، داعياً إلى مكافحته «من أجل الوصول إلى اقتصاد ذي قدرة تنافسية أكبر بين دول المنطقة».

وأكد رئيس هيئة إدارة قطاع النفط والغاز في لبنان وسام الذهبي، أنّ «البدء باستخراج النفط والغاز من الشواطئ اللبنانية مرتبط بإقرار المراسيم التي لا تزال عالقة في أدراج التجاذبات السياسية منذ عام 2013»، واصفا هذا التأخير بأنه «غير مبرر، خصوصا أن المنطقة تشهد تغيرات على صعيد أسعار النفط».

ورأى المستشار لدى اتحاد المصارف العربية بهيج الخطيب، أنه «لا بد من أن تتحمل الطبقة السياسية الحاكمة مسؤولياتها، في تخفيف الاحتقان السياسي، والقيام بإصلاحات بنيوية وهيكلية جدية لوقف الفساد والهدر وتصحيح السياسة المالية، خصوصاً توزيع الضرائب، وإصلاح الكهرباء وملف النفايات والضمان الاجتماعي».

أما نائب رئيس مجموعة «غراي» الإعلانية عمر نصر الدين، فركز على أهمية الأفكار الخلاقة في تغيير طريقة تصرف الشعوب وتفكيرها ومدى تأثير ذلك على إيجاد حلول للازمات الاقتصادية.

وقال عضو مجلس إدارة هيئة الاسواق المالية في لبنان فراس صفي الدين، «إنّ منصة التداول الإلكترونية ستكون جزءاً من بورصة بيروت»، مشدداً على أهمية الأسواق المالية لتحقيق نمو اقتصادي على المدى الطويل.

أما مستشار وزير المال منير راشد فتطرق إلى الإصلاحات الضريبية وبالأخص سياسة ضريبة الدخل والضرائب على السلع والخدمات، واقترح إعادة هيكلتها للمرحلة المقبلة لتصبح هدفا لتحقيقه في 2025، كذلك تكلم عن هيكلة النفقات والأهمية الكبيرة لشريحة الأجور والرواتب والفوائد على الدين، واقترح خفض التحويلات، خصوصاً لقطاع الكهرباء.

وكانت كلمة للنائب السابق لحاكم مصرف لبنان ميغرديتش بولدوكيان، تطرق فيها إلى مخاطر الجرائم الإلكترونية، واعتبرها «أكبر تهديد تواجهه المصارف والمؤسسات المالية اليوم، كما انه لا يوجد نظام مصرفي في منأى عن هذا الخطر»، داعياً إلى «فرض قوانين وتطبيق عقوبات على المجرمين».

واعتبر المدير التنفيذي السابق لمصرف «ستاندرد تشارترد» دان القزي، من جهته، أنّ «حال البلد الاقتصادي مرتبط في شكل أساسي بحال سوق العقارات، متوقعاً أن تنخفض الأسعار بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة، لعوامل تعود إلى انخفاض النفط وارتفاع أسعار الفوائد التي تعطيها المصارف على العائدات بالمقارنة بأرباح الإيجارات.

واعتبر رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل أنّ «القطاع الخاص يعاني بشدة جراء الوضع الاقتصادي اللبناني والإقليمي»، مشيراً إلى أنّ «مرونة هذا القطاع التي كانت تحتسب كنقطة إيجابية عليه أصبحت تشكل إحدى نقاط ضعفه الرئيسة».

رأى الخبير الاقتصادي غسان حاصباني، من ناحيته، أنه «لم يعد في إمكان اللبنانيين الانتظار أكثر للتحول الى الاقتصاد الرقمي، فيجب الدخول بهذه الثورة التي فاتتهم بأي طريقة ممكنة».

أما مدير Tech Hub UK في لبنان نديم زعزع، فتحدث عن أهمية اقتصاد المعرفة في خلق وظائف للشباب، مشيراً إلى أنّ لبنان هو بين أول عشرين بلداً في العالم من حيث المبادرة الفردية.

وأدار الجلسات التي توزعت على كامل اليوم الإعلاميون بسام أبو زيد وجوزيان رحمه وإيفون صعيبي وموريس متى.

وسينتج من الملتقى إطلاق كتاب سيشكل خريطة طريق تضم خبرات المشاركين في المؤتمر وأخرى من خارجه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى