قالت له

قالت له: لماذا يتحدّث الرجال عن أحادية الحبّ ويمارسون عكسه؟ فهل يتّسع قلب الرجل لأكثر من امرأة؟

فقال لها: إنّ ما يقوله الرجال كمثالٍ يرونه في المرأة، لأنّها أقرب منهم للكمال وكلّ أحادية كمال.

قالت له: ألا يفعلون ذلك ويقولونه لإغراء المرأة بتجميل رضوخها وتزيين تملكها؟

فقال: بل لأنهم يحتاجون إلى رؤية نقاط ضعفهم في مرآتها.

فقالت: أليست الأرض لنا عقاب الخطيئة الأولى؟ لماذا تريدون المرأة من كائنات الجنّة ونحن على الأرض، وتجعلون خطاياكم ميزات تزيّنون بها حياتكم السرية؟

قال لها: لأننا منذ عهد تفاحة حواء في حال انفصام شخصية.

فقالت: أيعني الانفصام ازدواجاً، ولهذا عندما تغازلون المرأة تستخدمون كلّ ما لديكم منه زوجاً، فتقولون لها أنتِ عيني ولديكم اثنتان، وتقول هي قلبي ولديها واحد، وتقولون حبيبتي ولديكم دزينة، وتقول هي عمري ولها واحد فقط.

فقال: عقابنا الأول كان بسببها، وعقابنا الأبدي عذاب خيانتنا لها ولوفائها والإدمان على هذه الخيانة، ألا يكفي ذلك؟

قالت له: ربما العذاب الآتي سيكون أن تكتشفوا كلفة الوفاء، وتحمّل اعترافات الخيانة. ومضت تكتب اسمه في الهواء بأصابعها، وتقول لو كان الجواب عندك لسمعته أمّي قبلي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى