يا الجنوب
بلال شرارة
لن أدع أحداً يأكل رأسي
يستمرّ بالاستهزاء بعقولنا
يتوهّم صناعة تاريخنا
يتوهّمنا متسعاً من الجغرافيا
يا الجنوب
أنا ذاهب باتجاه معاكس
سأطير كدوري أبحث عن ساحة تنبض
بالحرية، عن شجرة كثيفة أستظلّ
أغصانها وأنام الليل على كتفها دون أن
يسكنني كابوس بندقية صياد مصوبةٍ إلى
صدغي.
يا الجنوب تعلّمت أنّ التحرير دون حرية استبداد مطلق
يا الجنوب
لا توجد هنا صحيفة ورقية، محطة صوتٍ
مسموعة لأصرخ مَلْوَ صوتي، شاشة
لأشاهدني على اتساع عيوني، جدار
لأرسمني عليه بحريه
يا الجنوب
أنا أيضاً أسهمت في التحرير وليس معي
غير عمري لأدفعه فاتورة سياسية
للآخرين
يا الجنوب
لا يوجد سوى نساء التوت والرمان
مختبئات عن أعيننا خلف الحجاب. فكيف
أرى فلسطين أكثر اتساعاً من ميناء عائم؟
يا الجنوب
لم يعد يوجد فضاء لأحلامي، قبر لصمتي
المزدهر بالضجيج، نبض لقلبي الذي
يحتاج إلى امرأة ناضجة بالنساء
يا الجنوب
أنا شفيعي شيخ ضرير يصدّق أقوالي ولا
يرى آثامي
يا الجنوب
سأتطلّع إلى جهات أخرى لعلّي أرى شروق
الحرية ! أو مغيبها ! أو لعلّ هواء
الشمال يغيّر لوني
المثل ما بيقول:
اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول
كف عدس»
من ضربك على خدك الأيمن فلا تَدِرْ له الأيسر