الأسواق الشعبية لم تعد ملجأ الفقراء

راشيا شبلي أبو عاصي

المتعارف عن الأسواق الشعبية أنها ملجأ للفقراء وأصحاب الدخل المحدود والحالات المعدومة والمتوسطة، أما اليوم فقد أصبحت ملجأ لكلّ الطبقات من أبناء مجتمعنا، نتيجة تردّي الأوضاع الاقتصادية.

فقد زاد الغلاء عن حده حتى وصل الأمر إلى عدم إمكانية شراء المواد الغذائية الضرورية ونحن في بداية شهر رمضان المبارك. الأمور تفاقمت وتضاعفت فالأسواق الشعبية لا تخضع للمراقبة من حيث الأسعار ولا من حيث نوعية المواد الغذائية. كلّ التجار غير ملتزمين بالأسعار إلا القلة القليلة الشاعرة بوجع الناس.

ونتيجة لهذا الوضع والغلاء المستشري في المؤسّسات التجارية والسوبر ماركات في القرى والبلدات، يحاول الأهالي التوجه إلى الأسواق الشعبية لعلهم يحظون بأسعار مقبولة تمكنهم شراء ما يحتاجون إليه ويكون متنفساً لهم، خاصة في بداية الشهر الفضيل الذي وبدلاً من أن يكون شهر المسرّة والمحبة والصلاة والتقوى لما له من مكانة دينية، أصبح هذا الشهر شهر القلق والترقب مما هو آتٍ.

وكان لـ«البناء» جولة على الأسواق الشعبية والمحلات …، حيث التقت عدداً من الأهالي.

وقال حسان أبو حرب: «الأوضاع أصبحت غير مقبولة هناك غلاء في العديد من المواد الضرورية وكما نلاحظ الآلاف من هذه العائلات في سوق ضهر الأحمر الشعبي تحاول شراء الضروريات لأولادها فلا تقدر إلا القلة القليلة من هؤلاء».

وتابع: «الغلاء تجاوز الخط الأحمر».

أما غسان أبو حرب، فلفت إلى «أنّ كثافة الإقبال على الأسواق الشعبية أصحبت لافتة في هذه الأيام ومرد ذلك إلى الأوضاع المتردية، غلاء فاحش وغير طبيعي ولا أحد يسأل عن هذا الشعب فهو متروك «يقلع شوكه بإيدو».

وقال رفعت الحاج: «يلي مش قادر يطلّع أكثر من 20000 ل.ل في اليوم وهو رب عائلة شو بيعمل؟ فبدل أن تقوم الوزارات المعنية وخاصةً نحن في شهرٍ فضيل بضبط التجار والضغط عليهم لعدم التلاعب بالأسعار والالتزام بالقوانين فهم متروكون ليفعلوا ما يريدون من دون حسيب أو رقيب».

وأشار عماد ميرهم إلى «أنّ لحم الفروج ارتفع بشكلٍ لافت بنسبة 60 في المئة، إضافة إلى الفاكهة والخضار». وقال: «الأسواق الشعبية أصبحت ملاذاً للبنانيين والسوريين».

أم علاء والدة لخمسة أطفال من داريا قالت: «والله شي ما بينحمل ما عم نقدر نشتري إلا الضروري، وعم ضل لآخر السوق حتى اشتري شوية خضرا وفاكهة بسعر رخيص».

أبو محمد من داريا قال: «عندي ستة أولاد بضل من الأربعا للأربعا موعد السوق الشعبي لأشتري شوية أغراض لعيلتي، الغلا موجود واليسرة مش موجودة. شو بدنا نعمل؟ الله يفرجها علينا ونرجع للشام وانشالله عن قريب».

أما أم جميل من ريف دمشق، فقالت: «اعتدت على السوق الشعبي في ضهر الأحمر منذ سنوات لأنه يبقى أرخص من المحلات العادية». وختمت «رغم الغلاء والحاجة فهذا هو الموجود ولا أحد بيسأل عن الفقير».

وفي الختام، لا رقابة على ارتفاع الأسعار وعلى الغلاء. فأين هو دور حماية المستهلك والوزارات المعنية بالملاحقة والتشدُّد ومعاقبة المخالفين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى