دمشق تنفي تسليم الأسد أي قوائم بأسماء إرهابيين لبريطانيا
نفت رئاسة الجمهورية السورية أمس، المقال الذي نشرته صحيفة « تيليغراف» البريطانية، بعنوان «الرئيس السوري بشار الأسد وضع قائمة قتل تضم 25 من البريطانيين الذين انضموا لداعش و14 منهم لقوا حتفهم حتى الآن».
وأكدت الرئاسة أنّ المعلومات التي تناولها المقال غير صحيحة ومنافية تماماً للحقيقة، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأسد لم يسلّم أحداً أيّ قوائم لا لبريطانيين ولا لأيّ جنسيات أخرى، وأنّ مثل هذا الموضوع لم يُطرح أساساً في أيّ لقاء مع الوفود البريطانية التي التقت بالرئيس الأسد.
الرئاسة السورية طالبت كل من صحيفة «تليغراف» وموقع «ميل اونلاين»، بتكذيب هذا الخبر جملة وتفصيلاً، وحذفه تماماً من موقعكم مع الاعتذار عن نشره قبل التأكّد من صحته، كما وطالبت بنشر التنويه المرسل من قبلها بنفس مكان نشر الخبر الزائف، وذلك وفقاً للأصول الصحفية المهنية.
وأكدت الرئاسة أنّ أيّ إرهابي على الأراضي السورية – مهما كانت جنسيته – ستتم محاربته من قبل الأجهزة المختصة الأمنية والعسكرية السورية.
إلى ذلك، أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني تعيين الأمين العام للمجلس الجنرال علي شمخاني، في منصب المنسّق الأعلى للسياسات العسكرية والأمنية مع سورية وروسيا.
ويأتي تعيين الجنرال الايراني الرفيع المستوى، بعد اجتماع ثلاثي لوزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والسوري فهد الجاسم الفريج والايراني حسين دهقان في طهران منذ يومين لبحث الحرب على الإرهاب، والتطورات الميدانية في سورية.
وفي السياق، أكد مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي، إنّ الكفة السياسية والعسكرية في سورية تميل لصالح الحكومة والشعب في هذا البلد، وقال «إن الدول الثلاث إيران وروسيا وسورية، اتفقت على هدف مشترك هو مكافحة الإرهاب، الذي يمثل آفة الأمن في دول المنطقة، وقد حصدت نتائج طيبة، نتيجة وحدة الرؤية والعمل المشترك خلال السنوات والأشهر الماضية».
وشدد المسؤول الإيراني على أنّه رغم التعقيدات التي تواجهها، لكن هذه الدول إيران وروسيا وسورية تعقد أمالاً كثيرة على التعاون فيما بينها، مشيراً إلى إنّ شرعية الحكومة السورية ومظلومية الشعب السوري تحتمان علينا نصرتهما ومساعدتهما، وهذا ما سيكون.
في غضون ذلك، قال بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إنّ سورية «بعيدة عن أيّ أفق لنهاية النزاع»، مضيفاً أنّه «في الإجمال الديناميكية القائمة لا تشير إلى أنّ الحرب يمكن أن تنتهي قريباً» منوها بأن «مباحثات جنيف تظل هشة».
كما أعتبر مورير الهدنة لوقف الأعمال القتالية التي تجري في سورية الآن بوساطة روسية أميركية التي دخلت حيز التنفيذ منذ 27 شباط، «ليست هدنة أنا اسميها وقفاً جزئياً للأعمال القتالية».
وأقر مورير بتوقف المعارك في بعض المناطق لكنه غير كاف للتوصل إلى إحلال استقرار في البلد…. «كانت قطرة في محيط، وساعد ذلك على منح الناس بعض الأمل»، مؤكداً أنّ تضرر البنى التحتية السورية بشدة سبب مهم من الأسباب التي تدفع السكان للنزوح.
ميدانياً، أعاد الجيش السوري تفعيل عملياته في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي باتجاه ريف ادلب الغربي، حيث شنت وحداته هجوماً مركزاً أمس، بهدف السيطرة على سلسلة كباني الجبلية الاستراتيجية، مدخل الريف الغربي لمحافظة ادلب.
الجيش تمكن من السيطرة على تلال الزويقات و 1112 في اليومين الماضيين، في حين تمكنت وحداته أمس من السيطرة على أجزاء من التل 1154 وتلة «السيرياتل» أعلى تلال سلسلة كباني، بمساندة جوية روسية.
إلى ذلك، دانت موسكو أمس بشدة التفجير الإرهابي المزدوج الذي ضرب منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وأدى إلى سقوط 16 شهيداً وعشرات الجرحى من المدنيين.
وجاء في بيان الخارجية الروسية «نعرب عن تعاطفنا مع أهل وأقارب الضحايا، آملين الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ومن جديد نؤكد وقوفنا مع سورية حكومة وشعباً في حربهم ضد خطر الإرهاب».
ولفّت البيان إلى «الخطر الكبير الذي تشكله المحاولات المستمرة لمسلحي داعش والنصرة والجماعات المتشددة الأخرى، لإشعال نار الفتنة الطائفية في سورية والعراق والنقاط الساخنة الأخرى في المنطقة».
وذكر البيان أيضاً «في مثل هذه الحالة ندعو كافة الشعوب والطوائف في المنطقة، إلى صد الإرهابيين دون مساومة، وإلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات التي تهدف إلى زيادة دوامة العنف ونشر العداء المتبادل».
يذكر أن تفجيراً مزدوجاً بسيارة مفخخة وحزام ناسف ضرب السبت منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وأوقعا 16 شهيداً وحوالي 50 جريحاً.
وقد تبنى تنظيم داعش العمل الإرهابي.