بغداد: أحباط 100 تفجير انتحاري غرب العاصمة
اقتربت معركة الفلوجة من مركز المدينة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما لايزال وجود مدنيين هناك يمثل العقبة الأكبر الأساسية أمام تقدم القوات العراقية.
ولا يزال يفصل قوات النخبة العراقية عن المجمّع الحكومي وسط الفلوجة حي سكني واحد، هو حي «نزال»، جنوبي الفلوجة الذي تستعد القوات المشتركة لاقتحامه لكي تشق طريقها إلى المباني الحكومية.
وبحسب مسؤولين أمنيين، سيشهد الحي معارك كبيرة، خاصة وأنّ «داعش» لا يملك حلاً أمامه سوى القتال بعد إغلاق القوات العراقية كل منافذ الفلوجة.
وفي السياق، كشّفت وسائل إعلام عراقية أن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، شارك في قصف مواقع لداعش في الفلوجة من خلال قيادته لطائرة F16.
وذكرت وكالة «المعلومة» أنّها حصلت على صورة لوزير الدفاع خالد العبيدي وهو يقود طائرة نوع F16 انطلاقاً من قاعدة بلد لقصف أهداف تابعة لـ«داعش» الإجرامي في الفلوجة.
وعلى نفس الصعيد نشّر «فريق الإعلام الحربي» خارطة توضح التحركات في الفلوجة، مبيناً أنّ «القوات الأمنية تتحرك باتجاه مناطق غرب الفلوجة لتحريرها، وجهاز مكافحة الإرهاب يستمر بالتقدم في عمق المدينة».
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، عن مقتل عدد من «الإرهابيين» وإحباط أكثر من 100 تفجير غرب العاصمة، فيما أشارت إلى ضبط وتفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة وأكداس الأسلحة، فيما اقتحمت القوات الأمنية الأحياء القريبة من مركز مدينة الفلوجة.
وأضافت القيادة أنّ «قطعات الفرقة 14 تمكنت من معالجة عبوتين ناسفتين، وتطهير طريق بطول 1600 متر ضمن قاطع مسؤولية عمليات الفرقة غربي بغداد، في حين تمكنت قطعات الفرقة 17 وضمن عملياتها التعرضية من قتل 3 إرهابيين أحدهم قناص، وضبط ومعالجة 24 عبوة ناسفة، وتدمير عجلة تحمل سلاح أحادية وقتل مستقليها، والعثورعلى 4 صاروخ محلية الصنع، جنوبي غرب بغداد».
وعلى صعيد متصل أعلن قائد عمليات غرب بغداد اللواء الركن سعد حربية، بأنّ القوات الأمنية اقتحمت الأحياء القريبة من مركز مدينة الفلوجة، مشيراً إلى رفع 85 عبوة ناسفة خلال عمليات التطهير.
وقال حربية، إنّ «القوات الأمنية أقتحمت، اليوم، الأحياء المحاذية والقريبة من مركز مدينة الفلوجة منها حيي الشهداء الأولى والصناعي». وأضاف، أنّه «يجري تطهيرها من العبوات الناسفة ومن جيوب تنظيم «داعش» الإرهابي، فضلاً عن تفتيش المنازل»، لافتاً إلى أنّ «السلاح الهندسي نجح في رفع أكثر من 85 عبوة ناسفة خلال العمليات، وإلحاق خسائر فادحة في صفوف التنظيم».
وأشار حربية إلى أنّ «القطعات العسكرية استطاعت هدم شبكة من الخنادق العنكبوتية التابعة لداعش في الحي الصناعي».
وكانت القوات المشتركة، سيطرت على حي «الشهداء الثاني»، أحد الأحياء السكنية الجنوبية في المدينة، فيما ذكر مراقبون أنّ أمام القوات العراقية مناطق مهمة أخرى، تعتبر معاقل لـ«داعش» في الفلوجة، مثل حيي «نزال» و«الجولان».
من جهتهم أفاد ناجون ومصدر أمني أول أمس الأحد، أنّ «داعش»، أطلق النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من الفلوجة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين.
وأكد عدد من المدنيين الهاربين، الذين وصلوا إلى معسكرات للنازحين جنوب المدينة تشرف عليها منظمات إغاثية، مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات.
وصرّح ضابط في «قيادة العمليات المشتركة» للجيش العراقي أمس، بمقتل 18 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال قبل يومين، قائلاً: «العائلات كانت تحاول الفرار ولدى وصولها إلى تقاطع السلام جنوب المدينة، أطلق التنظيم النار باتجاه أفرادها بصورة عشوائية».
وأشار إلى أنّ القوات العراقية، التي كانت تبعد نحو 200 متراً ويفصل بينها وبين المناطق التي يسيطر عليها المتشددون ساتر ترابي يبلغ ارتفاعه ثلاثة امتار، أنقذت عدداً من الجرحى.
وكان الجيش العراقي أعلن تمكنه من تأمين المسار الأول لخروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة، وقالت جماعة إغاثة نرويجية إنّ آلاف الأشخاص استخدموه بالفعل للفرار في اليوم الأول من فتحه.
وقال الناطق باسم «قيادة العمليات المشتركة» العميد يحيى عبد الرسول، إنه تم تأمين طريق الخروج الجديد المعروف باسم «تقاطع السلام» إلى الجنوب الغربي من الفلوجة، مضيفاً أنّ «هناك طرقاً أخرى أعدت مسبقاً لكن الممر هو الأول الذي أمن بالكامل وهو طريق آمن نسبياً».
وأوضح الناطق إنّه جرّى تأمين تقاطع السلام بعدما طردت القوات العراقية المسلحين من مناطق واقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في الناحية الأخرى من وسط مدينة الفلوجة على الضفة الشرقية.
من جهته أعلن الناطق باسم «المجلس النرويجي للاجئين في العراق» كارل تشيمبري، والذي يساعد السكان على الفرار من المدينة، أنّ نحو 4 آلاف شخص فروا خلال الـ24 ساعة الماضية عبر «تقاطع السلام».
وجنوب الموصل أعلنت العمليات المشتركة العراقية إسقاط طائرة من دون طيار تابعة لداعش في قرية خرائب جبر التابعة لناحية القيارة.
القوات الأمنية العراقية حررت قريتي خرائب جبر والكرامة التابعة لناحية القيارة في إطار المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل من داعش.