أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بإجراء اختبار مفاجئ واسع النطاق لجاهزية القوات المسلحة الروسية.

وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّ الـ24 الساعة الأولى من فعاليات الاختبار، ستركز على تقييم قدرة القيادات المعينة بإدارة القوات وتنظيم عملياتها، على الحشد السريع للقوات وأداء المهام المحددة.

وأوضح شويغو خلال اجتماع لقيادات وزارة الدفاع الروسية، أنّ فعاليات الاختبار المفاجئ انطلقت في الساعة السابعة بتوقيت موسكو أمس، وستستغرق فعاليات الاختبار 8 أيام، حتى 22 حزيران الجاري.

ومن المقرر أنّ يجري خلال الاختبار تقييم مصونية مخازن الأسلحة والآليات القتالية التابعة للجيش، وجاهزية هيئات الإدارة في الجيش.

وتابع الوزير أنّه بالإضافة إلى هدف تدريب القوات وتهيئتها لتنفيذ المهام في سياق النزاعات المسلحة مختلفة الحدة وحالات الطوارئ، يجب إيلاء اهتمام خاص بقدرة الجيش على التعبئة السريعة، وحالة وحدات الاحتياط ومخازن الأسلحة والآليات القتالية.

كما يُختبر خلال الفعاليات قدرة هيئات الأركان التابعة لتشكيلات القوات، على التنسيق مع مراكز التجنيد ومؤسسات السلطة التنفيذية المحلية، بالإضافة إلى اختبار جاهزية نظام إدارة القوات عن طريق نشر مراكز إدارة متنقلة لتنسيق عمل التشكيلات والقوات الإضافية التي يتم إشراكها في العمليات.

وزير الدفاع الروسي أشار إلى أنه من المخطط إيلاء اهتمام خاص بإدارة الهيئات العملياتية لدى التخطيط لاستخدام القوات المسلحة في مختلف أنواع الطوارئ، وقدرة القوات على الدفاع عن الأراضي.

هذا وكلف شويغو خلال الاجتماع المسؤولين المعنيين بإبلاغ الملحقين العسكريين الأجانب بفعاليات الاختبار المفاجئ لجاهزية القوات المسلحة الروسية.

في غضون ذلك، و لأول مرة تمكنت روسيا من الصعود في ترتيب الدول الأكثر امتلاكاً للقوة الناعمة وصولاً إلى قائمة الدول الـ30 الأقوى.

ويعكس هذا الترتيب السنوي الذي تقوم به وكالة «Portland» البريطانية للعلاقات العامة، قدرة دول مختلفة على التأثير على البلدان الأخرى عن طريق قيمها الاجتماعية بدلاً من الأموال أو الأسلحة.

وحسب تسريبات صحفية ظهرت قبل نشر القائمة رسمياً، احتلت روسيا المركز الـ27، وذلك على خلفية تراجع حدة النزاع المسلح في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا، بالإضافة إلى فعالية العملية الروسية ضد تنظيم «داعش».

وفي القائمة المماثلة للعام الماضي كانت روسيا في قائمة الدول الـ50 الأكثر نفوذاً من حيث «القوة الناعمة»، أما في العام الحالي، فقد احتلت الولايات المتحدة المركز الأول، بدلاً من بريطانيا التي جاءت على رأس القائمة العام الماضي، في حين احتلت ألمانيا المركز الثاني هذا العام و تلتها اليابان.

وفي السياق، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أنّ وزارة الدفاع والسلطات الأمنية الروسية «تراقب تنقلات قوات الدول الأجنبية عند حدودنا، وتتخذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على أمن روسيا».

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قد قال في وقت سابق، إنّ الحلف سيزيد عدد المناورات العسكرية والدوريات الأمنية في شرق مجال عمله، زاعماً أنّه من المقرر تعزيز «الناتو» لمواجهة التهديدات الآتية مما وراء حدود مجال عمله الشرقية والجنوبية.

جاء ذلك في وقت، قال فرانس كلينتسيفيتش نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي، إنّ «الناتو» يخطط بأمر من واشنطن لإنعاش عمل 10 قواعد عسكرية سوفيتية في منطقة البلطيق في إطار استراتيجية «رد عالمي» ضد روسيا.

كلينتسيفيتش أضاف «في كل منها القواعد السوفيتية قد يعمل عدد يتراوح بين 100 و500 شخص. ويجري الحديث عن هذه القواعد تحديداً في إطار تحضير الولايات المتحدة القواعد لاستراتيجية رد عالمي فوري».

وبحسب قول السيناتور الروسي، يجري حلف الأطلسي إعداد هذه الاستراتيجية «بأمر من الولايات المتحدة»، موضحاً أنّ الاستراتيجية المذكورة تفترض 3500 4000 عملية إطلاق تستهدف أهم منشآت في روسيا تشمل مراكز قيادة ومصانع ووسائل هجوم نووي واتصالات.

و رأى كلينتسيفيتش أنّ نشر عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا يهدف إلى «تحويل الانتباه»، مشيراً إلى أنّ البنى التحتية للدرع الصاروخية لها استخدام مزدوج ويمكن نصب صواريخ «توموهاوك» على منصات الإطلاق بدلاً من وسائل مضادة للصواريخ.

وفي سياقٍ متصل أفاد مصدر في قيادة حلف «الناتو» أمس، بأنّه يمكن نشر كتائب متعددة الجنسيات للناتو شرقي أوروبا في بداية عام 2017 المقبل.

وقال المصدر قبل عقد اجتماع لوزراء الدفاع للحلف في بروكسل إنّ نشر القوات المتعددة الجنسيات عملية معقدة جداً، وإنجازها يمكن واقعياً في مطلع العام المقبل، مؤكداً أنّ القمة في ستتخذ قراراً نهائياً بشأن عدد قوات الكتائب وهيكليتها، مشيراً إلى أن الكتائب ستنشر في بولندا ودول البلطيق الثلاث.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى