«داعش» يتقهقر… الفعل للسوريين وحلفائهم… والصيت للأميركيين!

مرّة أخرى تحاول الصحافة الأميركية تلميع صورة إدارتها في محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط. فبعد عشرات لا بل مئات التقارير التي مجّدت «انتصارات» حلف واشنطن على تنظيم «داعش» عام 2014 وما قبله، وبعد النتائج الميدانية الباهرة التي يحققها الجيش السوري بالتعاون مع روسيا وإيران والمقاومة، ما دحض ادّعاءات واشنطن، وبعد الدخول المتأخر للقوات البرّية الأميركية والفرنسية إلى ميدان الحرب في سورية، ها هي الصحافة الأميركية تحاول قطف ثمار الانتصارات على «داعش»، معتبرةً أنّ هذه الانتصارات حُقّقت بسبب تدخّل القوات الأميركية.

في هذا الصدد، نشرت مجلة «ديلي بيست» الأميركية تقريراً جاء فيه: يبدو أن منبج ستسقط في يد المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين من القوات الخاصة الأميركية والفرنسية في المستقبل القريب. لكن هدفهم التالي ما يزال علامة استفهام. من هذه القاعدة في قرية مجاورة، استطعنا أن نرى مقاتلة «أف 16» وهي تطير فوق مواقع «داعش» في مدينة منبج. وبعد أسبوع واحد من القتال، تمكن مقاتلون أكراد وعرب مدعومون من الولايات المتحدة من محاصرة هذا المعقل «الداعشي» المجاور للحدود التركية في سورية، بشكل كامل تقريباً.

تتلقى «قوات سورية الديمقراطية» المكوّنة من خليط من المقاتلين العرب والأكراد الدعم من القوات الخاصة الأميركية والفرنسية على الأرض، والتي تقدم المشورة والتنسيق مع المقاتلين المحليين، وتستدعي الضربات الجوية لقوات التحالف. لكن هذه القوات ليست في عجلة من أمرها للاستيلاء على المدينة.

إلّا أنّ صحيفة «إيزفستيا» الروسية نشرت مقابلة مع المحلل السياسي السوري طالب زيفا، تحدّث فيها عن أسباب تدهور الأوضاع في شمال سورية وآفاق المواجهة. وقال زيفا: ليس سرّاً أن مفعول الهدنة يسري منذ شباط الماضي في سورية. ومع ذلك، فإن الإرهابيين لم ينظروا إليها كوسيلة تسمح بالدخول في حوار سياسي. لذلك، فهم منذ نهاية نيسان بدأوا بحملة واسعة في اتجاهات مختلفة، ويقصفون بالصواريخ المناطق الجنوبية لمدينة حلب، خصوصاً قرية خان طومان.

وعن الأكراد و«قوات سورية الديمقراطية» التي تتوجه نحو منبج، يضيف طالب زيفا: قبل كل شيء، أقول إن كل من يحارب «داعش» هو حليفنا، والأكراد ليسوا استثناء. ولقد أصبحت المشكلات السابقة في عداد الماضي، والأكراد حالياً جزء لا يتجزأ من سورية.

«إيزفستيا»: المعركة الحاسمة لن تكون في الرقة… بل في حلب

نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقابلة مع المحلل السياسي السوري طالب زيفا، تحدّث فيها عن أسباب تدهور الأوضاع في شمال سورية وآفاق المواجهة.

وجاء في المقابلة: تحدث المحلل السياسي طالب زيفا عن الأسباب التي أدّت إلى تفاقم الوضع في حلب، التي تتعرض لقصف مستمر من جانب «جبهة النصرة»، وقال: ليس سراً أن مفعول الهدنة يسري منذ شباط الماضي في سورية. ومع ذلك، فإن الإرهابيين لم ينظروا إليها كوسيلة تسمح بالدخول في حوار سياسي. لذلك، فهم منذ نهاية نيسان بدأوا بحملة واسعة في اتجاهات مختلفة، ويقصفون بالصواريخ المناطق الجنوبية لمدينة حلب، خصوصاً قرية خان طومان.

إضافة إلى هذا، يكثّف الإرهابيون هجماتهم على الأحياء الأرمينية في حلب، وحي الشيخ مقصود الذي يسكنه الأكراد. أما في الضواحي الشمالية للمدينة، فإن المواجهات الرئيسة تدور في منطقة معسكر حندرات. وتكمن المشكلة هنا في أن القوات السورية أوقفت قصفها بعد اتفاق الهدنة لمواقع الإرهابيين، الذين يستغلونه بدعم من تركيا والمملكة السعودية وقطر لاستجماع قواهم وتأمين إمدادات الأسلحة.

وتشارك في هذه المعارك تنظيمات «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» و«جيش الفتح» و«أحرار الشام». وعلى رغم أنّ الغرب يعدُّ بعض هذه التنظيمات «معارضة معتدلة»، فإنها تتعاون مع الإرهابيين. والمقصود هنا «جبهة النصرة» و«أحرار الشام».

وكانت روسيا قد طلبت من الولايات المتحدة عزل ما يسمّى «المعارضة المعتدلة» عن الإرهابيين ولكن واشنطن ليست في عجلة من أمرها ما تسبب في وقوع عشرات الضحايا يومياً بين قتيل وجريح.

وانطلاقاً من هذا، يمكننا أن نقيِّم بصورة إيجابية نتائج اللقاء الأخير الذي جمع بين وزراء دفاع روسيا وإيران وسورية، في شأن توجيه الضربات إلى مواقع التنظيمات التي تنتهك اتفاق الهدنة، وفي مقدّمهم «جيش الإسلام» و«جيش الفتح» و«أحرار الشام».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشار إلى أن الوقت كان كافياً لتتمكن «المعارضة» من تحديد موقفها. غير أن من الواضح جدّاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا والشرق الأوسط لا يسعون إلى إيجاد تسوية سلمية للنزاع. وهنا ليس بوسعي سوى تكرار ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد من أن حلب ستكون مقبرة لأردوغان ومسلّحيه.

وحول العلاقة بين تفاقم الوضع في حلب وهجوم القوات السورية على الرقة، قال طالب زيفا إن الإرهابيين ظنوا أن بإمكانهم استعادة المواقع التي فقدوها سابقاً في حلب، بينما يكون القسم الأساس من القوات السورية منشغل بالهجوم على الرقة. لابل أكثر من هذا، هم يدركون جيداً أنه إذا نجحت القوات السورية في تحرير الرقة، فإن حلب ستكون هدفها المقبل. لذلك يحاولون التحضير جيداً للمعركة المقبلة.

وإضافة إلى ذلك، فإن استعادة السيطرة على حلب تسمح بفرض شروط جديدة لتسوية النزاع في البلاد بمشاركة التنظيمات، التي تسعى فعلاً إلى التسوية السلمية، وليس بما يسمى «مجموعة الرياض» المدعومة من المملكة السعودية والولايات المتحدة.

ويضيف المحلل السياسي السوري: مع أننا في سورية نفهم جيداً ألا علاقة لهذه المجموعة بـ«المعارضة» لا من قريب ولا من بعيد، فإنها بالنسبة إلى واشنطن والرياض تشكل الأمل الأخير في تنفيذ خططهما. وعلى رغم أن الرقة تعدُّ معقل «داعش»، فإن الأهمية الأساسية في هذه الحرب تعود إلى حلب، حيث من أجلها ستدور المعركة الحاسمة.

وعن الأكراد و«قوات سورية الديمقراطية» التي تتوجه نحو منبج، يضيف طالب زيفا: قبل كل شيء، أقول إن كل من يحارب «داعش» هو حليفنا، والأكراد ليسوا استثناء. ولقد أصبحت المشكلات السابقة في عداد الماضي، والأكراد حالياً جزء لا يتجزأ من سورية.

وختاماً، يقول طالب زلفا: علينا أن ندرك أنه يعيش إلى جانب الأكراد، العرب والأرمن والآشوريون وغيرهم من القوميات والطوائف. بيد أن الولايات المتحدة تستغل شعور الأكراد القومي، ملمّحة إلى إنشاء دولة كردية مستقبلاً ولكننا في هذه المرحلة نقاتل ضدّ عدوّنا المشترك.

«تايمز»: منشقون عن «داعش» يصفون أوضاعه الراهنة

قال أربعة منشقين عن تنظيم «داعش» لصحيفة «تايمز» البريطانية، إن مسلحي التنظيم يتزاحمون لمغادرة «أرض الخلافة» المتداعية، بعد الهزائم الكبيرة التي تلقاها مؤخراً في سورية والعراق.

ونقلت الصحيفة، في تقرير أعدّته مراسلتها في مدينة غازي عنتاب التركية عن المنشقين الأربعة، المنحدرين من عشيرة واحدة، وصفهم كيفية تصاعد الهلع والقسوة والعنف المريض خلال الأسبوع الماضي.

وهرب الشباب الأربعة، اثنان منهم شقيقان، قبل ستة أسابيع ويعيشون الآن بصمت مع عائلاتهم، خشية القبض عليهم وقتلهم من قبل جواسيس تنظيم «داعش»، وسط أعداد متزايدة من المنشقين الذين يغادرونه، بعد تعرض معاقله في سورية والعراق لهجمات متزايدة.

وقال أبو عمر 25 سنة إن الحياة كانت مأسوية في «أرض الخلافة»، مضيفاً أن الناس ليسوا سعداء، وكثيرون منهم يريدون المغادرة، فهم يسرقون من الناس ويقتلون مقاتليهم، وأحياناً من دون سبب.

وإلى جانبه، كان شقيقه الذي كان يدخن سجائر رخيصة مهرّبة، في تهمة تعتبر كبيرة في مناطق التنظيم، في حين أضاف محمود، ابن عمهما أنه عند وصولهم كانوا عادلين ومنصفين، وهم ليسوا كذلك الآن، كما أن الحياة أصبحت أسوأ بعكس ما توقعنا.

وأشارت «تايمز» إلى أن تنظيم «داعش» يواجه ضغوطاً من قوات النظامين السوري والعراقي، إضافة إلى تلقيه هجمات من «قوات سورية الديمقراطية»، المليشيا المدعومة أميركياً، والتي كانت تحاصر منبج، معقل التنظيم في ريف حلب الشمالي.

ويقدر مسؤولو الأمم المتحدة أعداد مسلحي التنظيم بـ25 ألف مسلح في سورية والعراق، أي أقل بعشرة آلاف من السنة الماضية، بعد هزيمة التنظيم في عين العرب كوباني، وسيطرة القوات الكردية عليها.

وأضاف أبو عمر: «بعد معركة كوباني، اكتشف المقاتلون أنهم كانوا يخسرون، وبدأ كل المقاتلين الكبار بالمغادرة لشعورهم باليأس». مشيراً إلى أن التنظيم بدأ بتجنيد الأطفال السوريين والعراقيين حينذاك، لأنه من الأسهل إقناعهم بتفجير أنفسهم.

وأصبح العنف شديد الانتشار في مناطق التنظيم، حيث بدأ المسلحون بإرهاب السكان والمقاتلين الذين يعيشون في مناطق سيطرتهم، إذ قال أبو عمر: «رأينا امرأة رجمت حتى الموت لمحاولتها الهرب، على يد امرأة أجنبية أخرى».

ونقل أبو عمر عن شقّ ضابط في الجيش السوري، عبر ربطه بسيارتين بالحبال.

واستعان المقاتلون الأربعة، الذين كانوا يقاتلون مع «الجيش الحرّ»، قبل انضمامهم إلى تنظيم «داعش»، بمساعدة قادتهم السابقين لتهريب عائلاتهم إلى مناطق سيطرة «الثوار»، حيث ادّعوا أمام حراس التنظيم أن النساء المغطيات بالنقاب الذي يغطي كل شيء سوى عيونهن، كن أمهاتهم وزوجاتهم اللواتي غادرن بعد زيارة.

وبعد ذلك بثلاثة أشهر، هرب الرجال تحت جنح الظلام بتهريبهم عبر الحدود، بمساعدة «الجيش الحرّ».

وقال المنشقون لـ«تايمز» إن الهروب أشدّ صعوبة على المقاتلين الأوروبيين، فعدد منهم لا يستطيعون التحدث بالعربية، كما أن جوازاتهم صادرها تنظيم «داعش»، ما يجعلهم يواجهون الاعتقال إن عادوا إلى بلدانهم.

وتنتهي مثل هذه المحاولات عادة بكوارث، حيث استذكر خالد، أحد الشباب الأربعة، قصة هرب «محمد الأميركي» وزوجته وابنيه 5 و9 سنوات ، عندما انفجروا بالألغام الأرضية المزروعة على طول الحدود التركية.

وتعتبر فرصة الهروب الوحيدة هي عبر المهربين إلى تركيا، ومنها يمكنهم الإكمال.

وقال «أبو شجاع»، المحامي من الرقة، إنه ساعد في هروب مئة منشق من أوروبا ـ ثلاثون منهم من فرنسا وعشرةٌ بريطانيون ـ خلال الأشهلا الـ18 الماضية.

وأضاف أبو شجاع لـ«تايمز» من مدينة شانلي أورفا على الحدود التركية الموازية للرقة السورية، أن عدد الأشخاص الذين يريدون المغادرة ازداد بشكل كبير، فالناس ينخدعون بالدعاية على الإنترنت، وعندما يصلون يكون الأمر مختلفاً، لكنهم لا يستطيعون فعل شيء تجاه ذلك.

وتقوم شبكته من الجواسيس، الذين يتحدث عدد منهم الإنكليزية والفرنسية، بمسح السجون ومقاهي الإنترنت في مدينتي الرقة والباب السوريتين، والفلوجة في العراق، بحثاً عن أيّ راغب بالانشقاق.

وتتقاضى الشبكة من الراغبين بالانشقاق عشرات آلاف الدولارات، حيث يعتمد السعر على مدى قدرة الشخص على الاندماج بالجالية المحلية، فالأوروبيون السود يكلفون أكثر، في حين يكلف أولئك الشبيهون بسكان الشرق الأوسط أقل.

وقال «أبو شجاع» إن معظم الأشخاص المغادرين فرنسيون، فعندما يأتون إلى القنصلية، يحصلون على جوازات جديدة ويتمكنون من العودة، بعد بقائهم بضعة أيام للتحقيق قبل إطلاق سراحهم. مشيراً إلى أن هناك كثيرين من البريطانيين الراغبين بالمغادرة، لكن حكومتهم لا تساعدهم.

وقال دبلوماسي غربي إن هناك ما يقارب 50 منشقاً عن تنظيم «داعش» قدموا إلى سفارة أوروبية في اسطنبول هذه السنة، مدّعين أنهم فقدوا جوازاتهم، ليصبح العدد خلال السنة الماضية 80، مشيراً إلى أن العدد سيزداد بعد هجوم الرقة.

أما بالنسبة إلى الشباب الأربعة، فتبدو الحياة قاتمة، حيث قال أحدهم: لا أعلم إلى أين سنذهب، فنحن نريد الابتعاد، لكن أوروبا غالية جدّاً، وأضاف: نعلم أن هناك أشخاصاً يريدون قتلنا. خاتماً: إننا نشعر بالضياع.

«ديلي بيست»: «داعش» يتداعى عند الحدود التركية

يبدو أن منبج ستسقط في يد المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين من القوات الخاصة الأميركية والفرنسية في المستقبل القريب. لكن هدفهم التالي ما يزال علامة استفهام.

من هذه القاعدة في قرية مجاورة، استطعنا أن نرى مقاتلة «أف 16» وهي تطير فوق مواقع «داعش» في مدينة منبج. وبعد أسبوع واحد من القتال، تمكن مقاتلون أكراد وعرب مدعومون من الولايات المتحدة من محاصرة هذا المعقل «الداعشي» المجاور للحدود التركية في سورية، بشكل كامل تقريباً.

وقالت مقاتلة أنثى على جهاز اللاسلكي للمقاتلين في خطوط الجبهة الأمامية أن يكونوا حذرين إزاء تحديد مواقعهم. «كونوا دقيقين في إعطائي مواقعكم، وإلا فإن كثيرين سيقتلون، ونحن لا نريد أن نقتل الأبرياء». قالت ذلك بصوت مرتفع بما يكفي لتسمعه حفنة من الصحافيين في هذه الموقع.

تتلقى «قوات سورية الديمقراطية» المكوّنة من خليط من المقاتلين العرب والأكراد الدعم من القوات الخاصة الأميركية والفرنسية على الأرض، والتي تقدم المشورة والتنسيق مع المقاتلين المحليين، وتستدعي الضربات الجوية لقوات التحالف. لكن هذه القوات ليست في عجلة من أمرها للاستيلاء على المدينة.

يقول المقاتل الكردي شيرفان كوباني، لمجلة «ديلي بيست»: «من الجهة الشمالية، سمحنا بإبقاء طريق مفتوح وتجاوزنا طريقاً بين حلب ومنبج. ونحن نفعل ذلك حتى نتجنب تدمير المدينة، ومن أجل السماح للمدنيين بالهروب، ولإعطاء مقاتلي داعش خيار الهرب».

وقال كوباني إن ما يدعى «داعش» في مراحله الأخيرة في منبج. وأضاف: «داعش لا يستطيع مقاومتنا، وسوف ينسف مقاتلوه أنفسهم قرب المدنيين عندما نصل إليهم. إنهم ضعيفون جداً الآن، ويلبسون ملابس النساء ليتمكنوا من الفرار».

وحتى مع الغلو في الثقة الذاتية الذي تصنعه المنجزات في ساحة المعركة، يبدو فعلاً أنّ «داعش» يصبح أضعف، وغالباً ما يعمد مقاتلوه إلى قتل أنفسهم قبل الاستسلام لمقاتلي «قوات سورية الديمقراطية».

يقول «حسن أبو علي»، المنتمي إلى مجموعة تابعة لـ«الجيش الحرّ» والتي تعمل مع الأكراد، إن «داعش» قد كُسر الآن. ويضيف: «انكسر خط داعش الأول في الحالولة والشيخ حجي ومصطفى حمادة. الآن سيكون الأمر سهلاً علينا، مع أنه كان صعباً جداً في البداية».

«الآن أصبحوا يدركون أنهم محاصرَون في منبج، ونحن نعطيهم مهلة ثلاثة أيام للهرب، وفي غضون بضعة أيام سوف نتخلص منهم. نحن نسمح ببقاء الطريق الرئيس إلى قرية الغندورة مفتوحاً، حتى يستطيعوا استخدامه للهرب. لكننا ربما نقطع هذا الطريق أيضاً».

وقال مجلس منبج العسكري الذي شكلته «قوات سورية الديمقراطية» من أجل استعادة المدينة من «داعش» في بيان: «وجود المدنيين في المدينة وعنايتنا بسلامة هذه العائلات تجبرنا على التحلّي بالصبر».

لكن العقيد كريستوفر جيفر، المتحدّث بِاسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ «داعش»، يبدو أقل تفاؤلاً إزاء التخلص من التهديد الجهادي. وقال جيفر: «قابلت قوات سورية الديمقراطية مقاومة شديدة من داعش في بداية العملية، وفي بعض النقاط على الطريق أيضاً. نحن نقدر أن داعش سيقاتل بشدة من أجل الاحتفاظ بمنبج لأنها مفتاح رئيس على طريق الاتصالات من الرقة».

وأضاف جيفر: «لقد استخدم داعش التكتيكات نفسها التي كنا قد شاهدناها من قبل عندما يدافعون عن منطقة ثم يقومون بتسليمها، بما في ذلك الاستخدام الكثيف للعبوات الناسفة البدائية من أجل إبطاء تقدم القوات، وكذلك إلحاق ضرر كبير بالبنية التحتية التي يخسرونها».

يبدو القرويون في هذه المنطقة داعمين لـ«قوات سورية الديمقراطية» بقوة. وتقول «أمّ فاروق»، وهي امرأة محلية عمرها 60 سنة، للمقاتلين المحليين وهي تبتسم: «عسى الله أن يدمرهم، الحمد لله على أنكم تخلصتم منهم». ويمكن رؤية مدنيين عرباً آخرين وهم يرقصون رقصات النصر، ويعانقون مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية».

يقول مصطفى محمد الأحمد: «كنا ننتظر قدوم قوات سورية الديمقراطية ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة. لقد حرّرونا من داعش ونحن نشكرهم». وفي الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان المدنيون المحليون يمكنهم أن ينضمّوا إلى «داعش» بسبب «الضرر الجانبي» الذي تسببت به الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، قال الأحمد: كلا. وأضاف: «إن قوات التحالف لم تقتل المدنيين، إنهم دقيقون».

ويقول بعض المدنيين إنه من المبكر كثيراً معرفة ما إذا كانت «قوات سورية الديمقراطية» سوف تشكّل حضوراً إيجابياً، حتى مع أنهم سعيدون بالتخلص من «داعش».

ويبدو أن السكان المدنيين يساعدون المقاتلين الأكراد المحليين في مطاردة مقاتلي «داعش» المحتملين في القرى الواقعة على بعد خمسة إلى عشرة كيلومترات من الخطوط الأمامية. وفي مكان ليس ببعيد، تمكن رؤية القوات الأميركية الخاصة، التي يغطي أفرادها وجوههم عندما يكونون في مرمى نظر الصحافيين، وهم ينسقون مع «قوات سورية الديمقراطية».

ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت «قوات سورية الديمقراطية»، بعد الاستيلاء على الموصل، ستعود إلى محاربة «داعش» في الرقة، أم أنها ستنتقل في اتجاه جرابلس والباب من أجل فتح ممر من بلدة كوباني إلى عفرين، وتوحيد الإدارات التي يقودها الأكراد.

وحتى مع أن المقاتلين العرب ما يزالون يظنون أنهم سيتحركون في اتجاه الرقة بعد إلحاق الهزيمة بـ«داعش» في منبج، يقول المقاتل الكردي شيرفان كوباني: «نعم، سوف نذهب في اتجاه أعزاز وعفرين».

وأضاف: «نحن مستعدّون لتحرير مدينة الرقة، لكن التحالف قرّر التحرّك في اتجاه منبج. ربما ـ اعتماداً على الظروف ـ سيذهب التحالف الدولي إلى شمال الرقة بعدما يتمّ تحرير منبج».

وفي هذه الأثناء، تتحرّك «قوات الحكومة السورية»، وهي عدوّ آخر للمقاتلين هنا، في اتجاه الرقة من الغرب، كعلامة على أنه حتى عندما يُمنى «داعش» بهزائم كبيرة، فإن الحرب وتعقيداتها تظلّ أبعد ما تكون عن الانتهاء.

«تايمز»: «غولدمان ساكس»… الأخطبوط مصّاص الدماء

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لهاري ويلسون يقول فيه إن شركة «غولدمان ساكس» المصرفية الأميركية كانت توصف بأنها أخطبوط ضخم يلتفّ حول وجه البشرية.

ويضيف إنه إذا كان المصرف الذي يتّخذ من وول ستريت مقراً له يعتقد أنه أصلح سمعته بعدما أطلق عليه اسم «الأخطبوط مصاص الدماء» عام 2010، فإن قضية تنظر أمام المحكمة العليا مرّغت اسمه في الوحل مجدّداً.

ويقول ويلسون إن البنك المصرفي الشهير متّهم بجلب بائعات هوى في فنادق فاخرة لعملاء من الشرق الأوسط.

ويضيف أن لبّ القضية أن «غولدمان ساكس» يتّهم بأنه كان مسؤولاً عن خسائر تصل إلى 1.2 مليار دولار مُني بها صندوق استثماري ليبي مملوك للدولة في عهد القذافي. ويتّهم المصرف بأنه حقق أرباحاً من الصفقة الخاسرة تقدر بـ370 مليون دولار.

وتزعم هيئة الاستثمار الليبية أن يوسف كباج، وهو مسؤول مصرفي سابق في «غولدمان ساكس»، اصطحب شقيق مسؤول ليبي كبير في رحلة مدفوعة المصاريف تماماً، إلى دبي عام 2008، حيث دفع لعاهرتين 600 دولار لتمضية الليلة معهما في فندق فاخر.

ويضيف ويلسون أن كباج كان يسخر في إيميلات أرسلها إلى المصرف من عدم خبرة المسؤولين الليبيين المصرفية والمالية، على رغم أن «غولدمان ساكس» نصحت هيئة الاستثمار الليبية بشراء أسهم في شركات أصبحت عديمة الجدوى والقيمة بعد سنتين.

«تلغراف»: هل يمكن للغرب التسامح مع المسلمين الذين يكرهون المثليين؟

نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية مقالاً لتيم ستانلي يقول فيه إن الإسلام لديه مشكلة مع المثليين، وكذلك عدد من المحافظين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأضاف أنّ عمر متين، الذي قتل 50 شخصاً في ملهى ليليّ، إسلامي إرهابي ومعاد للمثليين.

وأشار إلى أنّ بعض الناس يرون أن الدين الإسلامي لا يتماشى مع الحياة الغربية بسبب موقفهم إزاء المثليين. وأردف: هل هم صائبون بتفكيرهم هذا؟ مشيراً إلى أن الأمر معقّد، ولا حرج بإقرار ذلك الأمر.

وتابع: لا يمكننا أن نتوقع أن يقرّ المرشح المحتمل للحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بالأمر، إذ إنه عمد إلى تكرار ندائه السابق ذاته بحظر هجرة المسلمين إلى أميركا.

وأردف ستانلي أنّ الدين الإسلامي ليس الجهة الوحيدة التي دفعت متين إلى اتخاذ موقف من المثليين، وتلقينه بأن المثليين سيذهبون إلى النار، إذ إنه في حال استمع لأيّ إذاعة إنجيلية فسيكون قد سمع النصيحة نفسها.

وأوضح كاتب المقال أن المثلية أضحت معترفاً بها في الغرب منذ الستينات، كما أن زواج المثليين أصبح معترفاً به منذ عشر سنوات فقط. وختم بالقول إن الإسلاميين لديه مشكلة مع المثلية الجنسية كغيرهم من المحافظين، إلا أن عليهم الالتزام بالقوانين واحترام مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة، كما أن عليهم احترام حق الجميع بالحياة.

«صن»: لتأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

دعت الصحيفة البريطانية الشعبية «صن» في عنوانها الرئيس أمس الثلاثاء قرّاءها إلى تأييد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي سيُجرى في 23 حزيران.

واستخدمت الصحيفة في عنوانها الرئيس عبارة تعني «آمنوا ببريطانيا»، لكنها أبرزت بالأحرف الكبيرة جزءاً منها يشكل كلمة تعني «خروج» ليف .

وكتبت الصحيفة: نحن على وشك اتخاذ أكبر قرار سياسي في حياتنا. وأضافت أن «صن» تدعو اليوم الجميع إلى التصويت من أجل الخروج.

وأفاد استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه بعد ظهر الاثنين الماضي في النسخة الإلكترونية لصحيفة «غارديان» أن معسكر مؤيّدي مغادرة الاتحاد يأتي في الطليعة 53 في المئة ويتقدّم بستّ نقاط على معسكر أنصار البقاء في الكتلة الأوروبي.

وكانت نتائج استطلاعين نشرت في نهاية الاسبوع رجحت كفة مؤيدي الخروج من الاتحاد بينما بات معدل الاستطلاعات الستة الاخيرة الذي قام موقع «وات يو ثينك» باحتسابه يشير إلى تقدّم مؤيدي الانسحاب من الاتحاد 52 في المئة مقابل 48 في المئة .

وقالت صحيفة «صن» التي تعتبر محافظة، في افتتاحيتها: «إنّ خروجاً من الاتحاد سيسمح في إعادة تأكيد سيادتنا، وينقلنا إلى مستقبل أمّة قوية مستقلة يحسدها الجميع».

وأضافت أنّ مستقبل بريطانيا سيكون أكثر ظلاماً داخل الاتحاد الأوروبي وسيبتلعه التوسع المتواصل للدولة الفدرالية الألمانية.

وتابعت: «بلدنا لديه تاريخ مجيد. وهذه فرصتنا لجعل بريطانيا أفضل ولنستعيد ديمقراطيتنا ونحمي القيم والثقافة التي نعتزّ بها على وجه حقّ».

وأكّدت «صن» التي يملكها قطب الإعلام الأسترالي الأميركي روبرت موردوك: «علينا أن نتحرّر من دكتاتورية بروكسل»، واصفة الاتحاد الأوروبي بأنه يزداد طمعاً وإنفاقاً وترنّحاً.

ورأت الصحيفة البريطانيا أن الحملة التي تدعو إلى البقاء في الاتحاد كانت شريرة ووقحة، متهمة مؤيدي هذا الموقف بمحاولة ترهيب من الخروج من التكتل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى