الجيش اللبناني الوحيد الذي يحافظ على وحدة لبنان… والمطلوب دعمه وتأمين السلاح والغطاء السياسي له لمواجهة الإرهاب المقاومة الفلسطينية لن تقبل باتفاق لا يلبّي مطالب شعبها وهي مستعدّة لحرب استنزاف طويلة مع العدوّ
تشكّل مؤسسة الجيش اللبناني المؤسسة الوحيدة التي تجمع لبنان وتحافظ على وحدته، خصوصاً في هذه المرحلة التي تواجه فيها الخطر الإرهابي التكفيري. ولهذا يجب تأمين السلاح اللازم للجيش، وتوفير الغطاء السياسي له. فلبنان لا يزال في قلب العاصفة، وهناك بعض المناطق التي تحتاج إلى حزم كبير لكنها بحاجة إلى تغطية سياسية. فمكافحة ظاهرة التكفيريين في لبنان بحاجة إلى جهد، وموقف سياسي موحد. إلى جانب دعم الجيش، خصوصاً أن خطر هذه الظاهرة أضحى حقيقياً.
أما إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، فإنه يحتاج إلى معالجة مشكلة اضطهاد السنّة، وإن هذا التنظيم قد ينتصر على كل خصومه على رغم الدعم الدولي لهم كما انتصر الحزب الشيوعي على خصومه في روسيا وأسس الاتحاد السوفياتي، ولهذا فإن المطلوب التحدّث مع العشائر السنّية التي تمتلك القدرة على طرد تنظيم «داعش» وقد سبق لها أن فعلت ذلك، لكن العشائر تريد أولاً الحصول على الدعم على غرار الأكراد، وأن يكون لها دورها في التركيبة السياسية بعد تمكنها من هزيمة «داعش».
من ناحية ثانية، فإن المقاومة في فلسطين مستعدّة لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد مع العدو «الإسرائيلي» وهي منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان ستبدأ الاستعداد للحرب المقبلة، غير أنّها لن تقبل بتوقيع أيّ اتفاق لا يلبّي مطالب الشعب الفلسطيني ولا إقامة منطقة عازلة حتى ولو كانت لمتر واحد. وكل ما يريده الشعب الفلسطيني من القاهرة فتح معبر رفح، في حين أن الهدف الأساس من قتال المقاومة لـ«إسرائيل»، تحرير الأرض لا فتح المعابر فقط.
على صعيد آخر، فإن فرص التوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني متاحة الآن أكثر من السابق، وقد أُحرز تقدّم خلال المفاوضات التي جرت في السنة الحالية، غير أن السياسة الأميركية والضغوط والعقوبات التي لا تزال سارية، تعوق التوصل إلى النتائج المطلوبة، ما يشكل عاملاً ضاغطاً على المفاوضات.
إلى ذلك، فإن ما يجري في تركيا من تفضيل حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو لمنصب رئاسة الحكومة، بدلاً من رئيس الجمهورية السابق عبد الله غول، إنما يعكس وجود تغييرات وانقسامات داخل الحزب الحاكم، ما يؤشر إلى أن الحكومة الجديدة ستواجه مشكلات عميقة.