مهنا لـ«البناء» و«توب نيوز»: لا يمكن الدولة توسّل فئات تشكّل غطاءً لـ«داعش»

حاوره: محمد حمية

أكد نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا «أنّ وظيفة التنظيم الإرهابي «داعش» في سورية والعراق ولبنان هي العمل على تجويف خط المقاومة والممانعة في المنطقة»، متسائلاً عن تدخل أميركا والغرب عندما اتجه «داعش» نحو أربيل وكركوك؟ وعدم اعتبار «داعش» في العراق وسورية ولبنان تنظيماً إرهابياً؟ منتقداً سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية والسابقة والتي لا تزال سارية المفعول مع الحكومة الحالية!

ورداً على سؤال اعتبر مهنا «أنّ إيران تقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد لأنه يمثل الخيارات والثوابت القومية، ووقفَ مع وحدة العراق ضدّ الغزو الأميركي، ووقف مع المقاومة في لبنان وفلسطين، والآن يدافع عن العالم العربي بأسره وليس فقط عن موقع سورية ودورها».

وانتقد توجه الحكومة اللبنانية إلى الحوار مع فئات إرهابية ولو بالواسطة، وفي الوقت نفسه إقفال الباب على الحوار الرسمي والوطني والمسؤول بين الدولتين اللبنانية والسورية.

وعن الخطاب الأخير للسيّد حسن نصر الله أكد مهنا «أن الواجب لا يتجزأ، وعندما تستدعي الضرورة أن تقوم قوى الأمة الحية في الدفاع عن كيانها ومصالحها فلا حدود ولا جغرافيا أمام ممارسة هذا الواجب». وشدّد على «أنّ فلسطين هي بوصلة النضال القومي ولا تزال القضية الأبرز والأقوى حضوراً».

مواقف مهنا جاءت في حديث مشترك أدلى به إلى «البناء» وقناة «توب نيوز» حيث رأى «أنّ التنظيم الإرهابي المسمّى «داعش» هو فرع من أصل، والأصل هو «القاعدة» الذي فرّخ تنظيمات إرهابية بأكثر من تسمية»، مشيراً إلى «أنّ هذا التنظيم الإرهابي لم يتحرك بهذه السرعة في العراق إلا بعدما حقق الرئيس بشار الأسد والجيش السوري إنجازين كبيرين واستراتيجيّين، الأول هو الإنجازات الميدانية في أكثر من منطقة، والثاني هو إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فكان لا بدّ من الردّ عبر تطويق وإجهاض هذه النتائج المهمة، ومحاولة الحدّ من تفاعلاتها على المنطقة، وهذا هو سبب ما شهدناه ونشهده في العراق».

الإرهاب وضرب المقاومة

ولفت مهنا إلى «أنّ وظيفة «داعش» الرئيسية هي العمل على تجويف خط المقاومة والممانعة في المنطقة والمتمثل في سورية والمقاومة في لبنان وفلسطين، إضافة إلى الموقف الرسمي للحكومة العراقية المدعومة من العمق الذي تمثله الجمهورية الاسلامية في إيران، وهذا الخط يحقق ليس فقط ردّ المؤامرة بل ينتصر عليها تدريجياً».

وعن التحوّل في الموقف الغربي بعدما استشعر خطر «داعش» عليه، سأل مهنا: «لماذا تدخل الغرب عندما بدأ هذا التنظيم الإرهابي يتجه نحو أربيل وكركوك، الكيان الذاتي الموسّع للأكراد في شمال العراق؟». وأضاف: «الكيان الذاتي الموسّع للأكراد في شمال العراق بدا واضحاً أنّ حدوده محروسة بالطيران الأميركي وبالإرادة الاستعمارية لأكثر من سبب، لا سيما النفط، ثمّ مشروع تقسيم العراق وحماية المصالح الأميركية الحقيقية وتنفيذ رغبة العدو «الاسرائيلي» بالاستبقاء على هذا الكيان وتعزيزه ليتطوّر إلى دولة مستقلة منفصلة عن وحدة العراق».

وعن تحذير وزير الخارجية البريطاني من «إنشاء دولة إسلامية لـ«داعش» وتهديد الشواطئ الغربية» سأل مهنا: «لماذا أصبح «داعش» يشكل هذا الخطر ويجتمع مجلس الأمن ويصدر القرارات لمنع تمويله وتسليحه ولم يستفق إلى أنّ هذه المجموعات نفسها هي التي فتكت بنا في سورية على مدى ثلاث سنوات ونيّف وتهدّد لبنان بوحدته في الفترة الأخيرة؟ ولماذا نحارب «داعش» في العراق ولا نحاربه في سورية أو في لبنان؟»، وأكد «أن لا داعش في العراق ولا في سورية ولا في لبنان تمكّن من إرادة المقاومة، ولا «إسرائيل» الداعشية على أرض فلسطين وغزة تمكّنت من إرادة المقاومة».

الإرهاب خطر وجودي

وعما إذا كان هناك حلف دولي إقليمي يتشكل لضرب الإرهاب قال مهنا: «نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي دعونا منذ أشهر إلى قيام جبهة شعبية قومية وعربية لمواجهة خطر الإرهاب ومجموعاته بكل عناوينها»، موضحاً: «أنّ المعركة الأساسية هي مع القوى التي وظّفت الإرهاب وما زالت مستمرة في مشروعها».

وعن دور الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحرب على الإرهاب واستعداده للقتال في لبنان وسورية والعراق أكد مهنا «أننا لا ننتظر أحداً أن يدعونا إلى واجب ومسؤولية نتحمّلها دفاعاً عن شعبنا وأمتنا، ونحن حزب موجود على مدى هذه الجغرافيا القومية من لبنان إلى الشام إلى العراق إلى فلسطين نقاتل كلّ أعداء الأمة التي تُستهدف وحدتها وقضيتها وهويتها». وأضاف: «بالتأكيد كنا طرفاً أساسياً في الدفاع عن وحدة سورية وثوابت النظام الذي يمثله الرئيس بشار الأسد، وهذه القيمة التاريخية التي يمثلها الجيش السوري ببطولاته وإرثه وعقيدته ودوره المشرّف في الصراع القومي، ونحن في قلب هذه المعركة».

وتابع: «إذا كان الأميركي يتدخل في هذه الحرب فلماذا نعيب على المقاومة التدخل إذا رأت أنّ قلعة المقاومة تحتاج إلى من يساهم في الدفاع عنها وشدّ أزر جيشها وبنيتها المؤسساتية؟ مع العلم أنّ السوريين القوميين الاجتماعيين في سورية من كسب إلى السويداء يقومون بواجبهم القومي كمواطنين سوريّين والتزاماً بالاستراتيجية التي نمثلها».

وشدّد مهنا على «أنّ الرئيس بشار الأسد هو رئيس بإرادة الشعب السوري ويلقى دعماً من كلّ الأحرار في الأمة، وإيران تقف إلى جانب الرئيس الأسد لأنه يمثل الخيارات والثوابت والالتزامات القومية، ولأنه وقف مع وحدة العراق وضدّ الغزو الأميركي منذ الـ2003، وفي الـ2006 وقف مع المقاومة في لبنان، واليوم كما دائماً يدعم المقاومة في فلسطين، ويتولى الدفاع عن العالم العربي بأسره وليس فقط عن موقع سورية ودورها».

وعن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في عيد الانتصار قال مهنا: «عندما يلمّح السيد إلى أن قتال اسرائيل أسهل من قتال تلك المجموعات الارهابية فهو يضع أصبعه على الجرح، لأنّ تفتيت المجتمع وتمزيق وحدته واللعب على نسيجه ومكوّناته وتفجيرها هو حقل الألغام الذي ينفجر فيه».

وأضاف: «عندما تستدعي الضرورة ان تقوم قوى الأمة الحية في الدفاع عن كيانها ومصالحها فلا حدود ولا جغرافيا أمام ممارسة هذا الواجب، والجيش السوري يقوم بواجبه في كلّ المحافظات السورية ولا أعتقد أنه سيحتاج إلى مدّ يد العون لا في الرقة ولا في الحسكة، وطبعاً هناك خصوصية في كلّ معركة، وهذا المشروع الذي يقاتله الرئيس الأسد يهدّد لبنان فكان لا بدّ من التصدّي له دفاعاً عن لبنان وسورية».

وحول موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي من تفاوض الحكومة اللبنانية بالواسطة مع تنظيم «داعش» قال مهنا: «التبريرات التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية غير منطقية ولا تساعد في تعزيز فكرة الدولة وبنيتها ومؤسساتها، وبالتالي تضعف من كيان الدولة لأنّ الدولة لا يمكنها تحت أيّ ظرف أن تلجأ إلى توسّل فئات تشكل غطاء لـ«داعش» وأداة من أدوات التحريض ضدّ الجيش والمقاومة». وتابع: «هذا التوجه لحوار فئات إرهابية ولو بالواسطة وإقفال الباب على الحوار الرسمي والوطني والمسؤول بين الدولتين اللبنانية والسورية خطأ وخطيئة». وسأل: «إذا لم تتحاور الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية في هذا الظرف فمتى تتحاور؟ وهل تنتظر أمراً ما من غرفة عمليات ما؟ وأين مصلحة لبنان واللبنانيين؟» وأوضح «أنّ الجيش اللبناني دفع الثمن على رغم أنه تصدّى، لكنه في حاجة إلى غطاء سياسي وإلى سلاح وعتاد»، متسائلاً: «من منع السلاح عن الجيش؟».

فلسطين حاضرة بقوة

وعن الحرب في غزة قال: «فلسطين هي بوصلة النضال القومي، وهي في قلب ما يجري، لأنّ كلّ ما يجري هدفه شطب وإلغاء المرتبة التي تحتلّها فلسطين في الوجدان القومي والعربي والإنساني، والحرب التي ما زالت مستمرة في غزة اليوم تؤكد أنّ فلسطين لا تزال هي القضية الأبرز والأقوى حضوراً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى