واشنطن: لا نمتلك استراتيجية في ليبيا

أقرّ جنرال أميركي مرشح لقيادة القوات الأميركية في أفريقيا أمام الكونغرس، بأن الولايات المتحدة لا تمتلك «استراتيجية كبرى» للتدخل في ليبيا التي تشهد اضطربات.

وقال الجنرال، توماس والدهوسر، لدى مساءلته من قبل السناتور الجمهوري، جون ماكين: «أنا لست على علم بأيّ استراتيجية كبرى في الوقت الراهن».

وينتظر والدهوسر تصويتاً في مجلس الشيوخ للمصادقة على قرار إدارة أوباما بتعيّنه على رأس قيادة القوات الأميركية في إفريقيا.

وحالياً، تكتفي الإدارة الأميركية بإرسال عدد صغير من القوات الخاصة إلى ليبيا، لتكوين صورة أفضل عن الميدان وتحديد القوات المختلفة المتواجدة هناك.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، قال «نحن ننظر عن كثب إلى الوضع في ليبيا، ونفهم التهديد المحتمل الذي يشكله تنظيم «داعش» في ليبيا وأماكن أخرى».

ميدانياً، أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية تقدمها بمناطق جنوب وغرب مدينة سرت بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش» أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين شخصاً وإصابة حولي مئة آخرين.

وذكرت وكالة «فرانس برس» أنّ عدد القتلى بين صفوف القوات الحكومية المشاركة في عملية «البنيان المرصوص» جراء الاشتباكات العنيفة مع «داعش» في سرت أول أمس وصل إلى 34 شخصاً.

وأضافت الوكالة استناداً إلى مصادر طبية بمستشفى مدينة مصراتة، أنّ الاشتباكات أسفرت أيضاً عن إصابة ما لا يقل عن مئة مقاتل آخرين من القوات الحكومية.

وفي وقت سابق من الثلاثاء أعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» ارتفاع عدد القتلى في صفوف قواته إلى 18 قتيلاً جراء الاشتباكات العنيفة مع تنظيم «داعش» في سرت، الثلاثاء 21 حزيران.

وقال المركز الإعلامي، عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، إنّ القوات التابعة له «تواصل تقدمها بعد معارك ضارية مع عصابة «داعش» كلفتهم عشرات القتلى، وتسيطر على شعبية البحر والإذاعة الرسمية وإدارة الكهرباء وجامع بن همال، وأجزاء كبيرة من حي 700، وارتفاع عدد الشهداء إلى 18 شهيد».

وتخوض قوات «البنيان المرصوص» المكلفة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، منذ ساعات الصباح الأولى، مواجهات عنيفة مع مسلحي تنظيم «داعش» في مدينة سرت التي دخلتها منذ أسبوع لتحرير المدينة من قبضة التنظيم المتطرف.

وفي وقت سابق، أعلن مستشفى مصراتة المركزي أنّ قسم الحوادث والطوارئ استقبل حتى الآن 33 جريحاً من قوات «البنيان المرصوص»، مبيناً أنّ من بينهم 6 جرحى إصاباتهم حرجة نتيجة إصابات مباشرة في الرأس وحروق في الوجه، مشيراً إلى أنّه «تمّ إيواؤهم بالعناية المركزة».

وأضاف المستشفى عبر صفحته على موقع «فيسبوك» أنّ 27 جريحاً آخرين إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة، جراء تعرضهم لشظايا في الأطراف، مشيراً إلى أنّ الجرحى من مصراتة، وسبها وسرت والجفرة وودان.

وأعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، اليوم أنّ تقدم القوات التابعة له في «جميع المحاور معززة بنيران المدفعية، وضربات سلاح الجو الليبي في سرت» أسفر عن «عشرات القتلى في صفوف عصابة داعش».

وأعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أنّها تمهد لخوض معركة حاسمة مع تنظيم «داعش» في المنطقة التي تحاصره فيها في مدينة سرت.

وأشارت القوات التابعة لحكومة الوفاق، إلى أنّها أحبطت محاولات متكررة للتنظيم لكسر هذا الحصار. وقالت القوات الحكومية في بيان «رغم الهدوء الظاهر على محاور القتال، إلا أنّ العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعداداً لمعركة الحسم».

وأضافت أنّ نشاطها العسكري يتركز حالياً على قصف مراكز للتنظيم المتطرف في سرت 450 كلم شرق طرابلس بالمدفعية الثقيلة، فيما ينفذ سلاح الطيران «طلعات بشكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية».

وشددّت قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي على أنّها تواصل «بثبات حصار فلول «داعش» في منطقة ضيقة داخل سرت، ورغم محاولاتهم المتكررة لإيجاد ثغرة للفرار إلا أنّ ثبات قواتنا أحبط كل محاولاتهم».

وبدأت القوات الحكومية قبل أكثر من شهر عملية «البنيان المرصوص العسكرية» التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، من أيدي التنظيم المتطرف الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.

وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم «داعش» سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.

في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة. وقتل في العملية منذ بدئها 166 عنصراً من القوات الحكومية على الأقل وأصيب أكثر من 500 بجروح بحسب مصادر طبية في مصراتة ، مركز قيادة العملية العسكرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى