دي ميستورا: موعد المباحثات المقبلة لم يُحدَّد بعد
وصّف البيت الأبيض الدعوة التي وجهتها مجموعة من الدبلوماسيين الأميركيين إلى الرئيس باراك أوباما، بإطلاق عملية عسكرية ضد الجيش السوري بالـ»الطريق الزلق»، و قد تؤدي إلى حرب مفتوحة، فضلاً عن تشتيت جهود مكافحة تنظيم «داعش».
وقال جوش إيرنســت، المتحدث باسم الرئيس الأميركي، «أعتقــد أنّ هــذا سيثير عدداً من الأسئلــة. أولاً، كيف يمكــن القيام بذلــك من دون إلحاق أضــرار بالمدنيين الأبرياء؟ ثانياً، لا أعلــم ما هي الصلاحيــات القانونية التي سيعتمد عليها الرئيس عند تنفيذ مثل هذه العملية. وثالثاً، كل هذا يشبه طريقا زلقاً».
وتابع المسؤول الأميركي تساؤلاته «هل يعني هذا أننا سننفذ ضربة صاروخية واحدة، وبعد ذلك سنقضي شهراً في محاولات لإجراء المفاوضات مرة أخرة، وفي حال فشل المحاولات سنوجه ضربة صاروخية آخرى؟ أو يجب علينا في مثل هذا الوضع أن نقوم بتشديد تدخلنا العسكري؟ وفي أيّ لحظة سيجب علينا إيقاف ذلك كله؟».
وشدد إيرنست على أنّ «من الصعب تصور إلى ماذا قد تصل الحرب ضد دولة ذات سيادة تدعمها روسيا وإيران»، مشيراً إلى أنّ الرئيس أوباما، يسعى إلى تجنب التداعيات التي أسفر عنها إطلاق العمليات العسكرية ضد النظام العراقي في العام 2003، قائلاً «الرئيس يعتقد أنّ علينا التركيز على محاربة «داعش»، فإذا أخذنا مواردنا التي تستخدم حالياً ضد داعش وجهناها إلى محاربة نظام الأسد فإنّ ذلك لن يساعد في تحقيق هدفنا الأوسع».
جاء ذلك في وقت، دعّت الخارجية الروسية من جديد إلى تأمين إغلاق الحدود السورية التركية، من أجل وقف تهريب الأسلحة والمسلحين تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وتطبيع الوضع الأمني في سورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، إنّ الوضع الأمني في سورية لا يزال معقداً في شهر رمضان، مشيرةً إلى أنّ 10 سوريين على الأقل قتلوا لدى محاولتهم عبور الحدود مع تركيا في منطقة جسر الشغور.
إلى ذلك، قال المبعوث الأمم إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إنّ موعد الجولة المقبلــة من المحادثات السورية في جنيف لم يتحدد بعد، مؤكداً أنّ الأمم المتحدة تسعى لاستئنــاف الحوار في تموز المقبل.
دي ميستورا أشار في مؤتمر صحفي أمس، إلى أنّه سيتوجه إلى الولايات المتحدة قبيل اجتماع مجلس الأمن المقرر في 29 حزيران، لاجراء مشاورات في إطار المساعي لتحديد موعد المحادثات السورية، مؤكداً أنّ ممثلي مكتبه يجرون حالياً محادثات فنية مع المشاركين في حوار جنيف.
وتوقع دي ميستورا أن تصبح آفاق الجولة المقبلة من المحادثات السورية أكثر وضوحاً بعد اجتماع مجلس الأمن الأربعاء المقبل.
بدوره، أعلن منسقــا فريق العمــل الإنساني لسورية، يان إيغلاند ويعقــوب الحلــو، خــلال مؤتمر صحفي مشترك عقداه في جنيــف أمس، إلى تمكن الصليب الأحمر من إيصال المساعــدات الإنسانية إلى 16 منطقة محاصرة من أصل 18 في سورية.
وأوضح الحلو أنّ المساعدات لم تصل حتى الآن لزملكا وعربين في غوطة دمشق الشرقية رغم وجود الموافقة المبدئية من قبل دمشق، بسبب خلافات حول عدد المحتاجين، إذ تقيم الأمم المتحدة عدد المحتاجين في هاتين المدينتين بـ30 ألف شخص، فيما تصر الحكومة السورية على عدد أقل بكثير.
بدوره أكد إيغلاند أنّ استمرار الأعمال القتالية يُعرقل إيصال المساعدات إلى العديد من المناطق في سورية، مضيفاً أنّه رغم المخاطر التي تواجه القوافل الإنسانية في النقاط الساخنة، يُرسل الصليب الأحمر قوافل المساعدات إلى الشيخ مقصود في مدينة حلب وعفرين في ريفها وجيرود بريف دمشق.
هذا وأشاد المنسقان بعمليات إسقاط المساعدات الإنسانية في دير الزور المحاصرة من الجو، علماً بأنّ الأمم المتحدة لم تتمكن من إيصال أيذ مساعدات إلى هذه المنطقة براً. لكنهما أكد أنّ عمليات الإيصال البريّة تبقى الخيار الأفضل رغم كافة الصعوبات والمخاطر، موضحاً أنّ عملية إيصال الكمية الضرورية لتموين منطقة من المناطق المحاصرة لمدة شهر،عن طريق الإسقاط من الجو، ستستغرق شهرين، فيما يمكن إيصال نفس الكمية بشاحنات في غضون 3 أيام.
هذا وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أنّ الأمم المتحدة أرسلت منذ بداية العام الحالي 87 قافلة إنسانية إلى مدن محاصرة ومناطق يصعب الوصول إليها في سورية.
وجاء في البيان الذي صدر في أعقاب اجتماع جديد لفريق الشؤون الإنسانية التابع لمجموعة دعم سورية، أنّ 976 طناً من المساعدات وصلت إلى المناطق المحاصرة في دير الزور في إطار 60 عملية لإسقاط المساعدات من الجو تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي.
وحسب معلومات المكتب، فقد شملت جهود الإغاثة منذ بداية العام 460 ألف سوري في المناطق التي يصعب الوصول إليها، و334 ألف شخص في المناطق المحاصرة، كما تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من إيصال المساعدات إلى 50 ألف شخص في المناطق التي يجب عبور خطوط الجبهة للوصول إليها.
ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها العسكرية بالقرب من مدينة داريا بريف دمشق، بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين في المنطقة الهامة التي تجاور العاصمة دمشق.
واستطاع الجيش السوري أنّ يكسب مساحات إضافية من المزارع، ووسع طوق الأمان حول مطار المزة العسكري، حيث سيطر على 25 مزرعة في جنوب المطار وتقدم في عمق مدينة داريا.
جاء ذلك في وقت شهدت فيه قرى النشابية و حوش الفضالية و حوش خرابو و الصالحية في الغوطية الشرقية لدمشق، عمليات استهداف ناري مركز من قبل وحدات الجيش السوري، في ما قالت مصادر اعلامية أنّها تمهيد لعمليات عسكرية ستشهدها المنطقة قريباً، بعد أيام من السيطرة على البحارية.
وفي ريف حماة وسّع الجيش السوري سيطرته على مرتفعات خط البترول وتبارة الديبة في ريف السلمية الشرقي، في حين سجلت اشتباكات عنيفة في جنوب بلدة عقارب.
وفي سياق متصل، أكد نشطاء أنّ «قوات سوريا الديمقراطية» دخلت أمس، مدينة منبج، أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب شمالي سورية، من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوّي كثيف من التحالف الدولي، مشيرين إلى أنّ اشتباكات عنيفة تدور في شوارع المدينة وبين أبنيتها.