البيت الأبيض: التدخل العسكري في سوريا حرب مفتوحة… وانتصار لداعش إبراهيم لـ «البناء»: نحتاج شبكة أمان سياسية لتحصين الوضعين الأمني والمالي

كتب المحرّر السياسي:

فيما تشهد تطورات الميدان السوري تصاعداً متزامناً على العديد من الجبهات الممتدة من دير الزور إلى الرقة وأرياف حلب وصولاً لريف دمشق، وما تشهده مناطق دوما وحرستا، بصورة زادت الغموض حول توقعات الجبهة التي يمكن أن تشهد تطوراً نوعياً، وفيما تتضارب المعلومات المتداولة والمواقف المعلنة حول مسار الحوار والتجاذب بين موسكو وواشنطن تجاه ما يجري وما سيجري في سورية، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن تحضير تصوره حول مستقبل محادثات جنيف نحو الحل السياسي في سورية ليعرضه في جلسة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، بعدما كان قد أعلن أن المهلة النهائية لعقد جولة جديدة من المحادثات هي آخر شهر آب المقبل.

يأتي كلام دي ميستورا عن مطالعة في مجلس الأمن حول محادثات جنيف بالتزامن مع الموقف الصادر عن البيت الأبيض الرافض لكل دعوة للتدخل العسكري الأميركي في سورية، بصفتها دعوة للتورط في حرب مفتوحة تتخطى سورية من جهة، وتمهيداً لنصر يحققه تنظيم داعش ويصرف الجهود عن الضغط عليه، من جهة مقابلة.

في لبنان، أمام الانتظارات المفتوحة بغياب أي أفق لتفاهمات تطال الاستحقاقين الأبرزين، رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية، قال مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إن لبنان يواجه تحديات ومخاطر تستدعي البحث عن شبكة أمان سياسية تقدّمها المواقع القيادية لملء الفراغ الناشئ عن غياب تفاهمات منشودة حول القضايا الرئيسية التي تطال الاستحقاقات الدستورية. وهذ الشبكة تعني قدراً من التوافق على سقوف منخفضة في الخطاب السياسي المرتبط بالأحداث الإقليمية التي يتموضع الأطراف على ضفافها المتقابلة في ظل شحنات عالية من التوتر الدولي والإقليمي، اعتاد لبنان أن يستند إلى تحييده من مترتباتها ليحفظ استقراره، بينما عليه اليوم أن ينشئ هو شبكة أمانه لتخفيف تلقيه النسبة الضارة من سمومها القاتلة، بسبب وقوعه في الخاصرة الرخوة للتحالفات المتقابلة في ساحات الصراع. وقال إبراهيم لـ «البناء» إن هذا التفاهم على تخفيض سقوف الخطاب المتوتر إقليمياً سيساعد لبنان على تخطي الأشهر الحارة التي تستعد المنطقة لملاقاتها، وذلك عبر تسهيل عمل المؤسسات الرسمية المعنية، خصوصاً بالملفين الأمني والمالي، مشيراً إلى مترتبات ما حمله التفجير الأخير لمقرّ بنك لبنان والمهجر من إشارة لمخاطر تستثمر على تداعيات القانون الأميركي للعقوبات وتطال البعدين الأمني والمالي، ووجود شبكة الأمان السياسية وحده يسمح بأن يكون جهد المؤسسات الرسمية الإيجابي تحت مظلة توافقات القيادات السياسية لفعل ما يلزم لتجنيب لبنان الهزات والأزمات، انطلاقاً من المعادلة التي تضعها المؤسسات الأمنية والمالية الرسمية أمام القيادات من أي أذى يصيب الوضعين الأمني والمالي وبالتالي سيصيب اللبنانيين كلهم.

خطاب إقليمي لنصر الله اليوم

يُطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الساعة الخامسة عصرًا من بعد ظهر اليوم في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله في ذكرى أربعين الشهيد القائد الحاج مصطفى بدر الدين «السيد ذو الفقار في مجمع شاهد التربوي – طريق المطار. وعلمت «البناء» أن خطاب السيد نصر الله سيكون اليوم خطاباً إقليمياً سيركز خلاله على قضية البحرين والتطورات الأخيرة في سورية على ضوء المواجهات الأخيرة في ريف حلب الجنوبي وسيأتي على بعض الملفات المحلية. وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» إلى «أن السيد نصر الله سيُطل الجمعة المقبل أيضاً في يوم القدس العالمي مستكملاً عرض ما لن يتطرق إليه اليوم».

الحوار الثنائي

عقدت مساء أمس الجولة الثلاثون للحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة، استمرت إلى ما بعد منتصف الليل برئاسة الرئيس نبيه بري وحضرها عن «المستقبل» وزير الداخلية نهاد المشنوق، النائب سمير الجسر ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري وعن «الحزب» وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله والمعاون السياسي للامين العام حسين الخليل، إضافة إلى وزير المال علي حسن خليل. وسبقت الحوار مأدبة إفطار أقامها الرئيس بري جمعت المتحاورين انتقلوا بعدها إلى الغوص في ملفَّي انتخابات الرئيس وقانون الانتخاب.

الوفاء للمقاومة تحيّد الحاكم

إلى ذلك حيدت كتلة الوفاء للمقاومة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لكنها في الوقت نفسه أبدت رفضها أصلاً لآليات تعاطي المصارف مع «فرمان» الوصاية النقدية الأميركية. وحذرت من مخاطر تطبيقه على استقرار البلاد، لافتة إلى أنها «ستبقى تتابع الأمر باهتمام بالغ على قاعدة حفظ السيادة النقدية والاستقرار النقدي والاجتماعي معاً، ولن تقبل ابتزازاً أو تجاوزاً أو تراخياً في مقاربة ومعالجة هذا الملف من قبل أي كان». وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» إلى «أن البيان يحافظ على نفس المنطق العالي النبرة في التعاطي مع بعض المصارف لكي لا يترك للآخرين فرصة الاجتهاد، وشكل نوعاً من إضاءة الضوء الأصفر للمصارف التي تتجاوز في سلوكياتها التعميم الصادر عن الحاكم والوضع المتشكل نتيجة تفاهم الحاكم مع حزب الله».

وقبل يومين من إحالة المدير العام لجهاز أمن الدولة العميد محمد الطفيلي إلى التقاعد، يوم الاثنين المقبل، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة في السراي الحكومية للبحث في التقرير المؤلف من 150 صفحة وأعده مجلس الإنماء والإعمار عن المشاريع التي هي قيد التنفيذ والتي يجب أن تنفذ للمناطق وحددت كلفتها بما يقارب 262 ملياراً و499 مليون ليرة لبنانية. وسيأتي مجلس الوزراء على موضوع سد جنة وملف النفايات لا سيما تلزيم أشغال مطامر النفايات في برج حمود.

وفي السياق يجتمع مجلس الإنماء والإعمار عصر اليوم للبت بتلزيم أعمال مكب برج حمود، حيث تتجه الامور اما إلى التفاوض مع المتعهد لتخفيض السعر او إلغاء المناقصة التي فازت فيها شركة خوري للمقاولات وإعادة فض العروض، وسيبت المجلس ايضاً في مناقصة الكوستابرافا، بعدما أوقف الامر لمفاوضة جهاد العرب على تخفيض سعره أو إعادة المناقصة.

سنان أو خليفة بدلاً عن الطفيلي

وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أنه سيحضر جلسة مجلس الوزراء اليوم، مشيراً إلى «أهمية العدالة في توزيع قيمة مشاريع مجلس الإنماء والإعمار بين مختلف المناطق».

وإذ أشارت مصادر وزارية لـ «البناء» إلى «أن ملف جهاز أمن الدولة ليس على جدول أعمال الجلسة اليوم، لم تستبعد أن يطرح من قبل الوزراء المسيحيين لا سيما انه يحال إلى التقاعد في 26 حزيران الحالي». وأكدت المصادر أن «التمديد للعميد محمد الطفيلي لن يبصر النور مرجحة التفاهم السياسي على تعيين مدير عام ونائب مدير عام جديدين». وتحدثت عن اسمين هما سمير سنان وحسين خليفة يجري التداول بهما لتعيين أحدهما بدلاً من الطفيلي.

ورفضت مصادر وزارية أخرى لـ «البناء» الحديث عن تعيين بديل عن اللواء جورج قرعة، مشيرة إلى أن «هذا الإجراء غير قانوني ولن نسمح به مهما كلف الامر»، مشددة على ان ولاية قرعة لم تنته بعد وهو يحال على التقاعد عام 2017».

وأشار وزير السياحة ميشال فرعون لـ «البناء» إلى «أن ملف أمن الدولة في عهدة رئيس الحكومة وإذا ارتأى عرضه في جلسة مجلس الوزراء سنناقش الموضوع، لكن الثابت الوحيد لدينا أن لا تمديد للعميد طفيلي ورئيس الحكومة ليس في وارد القيام بأي خطوة استفزازية فتعيين مدير عام جديد غير مطروح». وإذ شدد على «وجوب الالتزام بالأصول والقوانين والمسارعة في تعيين نائب مدير عام جديد»، لفت إلى «أن قضية الصلاحيات المرتبطة بالمدير العام ونائبه ستظهر مع الوقت».

وفي إطار متاهة الدوران في الفراغ الرئاسي، لعدم التوافق السياسي على شخص الرئيس أرجأ رئيس المجلس النيابي الجلسة 41 لانتخاب الرئيس إلى الاربعاء في 13 تموز المقبل لعدم اكتمال النصاب الذي اقتصر على 31 نائباً في ادنى مستوياته. وعلى هامش الجلسة عقد اجتماع بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان، أكد بعده الاخير أن الاجتماع «التقليدي» بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان حصل كالمعتاد. فأكد بعده الأخير «ان الحل للملف الرئاسي هو إما بفتح حوار بين تيار المستقبل والعماد عون أو التفكير جدياً بمبادرة الرئيس نبيه بري لناحية إقرار قانون انتخابي جديد بسرعة وانتخاب رئيس بعدها».

وفيما حضر الملف الرئاسي اللبناني في لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية جاك مارك ايرولت من جهة ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من جهة أخرى في العاصمة الفرنسية، جال السفير الفرنسي ايمانويل بون على وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير البيئة محمد المشنوق. وأكد أنّ «مسألة انعقاد البرلمان اللبناني شأن لبناني وليس شأن فرنسا التي تعمل إلى جانب لبنان والشركاء الدوليين للبنان، لكن ليس من مهمة فرنسا حل مشاكل اللبنانيين بدلاً منهم».

ورداً على سؤال عما اذا كان الحل الشامل للازمة السياسية في لبنان يحتاج إلى مؤتمر سان كلو جديد أو إلى دوحة جديدة قال بون: «ليس هناك من تفكير بمشروع من هذا النوع».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى