«الوفاء للمقاومة»: لا نريد قلب الطاولة على أحد لكن الوضع المتردّي لن يدوم طويلاً
أقامت كتلة «الوفاء للمقاومة» بمقرّها في حارة حريك مساء أول من أمس، مأدبة إفطار رمضاني لنوّاب ووزراء حركة «أمل»، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء الركن عباس إبراهيم وقياديّين من الحركة ومن حزب الله.
وبحسب بيان للكتلة، تمّ تأكيد «وحدة الرؤية بين الطرفين اتجاه التطوّرات في لبنان والمنطقة، وثبات موقفهما في مواجهة التحدّيات».
من جهةٍ أخرى، أشار رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، السيّد هاشم صفي الدين، إلى أنّ «التآمر على المقاومة في هذه الأيام كبير جداً، ومن الذين تآمروا علينا في الثمانينات والتسعينات نفسهم، وهذا لا يفاجئنا على الإطلاق، ولكن، وبما أنّنا في معركة، ستكون نتائجها أشدّ وأقصى على هؤلاء».
واعتبر خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه «حزب الله» للشهداء إبراهيم محمد عبد الحميد شهاب، إبراهيم نايف شهاب وأحمد حسين شهاب في بلدة برعشيت الجنوبية، أنّه «إذا كان يعتقد هؤلاء في لحظة من اللحظات أنّهم بممارسة بعض الضغط المالي والاقتصادي والإعلامي على مجتمع المقاومة، يمكن لهذا المجتمع أن يستسلم فهم خاطئون، لأنّ المقاومة أقوى من ذلك، وعقيدتها أصلب من كلّ هذا، وهي مرتبطة بكل هذا التاريخ الذي ننتمي إليه بصدق وإخلاص».
بدوره، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، «أنّ الوضع الداخلي المتردّي في البلد لن يدوم طويلاً، وذلك بإرادتكم ونضالكم وإصراركم على الإصلاح».
وقال رعد خلال احتفال تأبيني أقامه «حزب الله» في بلدة دير الزهراني للشهيدين أحمد علي بدران ساجد وحسن شريف الروماني ذو الفقار ، في دير بلدة الزهراني الجنوبية: «صحيح أنّنا لا نريد قلب الطاولة على أحد في هذه المرحلة في الداخل، لأنّ البلد لا يتحمّل ولكن نستطيع أن نحقّق خطوات إصلاحيّة بشكل واقعي ممكن رغم الظروف القاسية التي تحيط بنا، والذي يشجّعنا على ذلك أيضاً أنّ لدينا حلفاء نستطيع أن نشدّ على أيديهم ونتعاون معهم، من أجل تحقيق هذه الخطوات، وما يحفزّنا أكثر على أنّ ما يجري من حولنا أيضاً يشجِّع على ذلك. كل الذين تآمروا على منطقتنا بدأوا يتساقطون، وأكبر مثل على ذلك انفصال بريطانيا عن أوروبا، وهذا ما يؤشّر على بدء تفتّت الاتحاد الأوروبي وتشجيع دول أخرى على الانفصال، ولذلك نحن نحرص على تماسك شعبنا لأنّ وحدته وتماسك صفوفه تمنحه القوة لأجل خدمة قضيّته».
وختم رعد: «المستقبل واعد ويحتاج إلى إرادة صلبة وعزم لكي نستطيع أن نزيل كل العقبات، وأن نتقدّم خطوات على صعيد الإصلاح الداخلي وعلى صعيد بناء القدرة والقوة المانعة من تحقيق أي عدو يستهدف بلدنا ومنطقتنا».
وتخلل الحفل تشييع رمزي للشهيدين.
وخلال احتفال تأبيني للشهداء محيي الدين الديماسي ومصطفى خليل شومر وعلي الهادي أحمد حسين في حسينية مدينة النبطية، رأى رعد أن «جهاد هؤلاء الشهداء القادة والمجاهدين يضيئ لنا الانوار في طريق بناء استقلالنا والحفاظ على سيادتنا وتحرير أرضنا والدفاع عن شرفنا وأعراضنا. أنوار جهادهم هي التي تجعل العدو يحترمنا ويهابنا ويخاف من مواجهتنا».
ومن جهته، أكّد وزير الدولة لشؤون مجلس النوّاب محمّد فنيش خلال الاحتفال الذي أقامه «حزب الله» لمناسبة ذكرى أسبوع الشهيدين هادي رمضان ترمص وعلي محمد صالح في بلدة يحمر الشقيف، «أنّ مشكلتنا أنّ هناك أزمة سياسيّة حادة في بلدنا، وهناك فرقاء لا يملكون حرية قرارهم»، مشيراً إلى «أنّ مشكلة الشغور الرئاسي هي هذه المشكلة، وإلّا ما معنى أن يُرفض من يمثّل الشريحة الكبيرة من خلال القواعد المعتمدة وبحسب النظام السياسي»، معتبراً «أنّ الفريق الآخر يرفض هذا الشخص فقط لأنّ هناك اعتراضاً من المملكة السعودية عليه».
بدوره، أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، خلال افتتاح اتحاد بلديات جبل عامل حرج بلدة الطيبة، إلى أنّ «هناك من يستخدم بصورة يوميّة خطاباً تصعيدياً ضدّ حزب الله، وهو يعتقد أنّ هذا الخطاب الذي يعمل على إثارة الغرائز والعصبيّات من شأنه إعادة ترميم قواعد تياره السياسي المفكّكة، وهذه الزعامة المهدّدة، فهذا ليس الحل في مقاربة هذه المسألة، بل إنّ الحل يكمن في التفكير بمشاكل البلد العميقة بهدف إيجاد حلول لها».
أضاف: «خطاب تيار المستقبل والقوات اللبنانية يلتقيان عند نقطة رفض منطق السلّة الشاملة في معالجة كل المشاكل، وكذلك الأمر في ما يتعلّق برفض النسبيّة الكاملة»، مشدّداً على أنّ «الذين يُلقون المسؤولية على عاتق حزب الله، إنّما هم يتحمّلون المسؤوليّة الأساسيّة في حالة الجمود التي يمر بها البلد، وقفل الأفق السياسي أمام الحلول السياسيّة»، داعياً الجميع إلى «أن يرحموا هذا البلد، وأن يوافقوا على النظام النسبيّ الذي من شأنه أن يفتح أفقاً في الانفراج السياسي في البلد، وأن يُقلعوا عن هذه الاتّهامات المضلّلة التي لا تُقنع أحداً، وعن خطاب إثارة الغرائز والعصبيّات».
من جهته، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد عباس حسين مرتضى في بلدة عيتا الجبل الجنوبية، إلى «أنّ هذه الدماء التي ندفعها اليوم هي من أجلنا جميعاً، ومن أجل بلدنا ودولتنا ومؤسّساتنا وأرضنا، ومن أجل أن يبقى لنا وطن اسمه لبنان، وهذا ما قلناه قبل سنة وسنقوله في المستقبل».
وأشار إلى أنّ «لبنان هو الدولة الوحيدة التي تجاور سورية وتعيش بأمان واستقرار نسبيّين، لأنّ فيه مقاومة تدفع تضحيات، وتقدّم شهداء ليبقى لهذا البلد الآمن والمستقر بالتكامل والتعاون مع الجيش الوطني اللبناني الذي يواجه على الحدود بخاصة في المناطق البقاعية، وبالتالي فإنّ معادلة المقاومة والجيش والشعب التي وفّرت مظلّة الحماية في وجه العدو «الإسرائيلي»، هي التي توفّر اليوم مظلّة الحماية في وجه العدو التكفيري».
واعتبر «أنّ الخرق الوحيد الذي يمكن أن نقوم به في ظل أزمة نظامنا السياسي، هو إقرار قانون انتخاب عادل وفاعل ولديه وحدة معايير، ويوفّر التمثيل العادل للناس».