الجدّية بقرار مجلس الأمن تكمن في التزام تطبيقه من قبل الدول التي تدعم «داعش»… ومن يريد المشاركة في قتال «القاعدة» عليه التعاون مع حزب الله وسورية
أصبح مطلوباً من الكتل النيابية اللبنانية عقد جلسة نيابية لإقرار سلسلة الرتب والرواتب وإنقاذ الشهادة الرسمية من المصير المجهول الذي دخلت فيه، لا سيما بعدما اتضح أن الإفادات المدرسية تحتاج إلى قانون، وهو ما يتطلب عقد جلسة تشريعية.
على أن ما يحصل أظهر مجدّداً أن النظام اللبناني القائم على فكرة التقاسم الطائفي والمذهبي والمحاصصة المصلحية، يملك خبرة عريقة في الالتفاف على المطالب الشعبية المحقة عبر إثارة عاصفة من الخلافات بين أركانه للتهرب من مواجهة أي استحقاق معيشي. كما أظهر أن معظم أركان هذا النظام يريدون تحطيم هيئة التنسيق النقابية لأنها بصمودها وعبورها الطوائف والمذاهب والمناطق، أصبحت تشكّل نواة صلبة للوحدة الوطنية والشعبية الحقيقية، خصوصاً بعد إضعاف معظم الأطر الوطنية الجامعة التي لم يبق منها سوى الجيش اللبناني.
إلى جانب ذلك، فإن المطلوب وقف التكاذب، وقول الحقيقة واحترام إرادة المسيحيين في انتخاب رئيس الجمهورية، وعندما يتمّ ذلك يجري أولاً انتخاب ديمقراطي لأحد الأقوياء وثانياً إقرار قانون انتخاب جديد يؤمن الشراكة المسيحية الفعلية ويوقف التباكي على الموقع المسيحي الأول من قبل الجميع بمن فيهم بعض المسيحيين، ويحقق التمثيل والعملية الديمقراطية على مستوى الحكومة والنيابة والرئاسة.
غير أن قوى 14 آذار اتخذت موقفها الموحّد بالتوقيع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، لكنها تؤكد بأنه لن تكون هناك انتخابات نيابية إذا لم تحصل انتخابات رئاسية.
أما على صعيد مواجهة خطر الإرهاب المتمثل بـ«داعش» و«القاعدة»، فإن من يريد أن يكون شريكاً في ذلك، عليه التعاون مع سورية وحزب الله للقتال سوياً، ذلك أنه حتى الآن لم يلقَ النداء الذي أطلقه السيد حسن نصر الله الجواب من الطرف الآخر، فالمطلوب من هذا الطرف أن يضع كل الإشكالات جانباً ويضع يده بيد حزب الله لمحاربة الإرهاب، وإلا سوف يزداد خطر «داعش».
غير أن الإرهابيين الذين جاؤوا إلى المنطقة، كانوا قد تربوا وترعرعوا في الدول القريبة. وإذا كان قرار مجلس الأمن بوضع جماعة «داعش» تحت الفصل السابع جاء متأخراً، إلا أن الجدية تكمن بالتزام الدول التي تدعم «داعش» مالياً وإعلامياً وسياسياً، تطبيق هذا القرار وتخليها عن هذا التنظيم الإرهابي، الذي أصبح أكثر خطورة من «القاعدة» بعد أن امتلك المال وسيطر على منشآت نفطية، وبعدما امتلك قيادة.
إلى ذلك فإن العدو الصهيوني يسعى إلى تطبيق العملية نفسها الممتدة منذ عشرين سنة في مفاوضات التسوية، على مفاوضات الهدنة الجارية في القاهرة، فهو يريد إطالة أمد المفاوضات من دون أي تقدم، وبالمقابل يعمد إلى تنفيذ عمليات القتل ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني.