تطبيع تركي «إسرائيلي» يستثني رفع الحصار عن غزة
أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ونظيره «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أمس، تطبيع العلاقات رسمياً بعد قطيعة دامت ستة أعوام.
وأكّد يلدريم خلال مؤتمر صحفي في أنقرة انطلاق المرحلة الأولى من اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا و كيان العدو «الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنّ توقيع الاتفاق سيكون اليوم الثلاثاء.
وكشّف يلدريم أنّ «إسرائيل» ستدفع نحو 20 مليون دولار تعويضات لضحايا «سفينة مرمرة» التركية، كما اتفق الجانبان على دخول قافلة مساعدات تركية إلى قطاع غزة الجمعة المقبلة، بحمولة 10 آلاف طن، كما أشار إلى أنّ سفيري البلدين سيعودان إلى أنقرة و»تل أبيب».
من جهته أعلن نتنياهو من العاصمة الإيطالية روما، أنّ الاتفاق يلزم تركيا بمساندة «إسرائيل» على الانضمام وفتح مكاتب في المؤسسات الدولية بما في ذلك حلف «الناتو»، مؤكداً أنّ العلاقات السيئة مع تركيا لا تساعد «إسرائيل» في المنطقة، و أنّه سيعرض الاتفاق مع تركيا على الحكومة الأمنية «الإسرائيلية» المصغرة. وقال «الاتفاق قد يساعد على إعادة جثث الجنود الإسرائيليين لكن تركيا لم تضمن لنا ذلك».
نتنياهو أشار إلى أنّ «إسرائيل» معنية بإعادة إعمار البنية التحتية لقطاع غزة من قبل تركيا ودول أوروبية، معلناً الموافقة على تمرير المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وكشّف أنّ الاتفاق يتضمن استمرار الحصار البحري «الإسرائيلي» لغزة.
وأعرب عن ارتياحه بأنّ الاتفاق يحمي جنوده من أيّ ملاحقات قضائية، في إشارة إلى عناصر القوات الخاصة «الإسرائيلية» التي هاجمت سفينة «مرمرة التركية» عام 2010، و الاعتداءات المتكررة على غزة.
كما أكد نتنياهو إنّ الاتفاق سيكون له آثار اقتصادية هائلة لـ»إسرائيل»، موضحاً أنّه يفتح الطريق أمام إمكانية تصدير الغاز لأوروبا عبر تركيا، في حين قال رئيس الوزراء التركي إنّه من السابق لأوانه الحديث عن تصدير الغاز عبّر تركيا.
هذا و كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو قد أكّد أول من أمس، أنّ تطبيع العلاقات مع «إسرائيل» لا يعني أن تصم تركيا آذانها عن «الظلم» الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وقال «إنّ تركيا لا تقدم تنازلات عن شرطين لها في المفاوضات مقابل تطبيع العلاقات، وهما: رفع الحصار عن قطاع غزة، وتعويض أسر ضحايا سفينة مرمرة»، مضيفاً أنّه في حال قبول الجانب «الإسرائيلي» بشرطي تركيا، فإن أنقرة ستقبل بتطبيع العلاقات معه.
وكانت وسائل إعلام «إسرائيلية» أكّدت أنّه تمّ تنفيذ الشرطين الأولين في شكل جزئي من خلال الاتفاق على دفع «إسرائيل» 21 مليون دولار أميركي تعويضاً لذوي ضحايا سفينة «مرمرة» التركية، وللجرحى الذين أصيبوا خلال الاقتحام، ومن خلال إيصال المساعدات التركية إلى سكان غزة عبر ميناء أسدود بدل إرسالها إلى القطاع المحاصر بشكل مباشر.
وعلى نفس الصعيد رأى وزير البناء والإسكان في كيان العدو «الإسرائيلي» يوآف غالانت أنّ الاتفاق له أهمية أمنية واقتصادية من الدرجة الأولى، مشيراً أنّه سيؤدي إلى عزل ما أسماه بـ «الإرهاب الإيراني» وإتاحة المجال أمام عقد تحالفات إقليمية، و أكّد أنّ حقول الغاز التي اكتشفت قرب شواطئ فلسطين المحتلة كانت ورقة مساومة محورية خلال المفاوضات.
وفي شأن متصل، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، أنّ هناك «مؤشرات إيجابية» تدل على إمكانية تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا، وقال «إننا نرى تبلور نزعة إلى تخفيف الحدة فيما يخص علاقتنا مع روسيا. ونحن نرى مؤشرات معينة مصدرها الجانب الروسي تدل على هذه النزعة».
وذكر كورتولموش بأنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد بعث برسالة تهنئة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة «يوم روسيا» الموافق 12 حزيران، مشيراً أنّ تلك الرسالة شكلّت انطلاقة للنزعة الإيجابية في العلاقات المتأزمة منذ حادث إسقاط قاذفة «سو-24» الروسية في أجواء سورية.
كما تحدث المسؤول التركي عن قرار روسي بتمديد تصاريح العمل في أراضيها لبعض المواطنين الأتراك وشركات تركية، مضيفاً أنّ أنقرة تلقت هذا القرار برضاً كبير. قائلاً «نأمل في أنّ ذلك كله يشكل مؤشراً يدل على تطبيع علاقاتنا قريباً».
بدوره، أعلن رئيس الوزراء التركي عن وجود تقدم ملحوظ في العلاقات مع روسيا سيتم الإعلان عنه قريباً للجمهور، وقال «هناك نتائج رائعة في المستقبل القريب سنشارك الشعب المعلومات عنها».