مكسيم خليل: في لبنان كلّه يهاجم كلّه
هنادي عيسى
يلعب الممثل السوري مكسيم خليل حالياً دور البطولة في مسلسل «يا ريت» إلى جانب ماغي بو غصن وقيس الشيخ نجيب وباميلا الكيك، من إنتاج «إيغل فيلمز» ومن إخراج فيليب أسمر.
وعن هذه التجربة يقول خليل إنها نوع من المسلسلات التي تختلف الآراء حولها، لكنني أعتقد أن المُشاهد والنقاد عندما يصلون إلى المعايير التي تصنّف كلّ نوع من الدراما على حدة، ولا نخلط جميعاً بين هذه الأنواع، سنصل إلى نتائج تقييم حقيقية.
ويقول: مسلسل «يا ريت» أكثر من جيّد، ويحتوي على كلّ مقوّمات النجاح التي تليق بهذا النوع من المسلسلات العربية المشتركة. إلا أنني لم أستطع لمس ردود الفعل الحقيقية حيال دوري، لأنني لست في لبنان أو العالم العربي. ولكن ردود الفعل التي أتابعها على الـ«سوشال ميديا» ومن خلال الأصدقاء جميلة جدّاً.
فشخصية «إياد» من الشخصيات الإشكالية ذات أبعاد حياتية تختلف عليها أحكام الناس والآراء. وهذا دوماً ما أبحث عنه في أدواري، الشخصيات التي تترك للناس مساحة من التقييم والجدل. ولست غاضباً لأنّ العمل لم يعرض على محطة عربية،
ولكن ـ حتماً ـ أيّ ممثل يتمنّى أن يعرض مسلسله على أكثر من محطة. هذا طبيعي. في شهر رمضان أعمال كثيرة ومحطات كثيرة، ولكلّ محطة روّادها، لذلك أرى أنه عليّ استقطاب أكثر مِن شريحة من أكثر من محطة. لكنها سياسة شركة ومنتج. ففي النهاية، هذه صناعة، ومن حقّ المنتج البحث عن العروض الأفضل لتحقيق الربح الذي ـ بشكل أو بآخر ـ يبحث عنه.
قلتَ في الموتمر الصحافي إنك تقدّم أعمالاً كقيمة فنية مثل «غداً نلتقي»، وأعمالاً من أجل المال. في أيّ خانة تضع «يا ريت»؟
فيجيب: كنتُ واضحاً جدّاً في المؤتمر. وقلت إن الأعمال التي تصنّف تحت شريحة القيمة الفنية يتم تعليبها ووضعها على الرفوف، تُعرض لمرّة واحدة. وحتى المحطات التي تدّعي القيمة الفنية أحياناً لا تعرض هذا النوع، وتبحث عن أنواع أخرى تناسب استراتيجياتها على كلّ الأصعدة. وتفرض على المنتجين هذه الأنواع. فهل هنا أكون أنا المسؤول عن اختفاء هذا النوع وعدم تكراره إذا كان رأس المال المتحكم يريد عكس ما يريده أهل الفنّ؟
وهنا نصل إلى جواب عن سؤالك: لا، طبعاً ليس فقط المال. لكن هذا هو الموجود والمطلوب، وعليك أن تجودي بأحسن الموجود حتى تستطيعين تغيير المعادلات السائدة.
وعلى رغم كل ذلك، ما زال مسلسل «يا ريت» يحمل في طيّاته معاناة السوريين ولم يهمّشها بالمطلق، وهذه نقطة تُحسب لكلّ العاملين فيه.
وعن تعرّض ماغي بو غصن لهجوم كبير، كيف وجدتها أمامكَ كممثلة؟
فقال: «كلّه عم يهجم على كلّه»، وهذه النقطة تلعب دوراً سلبياً دائماً في الدراما اللبنانية. التحلّي بالوعي والصدق والأمانة في التعامل واحترام جهد الآخر وحفظ الجميل، والقناعة بأن الساحة تتّسع للجميع، وأنه مهما تحقّق من نجاح فهذا لا يعني أنك حقّقت الكمال. فالكمال مقتلة الاجتهاد، والممثل الجيد دوماً يفرض نفسه، والشارع هو الحكم.
وعن الأعمال التي يتابعها في رمضان قال خليل: حقيقةً، لم يتسنّ لي أن أشاهد الكثير، فقط بعض المقتطفات، وذلك بسبب انشغالي بِابني الجديد. ولكن استوقفني طبعاً «أفراح القبة» وأحاول أن أجد الوقت لمتابعته.
وعن الدراما السورية هل ما زالت تتربّع على عرش الدراما أو تراجعت، يؤكد: هل تعتقدين أنني قد أجيب بِنعم؟ عندما تغرق السفينة لا أحد ينجو، حتى الذي ينجو بحياته لا ينجو مِن صدمة الحادثة، وسيحتاج إلى الوقت كي يتعافى منها باحثاً عن نفسه من جديد. ولكن المؤسف هنا أننا حاولنا جاهدين أن نتعافى باكراً بعدّة أعمال خلال السنوات الثلاث الماضية، أعمال تحمل الطابع السوري الذي وصل إلى العالم العربي والعالم، ولكنّنا قوبلنا بحرب من نوع آخر.