مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 28/6/2016
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 28/6/2016
«تلفزيون لبنان»
إذا كان قاع لبنان سجّل بطولة في مكافحة الإرهاب فماذا عن سطح لبنان؟
مجلس الوزراء أعلن استنفار كلّ المؤسّسات في الحرب على الإرهاب، والاجتماع الأمني الموسّع في السراي تداول معلومات عن خطط إرهابية والسُّبل الآيلة إلى إحباطها.
وإذا كان لبنان على المستوى الأمني جاهزاً، فإنّ اللبنانيّين كافة في جهوزيّة أيضاً لمواجهة الإرهاب، لكن يبقى الموقف السياسي غير جاهز بعد في ظلّ مطالبة الحكومة بضمان الاستقرار وحلّ مشكلة النازحين السوريين.
وفي الوقت نفسه تستمرّ السِّجالات والمماحكات داخل مجلس الوزراء وخارجه. وفي رأي دبلوماسي عريق، أنّ المطلوب تناغم وزاري والتفاف سياسي وشعبي حول الحكومة والجيش والمؤسسات الأمنيّة لحفظ الاستقرار ومواجهة الإرهاب، وتحصين الوضع بالانتخاب الرئاسي.
وغداة الاعتداءات على القاع تبدو الصورة كالآتي:
– إجراءات للجيش والقوى الأمنيّة على طول الحدود الشرقية.
– متابعة الأجهزة الأمنيّة التقارير التي تتحدّث عن مخططات إرهابية.
– إدانات عربية وإقليمية ودولية للاعتداءات الإرهابية على القاع.
– تحضيرات لتحرّكات دبلوماسية أميركية مع وصول السفيرة الأميركية الجديدة إلى بيروت الأحد، واستعدادات أيضاً لزيارة وزير الخارجية الفرنسي لبنان بعد ذلك.
– التقاء السعودية وإيران على التنديد بالإرهاب الذي استهدف لبنان.
القاع اليوم أمس سادها جو الترقّب والتنبه الشعبي والتدبير العسكري والأمني.
«المنار»
مرحلة جديدة من العمل الإرهابي قرأها قادة الأجهزة الأمنيّة بعد تفجيرات القاع، ومرحلة جديدة من الانحطاط السياسي قرأها اللبنانيون بعد بعض التصريحات.
قبل أن تجفّ دماء الشهداء وتخفت أصوات التفجيرات، تبرّع البعض كعادته تنكيلاً بالأشلاء عبر تسييس المشهد المأساوي، ومحاولة تدويل الأمن اللبناني. استعان البعض مجدّداً بأوهامه وبخردة الـ1701 لمواجهة الإرهاب، بدل السعي الجدّي لدعم الجيش اللبناني بكلّ سلاح وعتاد، وإقناع «ممالك الخير» التي استعْدته بتسليحه بدل تسليح أصول الإرهاب التي تفرّعت منها تفجيرات القاع.
إنّ أبسط قواعد مواجهة الإرهاب الكفّ عن: تبرير أفعاله، والتضليل لإخفاء فظاعة ارتكاباته وفرز ضحاياه. وإنّ تحمل المسؤوليات يكون عبر التفكير الجدي بدعم قوة لبنان من جيش ومقاومين ومواطنين صامدين، عبر قرارات حكومية تؤمّن سُبُل الصمود والمواجهة، لا الاكتفاء ببيانات الاستنكار والإدانة، والترحّم على الشهداء.
وبعد الدّعاء بالرحمة الإلهية، يصحّ ببعض الجهات السياسية مقولة العارفين: قد أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح.
«أن بي أن»
استنفار وطني حول القاع لمنع الإرهاب من التسلّل إلى الوطن بعد إرسال دفعتين من الانتحاريين موزّعين على ثمانية إرهابيين فجّروا أنفسهم فجراً وليلاً فجر وليل أول أمس .
شجاعة بقاعية رُصدت في القاع، تعني عدم الاستسلام ولا الرضوخ، لكن الجيش اللبناني وحده قادر على حماية الوطن، كما بدا في انتشاره وتمشيطه مداخل القاع لجهة الحدود الشرقية حيث أتى الانتحاريّون، فالتحقيقات الأولية أثبتت أنّ الإرهابيّين قدموا من سورية، ولا علاقة لهم بمخيمات النازحين، تلك التحقيقات التي كشف عن عناوينها وزير الداخلية نهاد المشنوق أكّدت أنّ خيوطاً بدأت تتكشّف بعد الوصول إلى معلومات أولية حول الهويّات، كما قال قائد الجيش العماد جان قهوجي.
تعاون أمني لبناني ثبّته اجتماع السراي بعدما خصّص مجلس الوزراء جلسته لمتابعة الوضع الأمني وإرجاء البحث في كلّ الملفات الأخرى، وإذا كانت المخاطر الإرهابية قائمة بدليل إلغاء الإفطارات الجامعة وتجمّعات إحياء ليلة القدر، فإنّ الجهوزيّة الأمنيّة واليقظة الشعبيّة تُطمئنان إلى أن لا داعي للهلع.
اللبنانيّون موحّدون، لا يضيّعون البوصلة كما أكّدت الساعات الماضية، وهم يتكاملون لصدّ أيّ عمليّات إرهابية محتملة في أيّ منطقة لبنانية. كل السيناريوات قائمة، والتأهّب دائم في أعلى مستوياته الرسمية والعسكرية والأمنية والشعبية، ودعوات تتوالى للتفرّغ لتحصين الجيش بدل التلهّي بخلافات سياسية تفصيلية في عز انشغال العالم بالساحات المشتعلة، لا سيّما في الشرق الأوسط.
«أو تي في»
ليست القضية قصة بلدة فحسب، فالقاع اليوم هي كلّ لبنان! من يراقب استراتيجية «داعش» العسكرية من العراق إلى سورية يستنتج أنّ التنظيم يُغرق أي هدف مهم له بعشرات الانغماسيين والانتحاريّين، وهو الأسلوب نفسه الذي اعتمده في القاع، برباعيّة انتحاريّين تلو الأخرى علّه ينجح في اختراق تلك البوّابة لمشاريعه، بعدما باتت الحلقة الوحيدة القابلة للخرق بنظره، والخاصرة الرخوة من الحدود. صمدت القاع حتى الساعة… لكن، ماذا أمّنت السلطات الرسمية من مقوّمات الصمود عدا التصريحات والتغريدات وبيانات الشجب والإدانة والاستنكار والدعم؟ استبشر اللبنانيون خيراً أنّ الأمن حلّ محلّ المال على طاولة مجلس وزرائهم، فاستغربوا أنّ الأمن حضر في غياب وزيري الدفاع والداخلية. استبشروا بأنّ شرائح أوسع باتت ترفض عشوائيّة النزوح غير المنظم من منطلق أمني لا عنصري، فتفاجأوا بأنّ أيّ إجراء فعليّ لم يُتّخذ بعد، وأيّ قرار عملي لم يصدر. كثرت الاجتماعات، كثرت التحليلات كما بعد كلّ خرق أمني… كّلها كثرت، إلّا أنّ المطلوب واحد، إجراء واحد يُطمئن، ويجعل أرواح الشهداء ترقد بسلام بعدما حرمهم الإرهاب حتى من الحق بمأتم ووداع لائق.
«الجديد»
ليلة القاع بألف شهر.. إرهاب بدوام رسمي صباح مساء منعها من إقامة مراسم عزاء لشهدائها اليوم أمس ، فيما أصبحت البلدة البعيدة أقرب نقطة للحجّاج السياسيين الذين وفدوا إليها متضامنين. ومن القاع عادت الثلاثية الذهبية فتصدّى الشعب، وتأهّب الجيش، وانتشرت المقاومة المتعدّدة الانتماءات. وللمرة الأولى يجتمع حزب الله والقوات اللبنانية على وحدة حمل السلاح وفي استراتيجية مشتركة تواجه عدوّاً واحداً. القوات المسلحة وجدت نفسها أيضاً أمام واقع إرهابي خفّف الهجوم على حزب الله، الذي لطالما قاتل على مبدأ الضربات الاستباقية. ذهب إلى عدوّه قبل أن يصل إليه وإلى القرى الآمنة. ولأنّ الدماء تجمع، فقد أثمرت العمليات الانتحارية في القاع تشابك موقف وأحياء ومواطنين وطوائف. وإنْ وقع الضرر الانعزالي على النازحين السوريّين، وشُملوا جميعاً بالإرهاب من دون تفرقة وتمييز، على أنّ معلومات وزير الداخلية نهاد المشنوق جزمت خط عبور الانتحاريّين. إذ أكّد من القاع وبيروت معاً أنّ الإرهابيّين قدموا من سورية، وليس من المخيمات المحيطة. حسمها المشنوق انتحارياً، والتبست المسائل عند جنس الشياطين، ولم تجزم الأجهزة الأمنية ما إذا كانت هناك امرأة بين الانتحاريين. وأيّا كان الجنس والجنسية، فإنّ تصدير الإرهابيين إلى لبنان بات الخطر الأول الذي يواجه السلطة، إذ تضيق السّبل بآلاف النازحين من العناصر الإرهابية بفعل إحكام الطوق عليهم من العراق إلى سورية. وعلى أمن قاع لبنان تحوّلت جلسة مجلس الوزراء إلى استثنائية قبل الظهر، وانعقد الاجتماع الأمني مساءً في السراي ليقرأ في هذا الاعتداء تحوّلاً نوعيّاً في حرب تنظيمات الإرهاب الظلامي على لبنان دولة وشعباً، وقال بيان السراي إنّ ذلك قد يكون مؤشّراً إلى مرحلة جديدة أكثر شراسة لجرّ البلد إلى الفوضى والخراب.
«أم تي في»
في القاع تفجيرات الليل محت تحليلات النهار، فمعظم القراءات السياسية نهار أمس أول أمس كانت خلصت إلى أنّ القاع ليست مستهدفة تحديداً، لكن تفجيرات الليل أثبتت خطأ هذه التحليلات، ففي المعلومات الأمنيّة أنّ القاع مستهدفة، وأنّ استهدافها جاء عبر مجموعتين، الأولى من وراء الحدود السوريّة والثانية من داخل الأراضي اللبنانية، وبعكس ما روّج البعض فإنّ تفجيرات الليل شاركت فيها امرأة انتحاريّة، ما يدلّ على نمط جديد في الأعمال الإرهابية داخل لبنان.
والتطورات الأمنية فرضت نفسها على جلسة مجلس الوزراء، كما فرضت إلغاء الاحتفالات لمناسبة ليلة القدر في الضاحية الجنوبية، ومعلومات الـ»mtv « تشير إلى أنّ القوى الأمنية والعسكرية، وعلى رأسها الجيش، نجحت في الأيام القليلة الماضية في إفشال أكثر من مخطط إرهابي يستهدف العمق اللبناني، كما أنّ الجيش نجح في حملته الاستباقية في محيط القاع، ما جعل الإرهابيّين يقومون بعمليات يائسة وفاشلة. مع ذلك فإنّ الحرب مع الإرهاب طويلة، خصوصاً أنّها مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالوجود السوري غير المضبوط في لبنان.
«أل بي سي»
احتضان رسمي سياسي وعسكري وحزبي حظيت به بلدة القاع اليوم أمس بعد الاثنين الأسود الانتحاري أمس أول أمس ، والذي خلف شهداء وجرحى. وبدا من المواقف التي أُدليت في داخلها أنّ الإرهاب الذي ضربها ليس وليد ساعته. ما يطرح السؤال: هل التفجيرات الانتحارية هي بداية مرحلة جديدة؟ ما هو شبه مؤكّد أنّ القوى الأمنيّة لم تفاجَأ بما حصل، إذ إنّها كانت تملك معلومات عن تحضيرات يجريها «داعش» للقيام بتفجيرات، سواء في تلك المنطقة أو في العمق اللبناني. هذه المعلومات ترجّح من دون الجزم المؤشّرات التالية:
الانتحاريون يرجّح أن يكونوا انطلقوا من منطقة مشاريع القاع، فيما ترجيحات أخرى تتحدّث عن مجيء بعضهم من الداخل السوري. هذا المعطى طرح أكثر من علامة استفهام حول خلفيّة ما أدلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق حول وصول كلّ الانتحاريين من الداخل السوري، فهل هذا الموقف مقصود أم أنّ هناك تبايناً في المعلومات لدى الأجهزة الأمنية؟ المعطيات الإضافية عن مساء أمس أول أمس من أنّ الجيش اللبناني كانت لديه معلومات عن انتحاريّين، وهذا المعطى غير مؤكّد كليّاً. ثمّة معلومات تقول إنّه طلب من الأهالي التزام منازلهم ليتسنّى له تعقّب هؤلاء الانتحاريين، لكن بعض الأهالي الذين كانوا في محيط الكنيسة بالتزامن مع تقبّل العزاء هو الذي جعل العمليات الانتحارية المتلاحقة توقع الجرحى. وتكشف المعلومات أيضاً أنّ الجيش اللبناني أحبط قبل فترة عمليّتين إرهابيّتين في العمق اللبناني، وهو لهذه الاعتبارات يطلب من المواطنين الإبلاغ عن أيّ شيء يشتبه به، مطمئناً إلى أنّ الوضع تحت السيطرة.
السؤال الثاني: بعد الاحتضان الرسمي والشعبي، هل سيتابع «داعش» عمليّته؟ هل ما يقوم به غير مرتبط بدرجة الجهوزيّة العسكرية اللبنانية، بل بالأجندة الخاصة به؟ لبنان الرسمي أوحى بأنّه جديّ في المواجهة، سواء من خلال جلسة مجلس الوزراء أو من خلال الاجتماعين الأمنيّين اللذين عُقدا في كل من وزارة الدفاع والسراي، أو من خلال الزيارات المتلاحقة لوزيري الدفاع والداخلية للقاع. لكن يبقى أنّ هاجس أبناء القاع أنّ الأمن ليس عسكرياً فقط، بل هو استباقي وأمني وأمن سياسي بالدرجة الأولى، وفي سياق الأمن الاستباقي، يُطرح السؤال: كيف استطاع الانتحاريّون الوصول إلى القاع؟ ومن سهّل لهم الناحية اللوجستية. القاع تحاول لملمة جروحها ولو أنّها غداً اليوم ستودّع شهداءها فيما الجرحى لا يزالون يعالَجون في المستشفيات.