تقرير جديد يكشف تفاقم أزمة الجوع والفقر في الولايات المتحدة

كشف تقرير جديد أجرته مؤسسة «فيدينغ أميركا»الأميركية عن تفاقم أزمة الفقر والجوع في الولايات المتحدة حيث يعيش نحو 46 مليون مواطن أميركي على المعونات الغذائية.

وذكر موقع «وورلد سوشياليست»الأميركي أن التقرير المكون من 160 صفحة تحت عنوان الجوع في أميركا عام 2014 يعتبر وبرأي مراقبين أول تقرير شامل في تاريخ الولايات المتحدة يعمل على إحصاء مشاكل الطعام للأسر الأميركية، إذ قابل القائمون على إعداده 60 ألف حالة في مختلف الولايات من الذين تقدم لهم معونات غذائية شهرياً من قبل المؤسسة.

وأشار التقرير إلى أن واحداً من كل سبعة أشخاص في البلاد أي 46 مليون أميركي يعتمدون على بنوك الغذاء من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم ويشمل هذا العدد 12 مليون طفل و7 ملايين من كبار السن وذلك بعد أن وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما في شهر شباط الماضي على تشريع ينص على خفض نحو 8.7 مليارات دولار لأكثر من عشر سنوات من برنامج طوابع الغذاء الفدرالي، في إطار خطة تخفيضات حكومية على المساعدات الغذائية بمعدل 319 دولاراً سنوياً لعائلة أنموذجية مكونة من ثلاثة أفراد.

وذكر الموقع أن الحكومة الأميركية أعلنت العام الماضي أن عدداً قياسياً من المواطنين أي أكثر من 47 مليون أميركي يعتمدون على مخصصات قسائم الطعام، وبحسب مؤسسة «فيدينغ أميركا»فإن 55 في المئة فقط من أولئك الذين يتلقون المساعدات الغذائية من خلال البنوك التابعة لها مسجلون أيضاً في برنامج طوابع الغذاء الفدرالي مشيرة إلى أن استمرار ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وبعد أكثر من خمس سنوات على الانهيار الاقتصادي العالمي من 2008/2009 يوضح أن الحديث عن الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة هو نصب واحتيال.

وأوضح الموقع أن الأرقام التي قدمتها الدراسة تشير إلى أن مشكلة الجوع في الولايات المتحدة هي أكبر من التي اقترحتها أرقام الأميركيين المسجلين ضمن طوابع الغذاء وحدها والتي يمكن أن تكون 20 في المئة من سكان الولايات المتحدة فقط.

ووفقاً للتقرير فإن 69 في المئة ممن شملتهم الدراسة قالوا بأن عليهم أن يختاروا بين الغذاء ودفع فواتير الخدمات العامة، بينما قال 66 في المئة إن عليهم أن يختاروا بين الغذاء والرعاية الطبية في وقت أشار 31 في المئة إلى أن عليهم الاختيار بين الغذاء والتعليم.

وأشار التقرير إلى أن من بين أولئك الذين يواجهون صعوبة في الحصول على ما يكفي من الغذاء يضطرون لاتباع إحدى استراتيجيات المواجهة الأكثر شيوعاً، وهي شراء أطعمة رخيصة قد تكون ضارة جداً من الناحية الصحية خصوصاً أن مثل هذه الأطعمة والتي غالباً ما تحتوي على مستويات عالية من السكر والصوديوم، يمكن أن تساهم في العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والسكري.

وكان تقرير نشرته وزارة الزراعة الأميركية العام الماضي أكد أن 49 مليون أميركي يفتقرون إلى ما يكفي من الغذاء فمنذ عام 2007 زادت أسعار المواد الغذائية بمعدل 2.8 في المئة سنوياً وستزداد بمعدل 3.5 في المئة هذا العام، وهذا أعلى من مستوى التضخم الطبيعي.

وخفض الكونغرس الأميركي أخيراً ضمن خطة ترشيد الإنفاق في الولايات المتحدة 800 مليون دولار من المبلغ الذي يدفع لمؤسسة «فيدينغ أميركا»بمعنى أن 850 ألف أسرة ستحرم من الحصول على الوجبات اليومية.

وتعاني الولايات المتحدة من فجوة اجتماعية خطيرة وتفاوت كبير في الدخل حيث يزداد الأغنياء ثراء والفقراء فقراً، وبحسب إحصاءات اقتصادية فإن رأس المال يملكه 7 في المئة فقط من الأميركيين الذين يمثلون الطبقة الغنية ويمتلكون 63 في المئة من ثروات البلاد وقد زاد بنسبة 28 في المئة في الفترة ما بين 2009 و2011 في حين انخفض دخل باقي الشعب بنسبة 4 في المئة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى