ولد الشيخ: المفاوضات اليمنية مقبلة على مرحلة جديدة
أعلّن المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، أنّ محادثات السلام اليمنية مقبلة على مرحلة جديدة في الأسبوعين القادمين.
وقال إنّ المبادئ الرئيسية التي ستوجه المرحلة المقبلة من المحادثات اليمنية قد وضعت بعد عقد مناقشات مستفيضة مع المشاركين، موضحاً أنّ هذه المبادئ مستمدة من أوراق العمل المقدمة من قبل الوفدين وتوصيات اللجان الخاصة.
وأضاف أنّ أعضاء الوفدين سيقومون خلال الأسبوعين المقبلين بإجراء استشارات مع قياداتهم، على أن يعودوا إلى الكويت في 15 تموز بتوصيات عملية لتطبيق الآليات الضرورية التي تمكنهم من توقيع اتفاق سلام، ينهي الصراع في اليمن.
وأوضح أنّ الفترة المقبلة ستخصص للتشاور بين الوفود وقياداتها، وسيتم التركيز على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية وكذلك إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، مشيراً إلى أنّ طرفي المفاوضات اتفقا على نقل لجنة التهدئة إلى الظهران في السعودية، وأنّ المجتمع الدولي يقدم «دعماً غير مسبوق» للمحادثات اليمنية.
وبدوره سيلتقي المبعوث الأممي خلال فترة الأسبوعين مع قيادات سياسية يمنية وإقليمية، للضغط من أجل العمل على حل شامل يبني على الآليات التي نوقشت ويضمن الأمن والاستقرار في اليمن.
وفي السياق، استقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، وعدد من قيادات الخارجية الكويتية ظهر اليوم، الوفد الوطني اليمني بقصر بيان الأميري.
وفي اللقاء أشار الوزير إلى أن عودة الوفد للتشاور مع القيادات ولمدة إسبوعين والرجوع إلى الكويت في زمن محدد ستكون دفعة جديدة لمزيد من التقدم في المشاورات، مؤكداً أنّ السعادة لم تكتمل إلا بتحقق السلام والأمن والحل الشامل لليمن، وأن الأمل في التوصل إلى حلول كبير.
وخلال اللقاء أشاد وزير الخارجية الكويتي بالجهود التي بذلها الوفد الوطني خلال الشهرين الماضيين من المشاورات، مشدداً على أهمية استغلال فترة الخمسة عشر يوماً لاجراء المزيد من المشاورات والعودة لاستكمالها في الـ15 من يوليو من حيث انتهت.
وعبّر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، عن أمله في أن تلتزم الأطراف بتثبيت وقف اطلاق النار، مؤكداً أن دولة الكويت ستبذل ما بوسعها من أجل إجراء المزيد من الاتصالات خلال فترة ال15ـ يوماً بهدف أن تعود الوفود إلى الجولة القادمة من المشاورات وهم جاهزون لانجاز حل واتفاق سلام ينهي معاناة الشعب اليمني.
من جانبه جدد الوفد الوطني الشكر والتقدير الكبيرين للكويت قيادةً وحكومةً وشعباً، وعلى رأسهم أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحرص الكويت على تحقيق السلام في اليمن، مشدداً على ضرورة أن يتم الالتزام خلال فترة الخمسة عشر يوماً بوقف اطلاق النار وفي المقدمة وقف الغارات الجويّة. وشدد الوفد الوطني على ضرورة رفع الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب اليمني بكافة أشكاله، وفي المقدمة ما يتعرض له اليمنيون من انتهاكات في مطار بيشة وغيرها من المطارات، لافتين إلى المعاناة التي يعانيها المواطن اليمني جراء استمرار الحصار.
الوفد الوطني أوضح أن الرؤى والنقاشات أصبحت واضحة للسلطة التنفيذية سواء في مؤسسة الرئاسة والحكومة واللجنة العسكرية والأمنية وكل ما يتعلق بالضمانات، مؤكداً أنّه سيبذل المزيد من الجهود في هذه الفترة، كما شدد على أهمية وضع معالجات سريعة للوضع الاقتصادي نتيجة الحصار المفروض.
وأكد الوفد الوطني على عودته في الوقت المحدد، ومواصلة المفاوضات للوصول إلى حل شامل ودائم.
ميدانياً، أكّد مصدر عن غارات جويّة عنيفة ومتواصلة من قبل طائرات التحالف السعودي تعرضت لها مدينة تعز جنوبي اليمن وحتى ساعات الصباح الأولى، حيث استهدفت طائرات التحالف السعودي بعشر غارات جوية مناطق بيرباشا وحِذّران وغُراب والمطار القديم إلى الغرب من المدينة وامتدت الغارات حتى شارع الخمسين شمالاً، بالتزامن مع مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات الرئيس المستقيل هادي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، تركزت عند المحور الغربي من مدينة تعز.
وإلى مأرب إلى الشمال الشرقي من اليمن تحدث مصدر عن مقتل وجرح 10 أشخاص بانفجار عبوة ناسفة في مدينة مأرب، في الوقت الذي أعلّنت فيه وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل وجرح العشرات من قوات الرئيس هادي خلال تصدي الجيش واللجان الشعبية، لمحاولات تقدم متواصلة لقوات الرئيس هادي باتجاه وادي المِلح إلى الغرب من مأرب.
وإلى الجوف المحاذية لمأرب شمال شرق اليمن فقد شنّت طائرات التحالف السعودي غارتين جويتين على مديرية الغَيْل شمال المحافظة، في الوقت الذي تشهد فيه مديريتي المُتُون والمَصْلوب اشتباكات متقطعة بين قوات الرئيس هادي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، حيث تمتد المواجهات حتى الحدود اليمنية السعودية بجبهتي حَرض ومِيدي بمحافظة حجة غرب اليمن.
وكشّف مصدر عن اشتداد حدة المواجهات فجر أمس، بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات التحالف السعودي من جهة أخرى، عند الشريط الحدودي لمديريتي حرض وميدي، في الوقت الذي أكّد فيه مصدر ميداني عن صدّ الجيش واللجان الشعبية محاولتي زحف كبيرة للقوات السعودية على تلة الأمن المركزي وجمارك حرض الحدودية بمديرية حرض، وصدّت زحفاً ثالثاً لهم باتجاه صحراء ميدي الحدودية بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي للقوات السعودية على مناطق متفرقة من المديريتين.
كذلك تعرضّت نهم شمال شرق صنعاء لقصف صاروخي ومدفعي من قوات الرئيس هادي تركزت على منطقتي مَبْدعة وبني بارق، فيما تشهد محافظات صنعاء ومأرب والجوف وتعز تحليقاً مستمراً لطائرات التحالف.