إيران: قطب الرحى في الانتصار لفلسطين
زهير مخلوف
لو انحرفت ايران او حزب الله عن هذا السبيل فسَنَلْعَنها ونُعلِنها مقاطعة دائمة ونتمايز عنها ولو بقينا وحدنا في هذا الكون الفسيح.
يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف هو حدث سنوي يعارض احتلال «إسرائيل» للقدس. ويتمّ حشد وإقامة التظاهرات المناهضة للصهيونية، في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة. وهو يعقد كلّ سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أيّ الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع. يوم القدس حدث سياسي مفتوح أمام كلّ المسلمين وغير المسلمين على حدّ سواء.
ونحن نحتفل بهذا اليوم المبارك والمقدس استهدفني أحد الأصدقاء ممن لا أعرفهم وممن أتصور أنه جاهل بالمسألة ولكن يتمترس وراءه متصهينون يدعون شعوبنا الى الإحباط والتشكيك ببعض الدول التي تنتصر للقضية الفلسطينية في إعلان العداء التامّ مع هذه الدولة، وفي تغاض كامل عن الكيان الصهيوني فأجبته أنّ إيران الفارسية او إيران الشيعية طوّرت كلّ قدراتها التكنولوجية والعلمية والتقنية والطبية والبحثية والاستراتيجية والفضائية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية في بوتقة من حصار اقتصادي ومالي كوني، ولكنها لم تتخلّ عن فلسطين وعن دعم حماس والجهاد والنضال الفلسطيني بالمال والسلاح والدعم اللوجستي بشكل لا ينكره حتى ذلك الكيان الغاصب، ودعمت حزب الله في حروبها ضدّ هذا السرطان المنغرس في خاصرة الأمة، وحينها كان كلّ العرب ومدّعي الاسلام يبيعون ويقايضون القضية ببضع مصالح او بضع دولارات، وكانت النخبة والى حدّ هذه اللحظة تبرّر كلّ أشكال التطبيع مع هذا الكيان وآخرها نقرأ شذرات منها في التعليق على التطبيع التركي الصهيوني الأخير.
ولم يكتفوا بذلك بل حوّلوا جامّ غضبهم وتكفيرهم ضدّ دولة إيران ووصفوها بشتى النعوت والأوصاف المخزية وأصبحوا عرابي التطبيع من حيث لا يشعرون وهم يشعرون ولكن ينفّسُون عن مرض كامن في القلوب والخلفيات والعيون.
ولذلك نقول لهؤلاء وبالفم الملآن اثبتوا على مواقفكم واثبتوا حيث وقفتم، فقد ضاعت بوصلتكم وضاع التزامكم وضاعت قضيتكم فلسطين البوصلة التي جمعتنا يوماً في صفّ واحد وهي التي تصنع الفارق والمفارقة بيننا هذه الأيام.
ومن كان عدوّه غير الكيان الصهيوني ودواعش العصر فلن يرقى التزامه مستوى خاصرته وعاطفته، ولن تصمد أفكاره أمام تحديات الزمان والواقع وتباينات الفسطاط أيام الوغى الحقيقي.
وقلت له كونوا حيث أنتم فقد ولّيْنا وجهتنا صوب بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وصوب حزب الله المقاوم والمحارب لهذا الكيان وأخطبوطه من الدواعش الذين يحاربون بدلاً عنه منذ 6 سنوات على حدّ سواء، وفي كلّ بلداننا بداية من تونس وليبيا والصومال ومالي وتركيا ونيجيريا ولبنان والعراق وسورية وصولاً الى اليمن.
والتزموا أنتم ثورات تسيبي ليفني وهنري ليفي وستجدون أنفسكم خارج التاريخ والجغرافيا والبوصلة التي جمعتنا واحتضنتنا يوماً ما وهذا فراق بيننا وبينكم حيث بنى ذلك الرجل الصالح مع موسى النبي حائطاً مانعاً بين الخير والشرّ وحيث نسي الحوت عند ذلك الشاطئ «الفلسطيني» وحيث خرق السفينة التي امتلأت بالأسرار وكانت على ملك الأمراء الأشرار حسب ما ورد ذلك في القصة في سورة الكهف.
هذا فراق بيننا وبينكم الى ان تستيقظوا كما استيقظ أصحاب الكهف ولم يعد لهم فائدة من بقائهم حينها، فأعادهم الله إلى ميتتهم الأولى واتخذوا عليهم بعد ذلك مسجدا. وليصبح هذا المسجد لا يؤمّه إلا أصحاب العصر والزمان الذين أدركوا خلاصهم ونجاتهم في تلبية دعوة فلسطين وبيت مقدس المسلمين.
وقلت له: لو انحرفت ايران او حزب الله عن هذا السبيل فسَنَلْعَنها ونُعلِنها مقاطعة دائمة ونتمايز عنها ولو بقينا وحدنا في هذا الكون الفسيح.
فافهموا طريقنا وسبيلنا يرحمكم الله ولا تتبعوا خطوات المسيخ الدجال الذي نعايش عصره ولا ندرك سرّه. فماءه جهنم وناره النجاة.
وليس لنا ولاء الا لفلسطين ومسرى نبيّ العالمين وكلّ بقية العناوين هي تفاصيل لا تغني ولا تسمن من جوع وهي عندنا وسائل سخّرها الله لخدمة القضية البوصلة.
ناشط حقوقي تونسي