أنا وأنت

ـ سلاماً. لم أرك يوماً بهذا التألق. هناك حبيبة؟!

ـ لا أعرف ماذا أقول لك. نحتفظ بأوهامنا فيستهلكنا الحزن والخوف يوماً بعد يوم. نار حبنا خبت. واحتلّ الصمت بيننا المكان. الواقع كالفجر يحيا وينبض ولا يقف على الأطلال. هي صديقة قديمة جمعنا يوماً إعجاب وفرقتنا بعدها السنوات. كنت معك وكانت لغيري. العمل، الأفكار والعقيدة أعادتنا إلى خانة البدايات.

تمهلنا، عانينا كثيراً جداً قبل الاعتراف. لم أخنك قط. لكن حبّها ملأ صدري وأزاح ذكراك بسرعة عن الطريق.

ـ ما زلت أذكر جملتك عندما عرّفتني إليها. «كل الكلمات لا توفيها حقها»، شعرت عندها بخطب ما. لكن الثقة أعمت بصري. بعدها برد القلب وغدت الابتسامات رمادية بلا حياة. أنت لست ملزماً بتقديم تبريرات. بوضوح لنسمّ الأسماء كما هي.

ـ علاقتنا كانت متّجهة إلى الزوال. أنا نار وإعصار، وأنت كالجليد متحفظة إلى حدّ الاختناق. ازدادت بيننا المسافات وصار كل لقاء عتاب. لم أتوسل بقاءك لأنني قد سبقتك بالرحيل. القلب حين ينكمش لا يستطيع النظر إلى الوراء.

ـ لحظة الحقيقة لا تحتاج إلى تفسيرات. كنّا معاً في هوىً وبأيدينا أقفلنا عند المغادرة الباب. لا أطلب الرجوع أو أقصد العتاب. كنت فقط أسألك كيف الحال؟

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى