من الرفقاء المناضلين في بيروت محمد الإدلبي

يورد الأمين شوقي خيرالله في مذكراته، أنّ مركز الحزب في العام 1944 كان في سوق أياس « نصعد اليه في درج لولبي كالصاعد الى مأذنة أو منارة، وهو عبارة عن علية واسعة يعمل فيها فارس المعلولي الأمين لاحقاً ليل نهار، وبجانب العلية «دار العالم العربي» التي يعمل فيها فريد مبارك ومأمون أياس ومحمد إدلبي…»

من المعروف أنّ كلا الرفيقين فريد مبارك ومأمون أياس توليا في الحزب مسؤوليات قيادية وكنت عمّمت نبذة عن الرفيق مبارك 1 وسنعد لاحقاً نبذة تعريفية عن «الأمين» مأمون اياس، إنما ماذا عن الرفيق محمد الادلبي؟

لعلّ ما يورده الأمين يوسف الدبس في كتابه «في موكب النهضة» أفضل تعريف عن ذلك الرفيق المؤمن، النشيط، العصامي. يقول الأمين الدبس: « تعرّفتُ على رفيقنا محمد الادلبي في مركز الحزب في بيروت وعرفتُ في ما بعد أنه يعمل أستاذاً في إحدى المدارس، وهو من خيرة القوميين نشاطاً وفهماً وذكاءً. توطدت الصداقة بيننا، وكنت كلّ مرة أزور فيها بيروت أجتمع به وبأصدقائه وديع الأشقر 2 وكان وكيلاً لعميد الإذاعة، محمد راشد اللاذقي 3 منفذاً عاماً لبيروت، خليل أبي عجرم 4 ناظراً للمالية، زكريا اللبابيدي 5 حبيب الكلّ ونديم الجلسات، وكنا أكثر الأحيان نسهر سوية في أحد البيوت أو في أحد المقاهي».

ينتقل الأمين يوسف للحديث عن الغرفة المتواضعة التي كان يقطن فيها الرفيق الادلبي وعن حالة العوز التي كان يعاني منها ليقول:

«تضايق الادلبي من حالة الفقر، فقرّر السفر الى الخليج وهناك اشتغل كعادته بكلّ إخلاص وجدية حيث لا خمر ولا سينما، فقدر أن يجمع بعض المال ببضع سنين عاد الى لبنان فتزوّج وانجب أولاداً واشترى مطبعة مع صديقه زكريا اللبابيدي بجانب سوق الافرنج باب ادريس- وسط بيروت واستأجر بيتاً في الجبل لقضاء فصل الصيف، وفي أحد الأيام وقد انتهى محمد من عمله في العاصمة ركب البوسطة وهو يحمل بعض المآكل والحاجيات لعائلته ولم تكد تصل بهم لقرب كفرشيما 6 حتى كانت الحادثة المروّعة فتدهورت السيارة وقتل أكثر من عشرين شخصاً بينهم صديقنا محمد الادلبي.

«لقد كان محمد نموذجاً في الإخلاص والتفاني، بالمحبة والأخلاق الطيبة إذ لم يكد يتنفس الهواء النقي ويفتح صدره للحياة الجديدة ولتربية عائلة قومية صحيحة حتى فاجأه القدر الغاشم، ولكن ذكراه ستبقى خالدة ابداً.»

الرفيق وليم عبدالصمد من عماطور، ومن أوائل الرفقاء الذين انتموا فيها كان من الرفقاء الذين عرفوا الرفيق ادلبي، يقول: «إنّ الرفيق محمد الادلبي تولى مسؤولية منفذ عام بيروت 7 في أواخر الثلاثينات، وجاء بعده الرفيق زكريا لبابيدي». ويضيف: « لا أذكر عن الرفيق محمد ادلبي إلا أنّ منظره كان يدلّ على العنفوان واشتهر بنشاطه وحسن خلقه وفقره، حتى أنه لم يكن يملك أجرة السرفيس، فكان يحضر من بيته مشياً على الأقدام.

لا نملك الكثير من المعلومات عن الرفيق محمد الادلبي سوى ما أوردناه آنفاً. اليها نضيف: أنّ الرفيق محمد كان عاملاً في جريدة «صدى النهضة» عام 1946 إذ أنها نشرت في الكثير من أعدادها إعلانات تفيد أنّ «صدى النهضة» انتدبت موظف إدارتها الرفيق محمد الادلبي للقيام بجولة في الشام ولبنان لجمع الاشتراكات وتفقد الأمور المالية، وتطلب من قرائها تسهيل مهمته هذه.

هوامش

1 – فريد مبارك: للاطلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 – وديع الاشقر: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على الموقع المشار إليه آنفاً.

3 – محمد راشد اللاذقي: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على الموقع المشار إليه آنفاً.

4 – زكريا اللبابيدي: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على الموقع المشار إليه آنفاً.

5 – خليل ابو عجرم: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على الموقع المشار إليه آنفاً.

6 – يفيد السيد محمد مصطفى ادلبي وقد اقترن من ريما ابنة الرفيق رامز سري الدين ، ان الحادث وقع في منطقة وادي الزينة الاقليم لا في كفرشيما مما ادى الى مصرع جده الرفيق محمد فوراً.

7 – لا نملك ما يؤكد ذلك سوى إفادة الرفيق وليم عبدالصمد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى