العبادي: الإرهاب يائس بعد هزيمته في ساحات المعركة
توعّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الإرهابيّين بالقصاص، ورأى أنّ لجوءهم إلى التفجيرات يأتي بسبب يأسهم بعد هزيمتهم في ساحة المعركة.
رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الذي تفقّد موقع التفجير في منطقة الكرادة، توعّد «الإرهابيّين بالقصاص، ورأى أنّ لجوءهم إلى التفجيرات يأتي بسبب يأسهم بعد هزيمتهم في ساحة المعركة».
بدوره، قال رئيس مجلس النوّاب العراقي سليم الجبوري في بيان: «نُدين وبأشدّ عبارات الاستنكار التفجيرات الإجراميّة الجبانة التي استهدفت منطقتي الكرادة والشعب، والتي خلفت ضحايا في صفوف المدنيّين العُزَّل، وأضراراً بالممتلكات العامة والخاصّة».
وارتفعت حصيلة التفجير الذي وقع فجر أمس، في حي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد، إلى 72 شهيداً وأكثر من 168 جريحاً، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء العراقيّة المستقلّة.
وانفجرت شاحنة تبريد ملغومة في حيّ الكرادة في وسط بغداد، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابيّ المسؤوليّة عن الهجوم في بيان نشره أنصاره على الإنترنت، وقال إنّ التفجير انتحاري.
وقال مصدر أمني، إنّ عدداً من المحلات التجاريّة والسيارات المدنيّة احترقت من شدّة الانفجار.
وكان حي الكرادة مزدحماً وقت وقوع التفجير قرب مطعم شعبي، لوجود كثيرين كانوا يتناولون وجبة السحور، وقربه من مجمع تجاري للملابس، والتهمت النيران المحال التجاريّة القريبة من التفجير.
وتشهد العاصمة بغداد حركة تجاريّة مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد، إذ تخرج معظم الأسر للتبضّع ليلاً استعداداً للعيد، كما هو متعارف عليه في أغلب البلدان الإسلاميّة.
وقالت الشرطة، إنّ عدد القتلى قد يرتفع، إذ إنّه من الممكن أن يكون هناك المزيد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمَّرة.
ونقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفى قريب لتلقّي العلاج، فيما طوّقت قوات الأمن المنطقة بالكامل.
من جهتها، ذكرت وكالة «سبوتنيك» نقلاً عن مصدر في الشرطة العراقيّة، أنّ الانفجار وقع بالقرب من حسينيّة عبد الرسول علي.
والتفجير هو الأكبر من حيث عدد القتلى في البلاد منذ أن طردت القوات العراقية الشهر الماضي متشدّدي تنظيم «داعش» من الفلوجة معقل التنظيم غربب العاصمة، والتي كانت مركزاً لانطلاق مثل هذه الهجمات.
وقالت مصادر أمنيّة وطبيّة، إنّ عبوة ناسفة ثانية انفجرت قرب منتصف ليل السبت في سوق بحيّ الشعب ذي الأغلبيّة الشيعيّة في شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل.
وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بانفجار ماكنة لضغط الهواء داخل محل للنجارة. وقال الشهود، إنّ جهازاً لضغط الهواء انفجر بسبب حدوث خلل كهربائي داخل محلّ للنجارة قرب حسينيّة الرسول الأعظم في شارع الصحّة بمنطقة الشعب شمال بغداد، وأضاف الشهود أنّ الانفجار أدّى إلى نشوب حريق داخل المحل، ولم يُسفر عن أيّة خسائر بالأرواح.
يُشار إلى أنّ القوات العراقيّة أعلنت في 26 حزيران هزيمة «داعش» في الفلوجة بعد شهر من القتال، وأمر العبادي بشنّ الهجوم بعد سلسلة من التفجيرات العنيفة التي استهدفت أحياءً في بغداد.
وفي ردود الفعل العربية والدولية، دانَ المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة بهرام قاسمي التفجير الإرهابي الذي ضرب حي الكرادة، وأكدّ قاسمي «أنّ إيران ستقف إلى جانب الحكومة والشعب العراقي حتى إلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهاب»، وعبّر قاسمي عن قناعته بأنّ «التفجيرات الإرهابيّة التي ضربت بغداد هي ردّ فعل يائس من قِبَل الجماعات الإرهابيّة في العراق وحُماتهم إزاء الهزائم التي لحقت بـ»داعش» خلال الأيام الأخيرة».
كما أدانت سورية الاعتداء الإرهابي، مؤكّدة أنّ هذه الأعمال الإرهابيّة تُبيّن من جديد الحاجة إلى تضافر الجهود الدوليّة الصادقة من أجل مكافحة الإرهاب، بعيداً عن الازدواجية في المعايير.
وقال مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين: «تدين وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية الاعتداء الإرهابي الدموي والجبان الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد اليوم، وأدّى إلى استشهاد العشرات، الكثير منهم من النساء والأطفال، وإصابة عشرات آخرين بجروح، وإلى دمار كبير في الأسواق والمحال التجارية المكتظّة بالمواطنين في هذا الوقت من شهر رمضان الكريم».
واستنكر المتحدّث باسم وزارة الخارجية المصريّة أحمد أبو زيد بأشدّ العبارات الهجومين الإرهابيين في حيّي الكرادة والشعب، مُعرباً عن تعازي مصر حكومةً وشعباً للحكومة العراقية ولأسر الضحايا.
وأكّد أبو زيد «وقوف مصر وتضامنها الكامل مع العراق في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف أمنه واستقراره، وكذلك كل ما يتّخذه من إجراءات لمواجهة أعمال العنف والإرهاب».
وأدان وزير الدولة لشؤون الإعلام والمتحدّث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، التفجير الإجرامي الذي استهدف حي الكرادة، مؤكّداً وقوف الأردن إلى جانب العراق في كل الظروف والأحوال.
ووصفت وزارة الخارجية البريطانية التفجير الإرهابي في حيّ الكرادة بالجبان، مُعربةً عن تعازيها ومواساتها لكلّ العراقيّين الأبرياء المتضرّرين من الهجمات في بغداد.
وقالت الخارجية في بيان: «إنّ بريطانيا تقف إلى جانب شريكها الحكومة العراقيّة، التي تواصل دحر «داعش» وتحرير العراقيين من قبضته».
وأكّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أنّ العمليّة الإرهابيّة المزدوجة التي ضربت بغداد فجر الأحد وأودت بحياة حوالى 160 شخصاً، يقف وراءها مجرمون يجب محاربتهم بلا هوادة.
يأتي ذلك، فيما يزور بغداد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وجرى بحث العلاقات الثنائيّة بين البلدين.
ونقل شكري مباركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الانتصارات المتحقّقة في الفلوجة، ودعم مصر حكومة وشعب العراق في حربه ضدّ الإرهاب.
بدوره، أكد العبادي أهمية العلاقة التاريخية بين البلدين، وأنّ العراق يعي الدور الكبير لمصر، مؤكّداً أهميّة التنسيق والتكامل لاستقرار المنطقة.
وكان شكري أكّد أول أمس السبت، أنّ بلاده تقف مع العراق في مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى استمرار القاهرة في تقديم دعمها لبغداد لتحقيق الانتصار على «داعش».
موقف شكري أتى بعد لقائه نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد.
بدوره أشار الجعفري إلى أنّ أيّ إنجاز وانتصار للعراق، هو انتصار لمصر ولكل الدول العربية.
ميدانياً، استعاد الجيش العراقي، أمس، السيطرة على 3 قرى من قبضة تنظيم «داعش» غرب منطقة مخمور قرب محافظة نينوى شمال البلاد، حسبما أعلن ضابط في الجيش العراقي.
وأفاد الضابط في اللواء 91، الرائد أمين شيخاني، بأنّ القوات التابعة للواء 91 واللواء 37 والفرقة 15 للجيش العراقي حرّرت صباح أمس، قرى الكرامة والعصريّة والمحالّ الواقعة غرب مخمور من قبضة تنظيم «داعش»، مؤكّداً مقتل 29 من عناصرهم خلال العملية.
وتابع بقوله إنّ الفرق الهندسيّة تقوم حالياً بعمليات نزع المتفجّرات والألغام في تلك المنطقة.
وفي سياقٍ متّصل، أعلن محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، عن انطلاق حملة كبرى لتطهير وتنظيف قضاء بيجي وناحية الصينيّة من العبوات والألغام والأنقاض.
ودعى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانيّة والإغاثيّة إلى زيارة قضاء بيجي، واصفاً إيّاه بـ»المنكوب»، والوقوف على الخراب والدمار الذي حل به من جرّاء الحرب ضدّ «داعش».
وأضاف الجبوري، أنّ الحملة تأتي ضمن برنامج حكومة المحافظة الرّامية إلى إعادة وتأهيل قضاء بيجي، وتطهيره من الألغام والمفخّخات، ورفع أنقاض المنازل والأسواق والدوائر الحكومية التي تعرّضت للتفجير والهدم.
ويقول الجبوري في هذا الصدد، «إنّ عودة أهالي القضاء أضحت ضروريّة، مطالباً الحكومة المركزية بالإسراع في إطلاق أموال إعادة بناء القضاء، ولا سيّما بعد تعرّضه لعمليّات إرهابية أصبحت فيها بيجي مدينة منكوبة بنسبة 100 »، على حدّ تعبيره.
وللتذكير، فإنّ ضابطاً بالجيش العراقي، أعلن في 30 حزيران عن استعادة السيطرة على قريتين في منطقة مخمور المحاذية لمحافظة نينوى شمال العراق ، وأكّد مقتل عدد من مسلّحي «داعش» وتدمير سيارات مفخّخة خلال العملية.