«إسرائيل» هُزمت في غزّة وفشلت في استيعاب دروس هزيمتها عام 2006 وأصبحت عاجزة عن خوض الحرب… و«داعش» يتهدّد نفوذ أميركا

من الواضح أنّ هذه المرحلة تمثل بداية قطاف ثمار انتصارات قوى المقاومة في المنطقة على الاحتلال الصهيوني والمخططات الأميركية، فالمقاومة في غزّة ألحقت الهزيمة بـ«إسرائيل» على رغم محاولتها استيعاب دروس هزيمتها أمام المقاومة في حرب تموز 2006، إذ تبين أن القبة الحديدية قد خُرقت كالغربال بصواريخ المقاومة. وإذا كانت هذه هي حالها في مواجهة المقاومة في غزّة، فكيف سيكون وضعها في حرب مع سورية وإيران والمقاومة في لبنان. لذلك فإن «إسرائيل» أصبحت عاجزة عن خوض الحروب.

أما الولايات المتحدة الأميركية، فهي بعد نجاح سورية في إحباط أهداف حربها الإرهابية، والتقدم المستمر للجيش السوري، بعد حرب القلمون والنتائج المترتبة عليها، والتقدم في الغوطة الشرقية، والمصالحات في حمص، واقتراب حرب حلب، أضحت ترى أن حلف المقاومة ينتصر وحلفها يسقط ولم يحقق أهدافه، لأنّ محور المقاومة لم يدبّ فيه الذعر ولم يقدّم التنازلات، إلى جانب ذلك، فإن أميركا تواجه خطراً يتهدّد نفوذها في كردستان العراق والدول الموالية لها، ويتمثل هذا الخطر بتمدّد تنظيم «داعش» الإرهابي في هذه المناطق الحيوية والمهمّة بالنسبة إلى المصالح الأميركية. ولذا، فإن واشنطن أصبحت قلقة إزاء هذا الخطر، الأمر الذي دفع بنائب رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي طوني بلينكن إلى القول أمام الكونغرس: «إننا نضيع العنوان، وثمّة عنوان واحد أن نقصد قصر المهاجرين في دمشق ونتحدّث مع الرئيس بشار الأسد».

على أن هزيمة «داعش» برأي ويسلي كلارك القائد السابق لحلف الأطلسي، بحاجة إلى وحدة شعوب المنطقة التي يرى أن أمامها سنوات من الاضطراب بسبب البطالة، والغضب حيال الغرب، لكن معلومات جديدة تتكشف يومياً عن دور دول خليجية في دعم المنظمات التكفيرية، وآخر هذه المعلومات ما كشفه رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب عن وجود تحالف بين النظام البحريني وهذه المنظّمات. إذ توفر لها حاضنة دينية وفكرية، حيث الخطاب في المساجد التي تشرف عليها الدولة يتّسم بالتطرّف.

أما على الصعيد اللبناني الداخلي، فإن لقاء رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط مع النائب سليمان فرنجية، فتح كوّة في العلاقات بين الجانبين، وتمخّض عن اتفاق على مواجهة الخطر التكفيري وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكنهما اختلفا على المرشّح.

في هذا الوقت، البحث جارٍ عن مخرج للتمديد لمجلس النواب، بعدما ساد ما يشبه الاتفاق بين معظم الكتل النيابية على التمديد، بسبب استحالة إجراء انتخابات في ظلّ الظروف الراهنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى