فرفور: ما يجري في فلسطين فعل إبادة ونثق بانتصار الحق الخوري: نرفض القول بتهجير إسلامي للمسيحيين
دمشق سعد الله الخليل
في ذكرى إحراق المسجد الأقصى افتتحت وزارة الأوقاف السورية ومجمع الفتح الإسلامي فعاليات الأسبوع العالمي للمساجد بالتعاون مع مؤسسة الأقصى الدولية ـ سورية.
حرب صهيونية
رأى مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم أن المسجد في الإسلام دارٌ للعبادة وبيت لذكر اسم الله، كما يعمر المسجد لإعمار القلوب ولتحديد مسار الأمة»، لافتاً إلى ما يدعو إليه الإسلام من الحياء والخلق الكريم وهو ما حرص عليه رسول الله، وأضاف لصحيفة «البناء»: «ما يحدث اليوم يؤلمنا، وهو نتاج حروب صهيونية تعود لعقود، لذلك كانت رسالتنا تقوم على الإيمان والخير، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ومن يده»، وتابع: «من يحاول تصوير للعالم أن الإسلام دين قتل وذبح يحاولون تشويه وتلطيخ نقاء هذا الدين المبارك، لكنهم فشلوا لأن الإسلام دين سلام ومحبة وعطاء وقلب المسلم طاهر نظيف نقي لا يؤذي نفساً ولا يحلل القتل».
ولفت الدكتور محمد توفيق محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إلى ما تعانيه بلاد الشام من استهداف، وقال: «إن المسجد الأقصى أسير بيد الصهاينة والمسجد الأموي في حلب أسير بيد عملاء الصهاينة»، وأضاف: «أن هؤلاء المجرمين الذين ألبسوا أعمالهم وجرائمهم عباءة دينية ليبعدوا فعل الظلم عنهم ويديرون ظهرهم للصهاينة ويوجهون سلاحهم بوجه أبناء الأمة، ليحاولوا إنهاء قوة الأمة والصمود في سورية ويقاتلوا الجيش السوري، هم يدافعون عن مشروع صهيوني». واعتبر البوطي اغتيال العلماء في المساجد وعلى رأسهم الشيخ سعيد رمضان البوطي، إنما هو اغتيال لرسالة المساجد وتحويلها لأماكن ظلم ودمار عدوان على الشعوب ترسل رسالة التطرف والكراهية.
واعتبر البوطي ما جرى في سورية تصنيع صهيوني اشتركت فيه قلة أرادت تشويه الدين بأعمال القتل والخطف، في مسعى إلى «تشويه الإسلام باسم الإسلام وضرب الدين باسم الدين».
سكوت المسلمين يندى له الجبين
وصف رئيس مجمع الفتح الإسلامي الشيخ حسام الدين فرفور سكوت المسلمين عموماً والعرب خصوصاً عما يجري في فلسطين، شيء يندى له الجبين من تقصير في نصرة إخوانهم الفلسطينيين نتيجة اختلافهم وفرقتهم ومنازعاتهم، وهو ما أوجد للصهاينة الفرصة المناسبة لفعل فعلتهم والاعتداء على أهل غزة في محاولة لإبادتهم. وأضاف في حديث إلى «توب نيوز»: «لا يمكن وصف ما يجري سوى بفعل إبادة، ولكننا على ثقة بأن الحق منتصر، فلا بد من أن تنهض هذه الأمة عرباً ومسلمين، لأن الصهاينة لم يقفوا عند حدود غزة».
وحول تصوير ما يجري في العالم على أنه ربيع إسلامي وضرورة إعادة النظر بالمصطلحات، قال فرفور: «الغرب يصدّر المصطلحات ونحن نستوردها. ولكن بالنتيجة ما يجري في سورية تمزيق وتفريق وتقسيم للأمة التي آن لها أن تتوحد وأن تختلف بما لا يؤدي للمنازعات والخصومات، والخلاف لا يفسد للود قضية. وعلينا أن نكون أمة واحدة كما أمرنا الله عز وجل لا بأس بالخلاف، بل نبقى في خندق واحد ونبقى أخوة، أما القتال بين المسلمين فهذا ممنوع».
وعن أسباب التطرف في الفكر الإسلامي قال فرفور: «في كل دين هناك متطرفون، وهو ليس بجديد على الإسلام، وهناك تخطيط لدى الدوائر الصهيونية والغربية على إظهار الإسلام بمظهر متطرف، ولو عدنا للتاريخ فالتطرف منبعه من يهودي، وهم أول من صنع التطرف والإسلام بريء منه».
المسيحي ورسالة الإسلام الحقيقية
وحول تأثير انقسام المسلمين في السير بمشروع التهجير المسيحي، قال المطران متى الخوري المعاون البطريركي للسريان الأرثوذوكس إن الانقسام على المستوى العالمي وليس على صعيد المسلمين، لأنه كلما طالت أزمات المنطقة كان المتضرر الأكبر الإنسان الذي هو جوهر البشرية الأول والأخير، وأضاف في حديث إلى «البناء»: «نأمل من أصحاب النيات الطيبة تحديد المفاهيم الدقيقة كالمقاومة والإرهاب والظلم والدفاع عن النفس والتكفير وهدم الكنائس والمساجد، كل هذه المصطلحات بحاجة إلى وضع معايير ومفاهيم دقيقة من دون ذلك لا يمكن أن نتجاوز الأزمة التي نمر بها لفهم قبول الآخر بكل معنى الكلمة، لنستطيع رسم معالم حياتنا في المستقبل القريب مع بعض كأسرة في وطن».
وعن العلاقة بين نمو الفكر التكفيري المتطرف الإسلامي وبروز مشروع تهجير مسيحيي الشرق قال الخوري: «نرفض ربط التطرف بالإسلام أو القول بتهجير إسلامي للمسيحيين ولو كانت العباءة التي تستخدم الإسلام، ولكن حقنا كمسيحيين نأخذه من مشايخ هذا الدين وكقادة مسيحيين واجبنا الدفاع عن الإسلام الحقيقي وأعلامه».